المحرر موضوع: لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير. لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم"  (زيارة 2802 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل د. حازم شابا بهنام

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 11
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لا تعطوا القدس للكلاب. ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير. لئلا تدوسها بارجلها وتلتفت فتمزقكم"
(مت 6:7)
ان جوهر العبادة المسيحية وغايتها هو نقاوة القلب لانه من فضلة القلب يتكلم الفم " الانسان الصالح من الكنز الصالح يخرج الصالحات. والانسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور). ونتمتع بنقاوة القلب حينما ننعم بالعين البسيطة القادرة على معاينة الله وادراك اسراره ومعاملاته معنا، وقد خشى السيد المسيح من ان تفهم البساطة بمعنى الجهالة او عدم الحكمة لهذا يمزج المسيح البساطة بالحكمة. هذا ما اكده من خلال قوله (كونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام). القدس هو كل شيء لا يصله الفساد والدرر هي الاشياء التي لا يزدرى بها. فالانسان يفسد ما لا يرغب في ابقاءه سليما ويزدري ما يحسبه تافها و منحطا، لذا يقال عن الشيء المحتقر انه مدوس بالاقدام. وهنا دعونا نرى ما يقوله القديس اغسطينوس عن الكلاب و الخنازير وهي كناية. الكلاب بطبيعتها تهجم على الشيء لتمزقه حتى وان كان هذا الشيء لا يمكن تمزيقه او افساده او تدنيسه. اما الخنازير فتختلف عن الكلاب فهي لا تهاجم لتمزق باسنانها لكنها تدنس الشيء اذ تدوسه باقدامها في طياشة. فالكلاب ترمز الى مقاومي الحق والخنازير الى محتقريه.
وهنا علينا ان نفتح اذهاننا لنفهم جيدا ما قصده الرب له المجد للذين تبعوه في الموعظة على الجبل، ان التعاليم والاسرار التي كشفتها لكم والتي هي جوهر العبادة المسيحية هي قدس ودرر ثمينة لكم وللذين يقدرون قيمتها للخلاص وانصحكم بعدم اعطاءها لاولئك الجهلة والكفرة الذين لا يفقهون قيمتها لانهم ان سمعوها يستهزئون بكم و يعذبونكم. لا تشركوا الاشرار والمنافقين في الاسرار المقدسة التي هي قدسا وجواهر. فالمنافقين هم الذين شبههم بالكلاب والسائرين سيرة دنسة بالخنازير.
وقوله لئلا تدوسها بارجلها وترجع فتمزقكم تعني ان الكفرة والمنافقين فضلا عن انهم لا يرجعون عن كفرهم وشرورهم يستهزئون بالايمان. وهنا علينا ان نكون حكماء ونعرف لمن نتحدث ونبشر بالانجيل.


حازم البرطلي