المحرر موضوع: " الله اكبر، على السراق والميليشيات والارهابيين"  (زيارة 1090 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل كمال يلدو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 563
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
" الله اكبر، على السراق والميليشيات والارهابيين"


كمال يلدو :

   لا اظن ان هنـاك شــيئا ارقـــى من مشــاهدة جلسات البرلمان العراقي ، طبيعة النقاش  وادارة الجلسات والافكار والمواد المطروحــة ، وباختصار شــديد يشــعر الواحد بنشــعة خاصــة ، وانا شـــخصيا اتخيل نفســي عضـوا في هذا البرلمان ايضـا  . ولما صــار الحديث عن العلم العراقي ، ورفض (كاكا مسعود ) من رفعـه فوق ربـى كردستان وســاق لذلك ســببا  عظيما وهو ان حملات الانفال سيئة الصيت وقتل الاكراد فيها جرى تحت هذا العلم ( رغم علمي ويقيني بأن عراقيين آخرين ، مناضلين ووطنين وحتى مستقلين قتلوا حينما كان البعث يرفع هذا العلم )  ، شـــخصيا تفائلت وقلت ربما آن الاوان  ان نطوي صـفحـة قبيحة من صفحات النظام البعثي المقبور  ، وكانت النقاشات تحتدم وتهداء ، وكان كتابنا وفنانينا ينشــرون مقالاتهم عســى ولعل ان تســـقط على اذنا تســـمع .والواقع الكل كان مغال في تصــوراته ، فالســأدة والسيدات ( ليس كلهم بالتأكيـــد ) الجالسين تحت قبة البرلمان والذين اتت بهم الثورة البفســـجية  كانــوا في عالم آخـــر ، قســم منهم يحــن للماضــي ، وقســم آخر يخاف عقاب ربــه  واقســأم اخرى لانعرف عنها الكثير لانها صامتة اغلب الاوقات . المهم ، تواجدت مؤخرا الهمة لتغير العلم ، وهل يوجد فنانين ومصـممين اكثر خبرة وكفائة ومقدرة من اعضاء البرلمان ( مرة اخرى لا اعني كلهم )  ، وجاءت التفاســير والنقاشات حول الالوان وفســـروها (*)، وناقشـوا  موضوع النجمات ورفعوها ، اما (الله اكبر ) فالكــل يبــدو لــي يخاف  من الخالق الباري ، حتى وان كان صدام قد كتبها ، نعــم ، انهم يخافون رفعها لئلا يســاء فهمهــا ، فابقوها ولكن غيرو  ((الفونت)) اي غيرو  الخط ...وبالتالي يضـنون انهم كســبوا ود الخالق ورضــأه ، متوهمين  انهم اول المسؤلين عن استشراء الفساد الاداري وقصور اداء الدولة وكل مايعانيه المواطن العراقي ((الذي جلبهم الى هذه القبة )) من انعدام الامن وضعف الخدمات والبطالة والطائفية وهجرة العراقيين .
والسـؤال الذي يتبادر للذهن ، ما الذي يجمع الحكام الجدد بهذا العلم ؟  ما الذي يجمع معظم هذه القوى التي كانت يوما في المعارضة وتعرضت  للأرهاب من نظام صدام حسـين ؟ ما الذي يمنعها ان تختار علما آخرا يمثل حقبة جديدة في حياة هذا الوطن وابنائه ، مثل باقي الشعوب والامم على الاقل .
فالالمان غيروا علمهم بعد الاطاحة بالنازية ، رغم انه كان يرمز الى ضرورة اصلاح المسيحية، واليابانيين بعد اندحارهم في الحرب العالمية الثانية  ، والايرانيين  عقب اسقاط حكم الشاه ، وحتى الروس عقب انهيار الاتحاد السوفيتي ، ترى لماذا يتمســك حكام العراق الجديد بعلم البعث وصدام حسين ؟
القضية لا تخرج من باب المســاومات والصفقات بين الكتل النيابية والشــخصيات ذات التأثير والنفوذ في الشأن العراقي ، فأمــا الحنين للنظام الدكتاتوري ، او التملق للاســـلام السياســي  وشــعاراتـه البائســـة  .
فأذا كان الله بهذه المعزة عندكم ايها المؤمنين ، ترى بأي وجــه ســتقابلوه  ودولتكم تقع في قعر دول العالم من حيث الفساد الاداري وســرقة اموال الشــعب وسرقة النفط والتغطية على جرائم الميليشــيات ؟؟
اما وان الزمان قد تبدل ايها القادة الميامين ، فزمن الفتوحات قـد انتهـى   ، وفتح الكويت قـد فشــل  ، فلماذا الاصــرار على هــذا الشــعار   ؟ وما معناه  ؟
لابل الســـؤال يفرض نفســـه ، من من العراقيين اليوم لــه الشــك  بعظمة الله ؟  اذن ما معنى وضعها في العلم  ؟
والشئ الآخر ايها السياسيون المحنكون ، ان حركات معدودة ترفع الشعارات الدينية في اعلامها  وهي تصنف اليوم ضمن المنظمات الارهابية او الداعمة للارهاب ( حماس وحزب الله) ، وان هناك دولة واحدة ومجاورة ترفع شــعارا دينيا فـي علمها  ،  يتهمها البعض بأنها مصدر الانتحاريين والارهابيين والوهابيين الوافدين لقتل العراقيين ، فماذا يعني التشــبه بهم ؟؟

