المحرر موضوع: حضارة السلاح ...ومشروع بناء الدولة ؟!...  (زيارة 789 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مجدي الرسام

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 13
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حضارة السلاح ...ومشروع بناء الدولة ؟!...


مجدي الرسام / العراق
لا شك من أن قيام أي دولة يحتاج إلى تذليل الكثير  من الصعوبات وترسيخ  الركائز  وتسخير الطاقات البشرية الهائلة وان كانت بدوافع شخصية لانشاءها . وتحت أي مسميات تكون من مبادئ وتطبيع لعلاقات وتحت أي ضروف سياسية وان كانت غامضة بعض الشئ . أن ابادة شعب بالكامل واحتلال أرضه وتهجير سكانه والاستيلاء على مصادر الطاقة وتضييق سبل العيش من خلال الدخول عبر بوابة الحرية والديموقراطية ومراعاة حقوق الإنسان , أهداف وشعارات مبنية على الاضطهاد الديني والسياسي وما يرافقها من ممارسات تعسفية وسلب ونهب وقتل و..و..و ؟ لقد أحدثت الثورة الصناعية إنجازا عظيما من خلال تفجير الطاقات واستغلال الجهد لإيجاد الموازنة الحقيقة لتحقيق المكاسب الاقتصادية والنمو مما يرجح كفة الاكتفاء الاجتماعي وللنهوض بالقطاعات الحيوية  لرفع مستوى الإنتاج للبلد وهذا ما لمسناه  في العديد من الدول التي سعت جاهدة لبناء مؤسساتها المختلفة وإزالة الخلل والكلل ورفع المعاناة عن كاهل المجتمع بمختلف أطيافه ليعم الخير والازدهار . وهاهي حضارة اليوم ...وبعد كل هذه الإنجازات  التي حققت  ...حضارة السلاح ..أم حرب على الإرهاب كما يسمونه ...صناعة وسائل الدفاع وتشييد الترسانات بعيدا عن الصناعة ومن يدفع الثمن ؟ فلسطين ...لبنان...الصومال...أم العراق  المحطة الأخيرة لرفع راية الديموقراطية وحقوق الإنسان ( ذريعة الحرب على الإرهاب ) ضحايا وقتل وتهجير ومعتقلات والطائفية مقابل ماذا ! ..الاستيلاء على مقدرات الشعب والثروة النفطية ونشر القواعد ...أو القضاء على مظاهر التخريب والتعدد الحزبي ..مبررات سخيفة وعبارات زائفة ومخادعة . أين القيم والتسامح أين السلام أين حضارة وادي الرافدين من هذا أين الشريعة والقانون أننا نملك ما لا يملكه الغير وهذا ما يجعل العراق بلدا لتحقيق أحلام الغير ومسرحا للتمثيل الغير . زراعة العنف  والطائفية والتمييز العنصري بين أبناء الشعب  بات هاجسا حتى بالنسبة للأطفال .. ماذا سنجني أهداف مثالية ونبيلة .. أم العبث بالأرواح ومصلحة البلد.
وعلى الرغم أن مشروع بناء الدولة انطلق من تطبيق خطة فرض القانون وتطهير المناطق وملاحقة العناصر الإرهابية وبناء مجالس الصحوة وغيرها إلا أن  الدولة أصرت على البناء بالقوة العسكرية وحسم المعركة بأسرع وقت للحفاظ على البنى التحتية وعدم الخلط وتحقيق أهدافها بشكل عشوائي ومتعمد أما اللجوء الى المصالحة الوطنية كان  تصرفا حضاريا بدلا من فرض القوة واستخدام الوسائل التي  قد تكون دليلا على التذرع بوقوع أخطاء مما يجعلها غير منطقية , إننا نشهد حضارة جديدة تكاد تكون الأقوى في العالم رغما عن الجميع حضارة تعم  البلاد ترهيب وقطه رؤوس وممارسات غير مشروعة لقتل الإبداع والثقافة  نشاهد عرضا  الأحدث المدرعات والآليات العسكرية وترسيخ قيم ومبادئ  حديثة بوسائل مختلفة . أن الوضع الراهن يحتاج الى شرح تفصيلي لمفهوم الحضارة واقصد هنا الابتعاد عن كل مظاهر القوة والتي وضعت أبناء المجتمع بين المطرقة والسندان  إننا نحتاج الى بناء مرحلة لمشروع تقدمي متمثل بالنزاهة  ومحاربة الفساد مبتعدا عن الطائفية والتحزبية لتحقيق العدل والمساواة  ضمن معايير الكسب الذي  يتجه الى رفع المعاناة وإرساء دعائم  حضارة وادي الرافدين سعيا منها للقضاء على كل المفاهيم التي تشتت البلد وتصنع  الحرب لتقل بعضنا البعض . ومامن عراقي على وجه الأرض إلا وتدلت دمعته واهتزت نياط قلبه  .أذن لنساهم في بناء الدولة  ونزرع المحبة وروح التسامح وننبذ كل ما يشوه كرامة الإنسان وحقه في تقرير مصيره  وليكن شعارنا  العراق نحو تحقيق تطلعاته البناءة .