المحرر موضوع: رسالة مفتوحة الى ابائنا رؤساء الكنائس / هل احتفاظنا بأسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟!!  (زيارة 1405 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوحنا بيداويد

  • اداري منتديات
  • عضو مميز جدا
  • *
  • مشاركة: 2496
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رسالة مفتوحة الى ابائنا رؤساء الكنائس

هل احتفاظنا بأسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟!!

بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن /استراليا
18/12/2008

ابائنا الافاضل:-
كم كانت فرحتنا كبيرة بلقائكم الاخير فيما بينكم الذي انعقد على الرغم من تاخره  الكثير،اخيرا بعد اربع سنوات من الاختصاب والقتل والذبح والتشريد والتكفير والجبر على دفع الفدية والترحيل واجبار المسيحيين على الاستلام في بلدهم الام العراق حصل اجتماعكم.

لكن ككلداني وكمسيحي وكمواطن عراقي وكاحد ابناء هذا الشعب العريق الذي تحمل اشد انواع الويلات والاضطهادات من كافة السلطات والامبراطوريات التي حكمت بلاد الرافدين فقد قدموا انهارا من دماء الشهداء في سبيل ايمانهم وهويتهم
تعجبت كثيرا ببيانكم الذي اعلنتم عنه في نهاية اجتماعكم، لانه  لم يتطرق الى تسميتنا القومية او تسمياتنا القومية عوضتم عنها بكلمة المسيحية .
 
قد تكون حكمة منكم على عدم فتح باب الجدال على الهوية وبقية الاختلافات فيما بينكم في اجتماعكم الاول منذ زمن طويل، لكن ذلك ليس صحيحا في وقت اجبر نصف شعبنا على الهجرة والعيش في المذلة في دول الجوار للعراق منتظرين باب الفرج من دول الغربية >ان نتهرب من الحقيقة ونتهرب من مطالبة الحكومة بتحمل مسؤولياته كذلك تخفيف حقه القومي بعدم ذكر اسمه .