اما عتبي الاخير فهو للســيد مســعود البـرزاني ، رئيس اقليم كوردستان ، وحفيد الثورة الكردية التحررية  واحد قادة ثاني اكبر كتلة نيابية في البرلمان العراقي ،
كيف ســتقنع شـــهداء الانفال بهذا العلم الذي قتلوا تحت ظله ، وهـل يكفــي تبديل الخط ، من خط الجاهل صدام الى الخط الكوفي  ؟ وهـل  الخط كانت مشـــكلتنا مع هذا العلم  ، ام مع من وضــعه وحمله  والاهداف المعلنة منه ؟ وهل فعلا كان صعبا على ممثلي الشعب العراقي  ال 275 ان يختاروا علما ملائما لطموحات شــعبهم ، علما  يرمز الى وحدة العراقيين  ومستقبلهم الواعد ، وليس علما يكبلهـم بذكرى صدام  واهتدائــه لله  (( متأخــرا بعض الشئ )) وانطلاء هذه الاكذوبة على بعض الاســـلامويين العراقيين ، ثـــم ســـعيهم الحثيث  لجعلنا نصــدق هذه النكتـــة .....
اذا كنتم على هذه الدرجة من التدين والنباهة ...ترى لماذا عدمتموه ، وهو الذي كان يقراء القرأن ويحماه حتى ســــاعـة اعدامه .... ســـؤال برئ ، لكل هؤلاء المؤمنين  والذين يعترفون بأن (( الله اكبر ))  على كل الظلام والمجرمين والقتلة وســـأرقي اموال الشـــعب العراقــي .
تصــوروا معـي ايها القراء الكرام ، انه ومن اجل تبديل علم النظام البائد اســتغرقت (5) ســـنوات وانتهينا الى نفس العلم وبنفس الذكرى ولنفس الجلاد ..
ترى كم ســـتأخذنا لبناء العــراق الجديد ، العراق الديمقراطي والخالي من التمييز والاضطهاد  والمبني على اساس العدالة والقانون  ؟


 أما اجتهادي الشــخصي في تفســير الوان العلم العراقي فهو :
الاســود : يشــير الى ســو حظ العراقيين  في املهم لنظام جديد
الاحمـر : نســبة الى دماء  ضحايا الشعب على يد الميليشيات والارهابيين والعصابات
الاخضـر : نســبة الى لون المياه الراكدة بسبب تعطل او عدم وجود شبكات المجاري
الاصفر : نســبة الى لون الارض التي هجرها اهلها  ولم تعد تزرع
الابيض : نســبة الى لون الاكفان التي يوارى بها ضحايا الارهاب والقتل في العراق الجديد .

‏ 23‏- كانون الثاني - 08
كمال يلدو