المحرر موضوع: لازلنا نمتلك ذاكرة  (زيارة 1337 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لازلنا نمتلك ذاكرة
« في: 12:16 29/10/2005 »
لا زلنا نمتلك ذاكرة

ابان اجراء الانتخابات السابقة 30 كانون الثاني 2005، تم حرمان اهالي بغديدا وبرطلة من التصويت، وقد استنكرنا كلنا هذه الممارسة، برغم ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات بررت هذا الحرمان، الا انه لم يكن مقنعا لغالبية ابناء شعبنا، لانه اساسا من حق المواطن ان يصوت لمن يراه الافضل ليمثله، وخصوصا ان هذه الممارسة الديمقراطية كانت الاولى من نوعها التي تجري في العراق، بل ايضا ان ممارسة الانتخابات حينذاك كان يعتبر مشاركة فعلية في بناء العراق الجديد، ولذا كان على المفوضية العليا المستقلة للانتخابات ان تأخذ المسألة بجدية اكثر وان تزيل بقدر الامكان عوامل اثارة الشكوك بالعملية الانتخابية برمتها، وهذا كان موقفنابالاساس.
الا ان المثير والمستغرب في هذه العملية ان تخرج اصوات عالية من بين ابناء شعبنامعلنة ان العملية كانت مقصودة لحرمان فصيل اوفصائل سياسية معينة من التمثيل الحقيقي في البرلمان، وذلك لاسباب مجهولة او لانها تود هضم حقوق شعبنا او لانها تكن حقدا على فصيل معين لنضالاته المشرفة ومواقفه البطولية والتاريخية والمبدئية، بعض هذه الاصوات قدر عدد ابناء شعبنا المحرومين من المشاركة بالانتخابات بحوالي 150000 مائة وخمسون الف على اساس ان تعداد شعبنا يقدر هناك بحوالي 300000 ثلثمائة الف نسمة، اي حوالي خمسة كراسي اضافية مضمونة،  والبعض الاخر كان اكثر تواضعا فقدر عدد الناخبين من بين ابناء شعبنا بحوالي 80000 اي ثمانون الف ناخب، اي مقعدان اضافيان مضمونان مع بقية حوالي عشرون الف صوت تضاف الى حصته الاخرى فيضمن مقعد اخر.
الطموح امر مشروع، والعمل من اجل تحقيق الطموحات امر اكثر شرعية ان كان هذا العمل يسير بطرق قانونية وغير مخادعة، فكل شعب يعمل من اجل حقوقه، وكل تنظيم سياسي يعمل من اجل احقاق حقوق شعبه وقد تختلف زاوية النظر لهذه الحقوق بين الاحزاب المختلفة، الا انها على الاقل تدعي بانها تعمل من اجل الصالح العام.
مشكلتنا مع الكثيرين انهم لا يعرفون حقائق الوضع على الطبيعة، ويعتقدون انهم بايرادهم ارقام ومعلومات خاطئة ومتضاربة ومضخمة، يخدعون الاخرين ويعتقدون ان هؤلاء الاخرين لا يمتلكون المعلومات الحقيقية في حين ان الاخرين يمتلكون مفاتيح معرفة الحقائق لانهم يمتلكون كل السلطات التي تؤدي بهم الى هذه المعرفة من السلطة السياسية والعسكرية والقدرات المالية ومؤسسات البحوث والدراسات والخبراء بكل هذه المجالات.
اذا العملية لم تكن خداع الاخرين بقدر ما كانت خداع الذات وفي اسواء الاحوال خداع ابناء الشعب وجعلهم يعيشون احلام غير حقيقية، او واقع سياسي مخادع.
ان هذه الادعات قد خدع بها الكثيرين حتى من تنظيمات شعبنا، مما الحق ضررا بالغا بمصداقية العمل السياسي لشعبنا وتنظيماته السياسية.
كما اظهرنا الامر وكأننا نصرخ لاي حدث وان لم يكن حقيقيا مطالبين مساعدة العالم لنا في امر لا نستحقه مستغلين امور بعيدة عن السياسية وحقائقها والديمقراطية وممارساتها.
ولنكن اكثر وضوحا ادناه الارقام التي نشرها موقع عنكاوا حول عدد من يحق لهم الانتخابات في كل من قضاء برطلة وبغديدا الذين بلغ مجموعهم حوالي23395 ثلاثة وعشرون الف وثلثمائة وخمسة وتسعون ومن بينهم لنكون قليلا مغالين لصالح شعبنا ان ثلثهم ليسوا من ابناء شعبنا (اي الثلثين من ابناء شعبنا) اي حوالي 7798 يبقى لدينا من ابناء شعبنا 15597 ناخب، اذا اليس من حقنا ان نتسأل اين الثمانون الف ناخب الذين حرموا من حق التصويت، او اين المائة والخمسون الف صوت انتخابي ومدى المصداقية التي يمنحها هذا الامر لاحزابنا ومؤسساتنا ولقادة احزابنا، الا يوصمهم بالكذب امام الاخرين، اليس من حقنا ان نقول ماذا سنجيب على التسأؤلات المشروعة التي يمكن ان تنطرح علينا؟ ما هي النتائج التي افرزها صراخنا واتهامنا للاخرين؟ الم نقم ونحن نصرخ ونخرج بتظاهرات وبيانات ولو بخدش العلاقات التاريخية بيننا وبين الشعوب التي نتعايش معها؟ المطلوب ليس السكوت عن الحق، بل المطلوب عدم اشاعة الاكاذيب والدجل ونشر الاتهامات المزيفة لاجل المصالح الشحصية.
والامر الاخر المثير والمشمئز، اين المتباكون على القائمة القومية، اين الذين كتبوا ونشروا وهرولوا خلف الدهماء والغوغاء عن القائمة الفومية الموحدة؟ هل سنراهم هم انفسهم سيمدحون القائمة المنفردة اليوم ودون تبرير او تفسير؟، اليس من حقنا ان نتسأل ان الغاية لم تكن القائمة القومية الموحدة، بل الهجوم الحاقد على ابناء الامة ممن يختلفون في التوجه السياسي، دون مراعاة حدود هذا الهجوم.
لا يمكن لامة ان تتقدم وهي تقف على ارضية هشة غير حقيقية وغير واقعية، لانها لن تمتلك اي تصور سليم لوضعها فكيف يمكنها ان تمتلك مثل هذا التصور عن الاخرين وعن الواقع السياسي وموازيين القوى. ولنقل مرة اخرى نحن نمتلك ذاكرة تسجل كل هفواتنا وزلاتنا، وليت الاخرين يمتلكون مثل هذه الذاكرة، لوفرنا على نفسنا الكثير من التجارب المتكررة والمملة لحد السقم .[/b]
ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