ابائنا الاجلاء يكفينا التهرب من المسؤولية، يكفينا من حالة الضياع والتشرد التي حلت بمسيحيتنا في العراق والشرق بصورة عامة ، ان احد اهم الاسباب لهذه الحالة التي نعيشها هي بسبب عدم وجود قيادة سياسية  حكيمة موحدة لنا ومقبولة من قبل الشعب بسبب حالة الانقسام بيننا ، كذلك عدم اتفاقكم  كابائنا الروحيين معا على ادنى اوليات لشعبنا منها التسمية وعدم وجود تعاون مستمر ومشاريع ونشاطات موحدة بين الكنائس جعل هذا الشعب ان  يبتعد اكثر فأكثر من بعضهم وغير متكاتفين في حل مشاكلهم. فعوض ان تكون هذه فرصة لكم أن تأكدوا على اهمية وجودنا القومي فقد استبدلتموها بالمسيحي!!!
 لانريد ان تستبدلوا اهتمامكم بتعليم الروحي كما يظن البعض، لكن ليكن اهتمامكم بالشعب من جانب الانساني اتيا من اهتمامكم والتزامكم بتعاليم الروحية والانسانية للسيد المسيح.
لا اريد سرد احداث التاريخية لكنني مجرد اقول ماذا حصل لشعبنا في حرب العالمية الاولى كان يجب ان يكون درسا لنا اليوم، ما حصل لنا في السبعينات والثمانينات من جراء حركة الشمال ودكتاتورية صدام حسين كان يجب ان يكون ايضا درسا لنا وماحصل لنا في زمن الانفلات الاخير كان يجب الدرس الاهم لنا جميعا.
شئنا ام ابينا ، نحن بشر ولنا تاريخ وارض وتراث، انها مقومات وجود اي مجموعة من البشر في هذا العالم. لا يوجد شعب او اقليم او قرية او عشرية او بيت او فرد لا يملك خصوصية خاصة به فانا، لا اعرف لماذا نحن الوحيديين  يجب ان ننكر خصوصيتنا، أليس ذلك بسبب تعودنا على حالة الدونية والعبودية للاخرين عبر التاريخ، الم يحن الوقت كي نتخلص منها؟!!
هل احتفاظنا باسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟ وهل يطلب الله والسيد المسيح منا التجرد الى هذه الدرجة بان ننكر ذواتنا وخصوصياتنا كي يقبلنا؟
لقد دخل المسيحية كثير من القوميات في العالم وكان الرومان اول امة اعتبرت المسيحية ديانتها الرسمية في زمن قسطنطين الكبير في اعلان ميلانو الشهير ولكن الرومان لم يتخلوا عن قوميتهم ولا الفرنج ولاالانكليز ولا الروس ولا الارمن ولا اي قومية تخلت او تنازلت عن قوميتها بسبب ايمانها المسيحي ولم يطلب منا ذلك المسيح نفسه منا.
نعم كان ابناء الكنيسة الشرقية كمثل رهبان في عفويتهم وفطريتهم في ايمانهم الغير قابل للشك ، لانبالغ ان قلنا ان ارض العراق تشبعت بدماء شهداء الكنيسة الشرقية ولذلك اطلق على كنيستنا الشرقية  كنيسة الشهداء، ولكننا نعيش اليوم القرن الاول من الالفية الثالثة لميلاد المسيح، فهل من المعقول نبقى على  عقلية ما كان يحكمنا الظروف في زمن الدولة العثمانية او زمن حروب التترية او  الفتوحات الاسلامية وغيرها؟ اليوم العالم اصبح قرية صغيرة ومصالح الكل مترابطة معا لماذا لا يكون لشعبنا مصالح ؟!!و لماذا لا نساند من يطالب بمصالح شعبنا، لماذا نتنازل عن حقنا؟  ان لم يستطيع هذا الجيل تحقيق حقنا في الوجود لتكن مهمة الجيل القادم المهم نطالب بحقنا لكن يجب لا ان نتنازل عن ثمن ما دفع خلال الفي سنة من الدماء الغالية ؟!.
الشيء الاخر المهم انكم على علم ودراية اكثر مني ان كنيستنا الشرقية ربما كان اكبر من الكنيسة الغربية في بعض الاوقات ترى ماذا حدث لها ؟ ولماذا تقلصت او انضمرت؟ والى متى نبقى ان لا نواجه الحقيقة؟ الم نقدم شهداء اكثر ما كان يجب  في كل مناسبة حاولنا عدم مواجهتها بصورة واقعية؟ لنكن موضوعيين حول هجرتنا وتوزيعنا في انحاء العالم بهذه الطريقة أليست اخطر على ايماننا المسيحي اولا وقوميتنا ووجودنا ثانيا، انا اظن كشعب وكمجتمع  اصرارنا على البقاء في وطننا وحماية وجود شعبنا من ناحية الروحية والانسانية في ارض اجداده افضل بكثير من توزيعنا  بين مدن العالم لان مسيحيتنا هي مسيحية شرقية ليست غربية!! وذلك موضوع اخر طويل!

فقط اذكر لكم حادثة مهمة حدثت في بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي.  في زمن الحرب العراقية الايرانية ، قررت حكومة العراقية الاعفاء عن جميع الاكراد و غير الاكراد الذين يسكنون المنطقة الشمالية من الالتحاق بالحرب وتسريحهم من الخدمة العسكرية، بسبب مشاركتهم في حرب الشمال ، في وقتها تم حساب شعبنا من القومية العربية على الرغم من انهم كانوا ينحدرون او لا زالوا يسكنون في منطقة الشمالية  ومن بعد التحاق جميع هؤلاء الشباب بالخدمة العكسرية  سقط الكثير منهم كشهداء لعدم شمولهم بهذا القرار الذي كان يعفيهم من العسكرية ولم يتبادر احد من اباء كنيستنا بوقف اطلاق تسميتنا بالعرب او الاكراد او مطالبة تساوي حقوقه، لابل كان بعض قادتنا يطلب باطلاق التسمية العربية علينا من اجل حمايتنا!! نعم دائما كنا نحن المتضررين بيحث اجبر الكثير منا على الهروب والهجرة الغير شرعية عن طريق الشمال.
لذلك ارى انها من مسؤوليتكم ان ترشدوا ابنائكم على الطريق الصحيح وان تدافعوا عنهم وعن ممتلكاتهم وعن هويتهم التاريخية وحقوقهم في الوجود في ارض التي خلقوا فيها.

في الختام نهنئكم بمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة ونطلب لكم من الرب الصحة والعافية والتوافق بينكم في تحمل مسؤولياتكم في هذا المنعطف الخطير الذي يمر فيه العراق وشعبه.