المحرر موضوع: خريف الانتخابات العراقية - الدكتور الجلبي و سياسة الاوهام  (زيارة 1594 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ahmad Abdel Al

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
خريف الانتخابات العراقية
الدكتور الجلبي و سياسة الاوهام
أحمد عبد العال الصكبان

يعلم المتابعين للسياسه العراقية في مراحل المعارضة ومابعد سقوط الطاغيه الدور الذي يلعبه الدكتور احمد عبد الهادي الجلبي الذي يتسم بالمكر تاره والتقلب والتلون حسب المرحله تارات اخرى.

فمنذ ظهور الدكتور الجلبي على الساحه السياسيه العراقيه في التسعينيات ونجاحه في التقرب وكسب ثقه المحافظين في الاداره الامريكيه ثم قيامه باستغلال شخصيات عراقيه كالمرحوم هاني الفكيكي والمرحوم صادق العطيه وليث كبه وغيرهم في تأسيس المؤتمر الوطني العراقي واستفراده فيما بعد بقياده هذا التنظيم الذي اصبح بلا وزن يذكر سوى الدعم الامريكي وبخاصه المحافظين في وزاره الدفاع الامريكيه واستحوذ الجلبي على قياده المؤتمر ليحوله الى تنظيم خاص يدار من قبله ومن قبل مجموعه من المنتفعين.

وخلافا لما يحلو للمنتفعين في الترويج لاكذوبه ان تحرير العراق قد تم بسبب علاقات الدكتور الجلبي مع الاداره الامريكيه فأنهم يتناسون ان تحرير العراق كما يعلم كل من يملك ادراكا سياسيا قد تم نتيجه لسياسه الولايات المتحده الامريكيه في اعاده رسم خريطه الشرق الاوسط والتخلص من عبْ النظام البعثي بما يخدم مصالح الولايات المتحده الامريكيه على المدى البعيد والتي لم يكن للدكتور الجلبي يد بها من قريب او بعيد.
وبعد سقوط النظام البعثي في بغداد ودخول قوات التحالف كان للدكتور الجلبي دورا مرسوم ومحدد من قبل مخططي السياسه الامريكيه لعبه الدكتور الجلبي بكفأه ولكن الرياح لم تأتي بما لا يشتهي الدكتور الجلبي فتم تغيير المشرفين على رسم السياسه الامريكيه لتتحول مفاتيح العراق من يد وزاره الدفاع الامريكيه ليد اعداء الدكتور الجلبي في الاداره الامريكيه فلم يجد الدكتور الجلبي طريقا للبقاء في الحياه السياسيه العراقيه سوى الاتجاه للقوى المتشدده في العراق وبدء برسم خطه التلاعب بمشاعر البسطاء من العراقيين وهكذا بين ليله وضحاها تحول الدكتور الجلبي من خندق  الليبراليه العراقيه الى المدافع الاول عن حقوق الشيعه في العراق وبدء في عمليه التقارب مع التيار الصدري ليصل لمبتغاه في استلام السلطه في العراق.
ثم جأءت الانتخابات العراقيه في بدايه هذا العام ليتسلق الدكتور الجلبي على اكتاف المناضلين ويستغل تأييد المرجعيه الشيعيه لقائمه الشمعه للوصول الى السلطه ولايخفي علينا جميعا ماحدث بعد نجاح قائمه الائتلاف الشيعي والدور الذي لعبه الدكتور الجلبي في معركه رئاسه الوزراء والتي خلافا لما يصوره مناصري الدكتور الجلبي لم يتنازل عنها ولكنه جوبه بامر واقع يدعو الى التصويت العلني لاعضاء القائمه لصالح المرشحين وليس كما كان يدعو الدكتور الجلبي الى تصويت سري منما دعاه الى القبول بمنصب نائب رئيس الوزراء.
واليوم وبينما تستعد القوى السياسيه العراقيه لانتخاب مجلس النواب الجديده يفاجأ الدكتور الجلبي الساحه السياسيه العراقيه بانسحابه من قائمه الائتلاف الشيعي بسبب رسمي هو  هو عدم تلبية الاتلاف لرغبة الجلبي بالحصول على المقاعد التي كان يريدها لحزبه ضمن اطار الاتلاف وهذه الروايه قد تنطلي على بعض البسطاء ولكن ابطالها لايحتاج الى عناء كبير فلن يكون من المصدق ان لاتكون قائمه الائتلاف الشيعي قد حسمت خيارات توزيع المقاعد قبل فترة لتعرض نفسها وفي  اللحظات الاخيرة لانشقاقات قد تؤثر على فرصها الانتخابية بانسحابات هنا وهناك. ان ماجرى من وجهة نظرنا هو لعبه جديده اجاد الدكتور الجلبي اعدادها لكسب اصوات المتذمرين من الاداء الحكومي.
المثير للجدل في تصريحات الدكتور الجلبي خلال الايام القليله السابقه هو محاولاته الحثيثه للتنصل من حكومه الجعفري متناسيا انه كنائب لرئيس وزراء هذه الحكومه لايستطيع ان ينأى بنفسه من المسؤوليه الجماعيه للوزراء في اداره الدوله العراقيه والا فانه بذلك يعطي وزراء الطاغيه المنفذ الشرعي للحصول على البرائه حيث انهم يحاكمون الان كونهم اعضاء في حكومه قاتله للشعب ولن يشفع لبعضهم التنصل من مسؤليته عن الجرائم كونه لم يكن الوزير المسؤل مسئوليه مباشره كون المتعارف عليه في علم الاداره الحكوميه هو ان المسؤوليه بين الوزراء  مشتركه.
الدكتور الجلبي كنائب لرئيس الوزراء مسؤل مسؤوليه مباشره عن فشل الحكومه في كافه المجالات والتي اتسمت تصرفاتها واداءها بالتخبط و التصريحات اللا متناهية والمتناقضه ولا يستطيع الدكتور الجلبي ان يتخلص منها والا لماذا بقى في منصبه ليومنا هذا ولماذا لم يقدم استقالته احتجاجا على ما اسماه التخبط الحكومي.
ان تصريحات الدكتور الجلبي والمقربين منه في الاسابيع السابقه تطرح سؤل هام جدا هو اين يقف الدكتور الجلبي وهل سيلتزم بما يصرح به.
فقبيل الانتخابات السابقه وعد الدكتور الجلبي بفتح المنطقه الخضراء امام المواطنين العراقيين وهاهي المنطقه الخضراء مازالت مغلقه بل حولت بغداد الى منطقه خضراء تحت حكم الحكومه التي يتولى بها الدكتور الجلبي مسؤوليه نائب رئيس الوزراء.
ثم جاء تصريح اخر للدكتور الجلبي بأن هناك تجاوزات كثيره من قبل قوى الامن وان الحقوق الدستوريه للمواطنين العراقيين تم التجاوز عليها بما في ذلك الاعتقال العشوائي واود هنا ان اذكر الدكتور الجلبي بما سطره قلمه في عام 2004 عندما كان مدلل وزاره الدفاع الامريكيه عن تصوره لانهاء الاعمال الارهابيه في العراق في مقال نشره جاء فيه والكلمات للدكتور الجلبي: (إجراء عمليات تمشيط أمنية تشمل البلدات والمدن التي  تقوم بتطويق هذه البلدات وأن تعطي للسكان المقيمين فيها مهلة لا تتجاوز 48 ساعة لتسليم الأسلحة غير المرخصة، وبعدئذ ينبغي تنفيذ عمليات تفتيش شاملة للبيوت.
وإذا تم العثور على مخبأ للأسلحة في منزل ما، ينبغي عندئذ اعتقال كافة الذكور المقيمين في المنزل ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و50 سنة· وستكون لعمليات التفتيش هذه فائدة كبيرة في العثور على الفارّين)
 
