المحرر موضوع: اختطاف العرب والتركمان ظاهرة لا يمكن السكوت عنها أبدا  (زيارة 1782 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل turkmensani

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 37
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
اختطاف العرب والتركمان ظاهرة لا يمكن السكوت عنها أبدا
أوميد كوبرولو
رئيس تحرير مجلة توركمن شاني العراقية

بعد سقوط النظام الدكتاتوري الصدامي وفقدان الأمن والقانون في البلاد كثرت حالات الاختطاف في عموم البلاد وخصوصا كركوك المدينة العراقية ذات الخصوصية التركمانية التي يعيش فيها إضافة إلى التركمان العرب والكرد والكلدان والآشوريون أيضا، أخويا منذ عصور قديمة. وفي مقالات سابقة نوهنا إلى هذه الظاهرة المؤلمة الجديدة التي أخذت تزداد يوما بعد آخر رغم علم السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية العراقية وحكومة السيد الدكتور إبراهيم الجعفري والسادة رئيس وأعضاء الجمعية الوطنية العراقية المحترمون.

كانت وراء هذه الاختطافات التي شملت أبناء القوميتين التركمانية والعربية في المحافظة دوافع سياسية واقتصادية وكان السيدين بهاء الدين كوثر رئيس الاتحاد التركماني في أوربا والمناضل التركماني زياد فهمي عرب من أوائل المختطفين التركمان الذي لحقهم العشرات الآخرين رجالا ونساء وشباب وشابات بين(سياسيين، مسئولي دوائر، أطباء، مهندسين، رجال أعمال، موظفين وطلبة) خطفوا في كركوك والمدن والقرى المحيطة بها وسيقوا إلى شمال العراق وخصوصا إلى مدينتي أربيل والسليمانية وبعد ذلك تبين في لقاءات الفضائية التركمانية بالعديد من المواطنين الذين تم إطلاق سراحهم بأنهم اختفوا من قبل عناصر الشرطة العراقية والحرس الوطني والميليشيات الكردية الموالين لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة السيد مام جلال رئيس الجمهورية العراقية وحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة السيد مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني. وآخر اللقاءات كانت مع شاب مهندس من سكنة (حي المصلى) أكبر أحياء كركوك، أعترف لفضائية توركمن أيلي قائلا بأن الذين اختطفوه كانوا يتكلمون معه بالكردية قائلين له بأن يبلغ ذويه بأن المختطفين هم من الأكراد ولو لم يدفعوا مبلغا قدره خمسة عشر ألف دينار خلال ثلاثة أيام لقتلوه. وكانوا يجوبون به في سيارة مدنية في أربيل وسليمانية وآلتون كوبري ودون خوف من أحد. وبعد تسليمهم المبلغ المطلوب أطلقوا سراحه.

دون شك كان هدف المختطفين الذين أثبت هويتهم الكردية معروفا فاقتصاديا كانوا ينوون سلب أموال أغنياء التركمان والعرب لكي لا يتمكنوا من الوقوف إلى جانب أحزابهم وتنظيماتهم السياسية التي تناضل من أجل كركوك عراقي مصغر لا لطائفة أو قومية ما، يعيش فيها التركمان والعرب والكرد والآخرون بسلام وأمان دائم. أما سياسيا فكان هدفهم إسكات جميع من يعارض   كردية كركوك وضمها إلى الإقليم الكردي.

إن ظاهرة الاختطافات المتكررة بحق المواطنين التركمان والعرب في كركوك والتي كانت وراءها العناصر الأمنية والميليشيات التابعة لحزبي مام جلال والبارزاني والتي تجاهلتها الحكومة العراقية ولم تتطرق إليها الأحزاب والتنظيمات التركمانية والعربية في المحافظة بالقدر المطلوب جاءت في اعترافات الحكومة الأمريكية وخصوصا بعد نشر صحيفة (واشنطن بوست) خبر ألقاء الأكراد القبض على المئات من التركمان والعرب في مدينة كركوك العراقية وسوقهم بصورة سرية إلى سجون واقعة في شمال العراق وخصوصا في بلدتي أربيل وسليمانية مستندة إلى وثائق الحكومة الأمريكية وشهادات العوائل المخطوفة أبنائها. حيث اعترف الناطق الرسمي للخارجيّة الأمريكيّة بانّ البيت الأبيض والحكومة الأمريكيّة قد حصلتا على معلومات أكيدة بانّ الأكراد القوا القبض على مئات من التركمان والعرب في مدينة كركوك وساقوهم إلى السجون الواقعة تحت سيطرتهم في شمال العراق. 

فهذه الظاهرة التي أصبحت تقلق العديد من الحكومات الغربية والأمريكية يجب أن توضع لها الحل السريع لإنهائها وإطلاق سراح المخطوفين فورا مع محاسبة الجهات التي وراء هذه العمليات العنصرية المشبوهة وتجريدهم من العمل والسلاح مع تعويض العوائل المتضررة نتيجة الاختطافات المذكورة. وعلى الأحزاب والتنظيمات السياسية وجمعيات السجناء السياسيين وحقوق الإنسان في كركوك تقديم أسماء كافة المخطوفين من التركمان والعرب في المحافظة ومطالبة الحكومة العراقية على مفاتحة الجهات الكردية التي تعتقل أولئك المخطوفين في سجونها لإطلاق سراحهم وعلى الفور. وعلى السيدين الطالباني والبارزاني إبلاغ أجهزتهم الأمنية وميليشياتهم المسلحة الاكتفاء عن هذه العمليات القمعية اللا إنسانية الجبانة بحق أبناء كركوك من التركمان والعرب لو لا يريدون أن يزرعوا فتنة الطائفية والقومية والتجزئة والعدوان في نفوسهم  وبغية أن يعم الأمن والسلم والطمأنينة وروح التكاتف والتآلف والتعاون في المدينة التي كانت دائما رمزا للسلام والمحبة والإخاء.