هذا ماسطره الدكتور الجلبي فهل هذا دستوري ام انه اعتقال عشوائي واخذ اشخاص بضريره الغير؟؟؟

اما التصريح المضحك المبكي الذي يصف به نائب رئيس الوزراء ان وزارة الدفاع العراقية ووزيرها بلا سلطات وان العراق منقوص السيادة  فانه يدعونا للتسأول  لماذا قبل الدكتور الجلبي ان يكون عضوا في حكومه وزرائها بلا صلاحيات ولماذا قبل ان يكون نائب لرئيس وزراء حكومة دولة بلا سيادة والم يوافق الدكتور الجلبي على طلب تمديد بقاء القوات الامريكيه على الاراضي العراقيه بما يعني الانتقاص من سياده العراق اليس موافقته هذه تعتبر تكريس لعدم سيادة العراق؟
ومساء الثلاثاء صرح الدكتور الجلبي في اطار خطته للتلاعب بمشاعر البسطاء بانه سيعمل على منح مبلغ مالي من عوائد النفط لكل مواطن عراقي يدفع لهم في كل شهر عن طريق سن قانون خاص به في مجلس النواب". 
ولااعلم كيف يستطيع الدكتور الجلبي تحقيق ذلك ومن اي عوائد نفطيه وهو ذاته كان قد اتحفانا قبل اسابيع بأن المواطن العراقي مدان بمبلغ مقداره خمسه عشر الف دولار امريكي بسبب الديون الصداميه. ¨
وحبذا يطلعنا الدكتور الجلبي على دراساته الاقتصاديه التي اجراها والتي يستطيع من خلالها تحقيق هذا الوعد المستحيل تحقيقة على المدى القريب او المتوسط.
ثم ماموقف الدكتور الجلبي من تصريح احد المقربين اليه لجريدة «الشرق الاوسط» والذي ادعي المقرب منه فيها ان  «الغزل بين الجلبي والصدر بلغ مداه عندما أهدى الجلبي الصدر سيارة مرسيدس مصفحة على مواصفات حلف الناتو يزيد سعرها عن نصف مليون دولار»، وذلك في اطار الرهان على كسب الصدر الى جانب الجلبي في الانتخابات المقبلة.
ويقول المصدر انه «من الصعب ان يراهن أحدا على الصدر كونه يغير آرائه بين ساعة واخرى».  عفوا سادتي الم يكن التيار الصدري ومناصريه من البسطاء والمغرر بهم من اعادكم من الابعاد السياسي..... الم يكن التيار الصدري هو قميص عثمان الذي لبستموه عندما تغير اتجاهكم من الليبراليه الى الدفاع عن حقوق الشيعه؟
اين يقف الدكتور الجلبي ... وهل سيغير جلده السياسي مره اخرى بعد الانتخابات ؟؟[/b][/size][/font]