المحرر موضوع: الى الخالد....هادي العلوي - الجزء الأول  (زيارة 1327 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل rashid karma

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 499
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الى الخالد....هادي العلوي
الجزء الأول
رشيد كَرمة

لقد درجت على مطالعة مايصلني من كتب ونشرات ومواد أدبية – مهداة - الى مكتبة النادي العراقي في مدينة (بوروس ) السويد,وكان من ضمنها عدة مطبوعات للراحل الخالد المشاعي العراقي ابو الحسن هادي العلوي . وكنت قد تعرفت عليه من خلال إ صداراته في الدين والتراث بداية السبعينات ,ولقلة مطبوعاته في بغداد ,إعتقدت بادئ الأمر بان هناك إتجاها أدبيا محضاً_ دينيا ً_صوفيا ًيختص به , وكان قد غادر العراق مبكرا ولم نعد نقرْء له إلا النزر اليسير.
وشاءت معركتنا مع الدكتاتورية البعثية ,ان نلتقي ونتكاتب ونعمل معا من أجل غد ديمقراطي , ولا زلت أتذكر بمزيد من الفخر مراسلته لي وإطرائه لما كنا نقوم به أنا ورفاق لي  من فضح وتعرية وتصدي للنظام البائد من جهة وللأنظمة العربية والإسلامية  الإستبدادية من جهةأخرى , كما أتيحت لي فرصة لقاء عائلة ذو الفقار علي بوتو,حينما كانت بي نظير بوتو رئيسة وزراء باكستان , عن طريقه عندما اوكلت بمهمة الإتصال بالحكومة الباكستانية بصدد إطلاق سراح أو إحباط محاولة ترحيل أو بالأحرى إختطاف عراقيين لاجئين ( تقطعت بهم السبل ) ووجدوا أنفسهم في دولة عدت إحدى أفقر عشرة دول في العالم !!!
ولقد سألني المحقق الباكستاني السؤال التالي :
انت عراقي وهذا شئ مؤكد ,, والعراق بلد نفطي وغني  , وانت قادم الينا من إيران ,, وايران بلد نفطي وغني  أيضا , مالذي دفعكم الى اللجوء الى بلد فقير فيه كل شئ شحيح ؟؟, هل فكرتم في ( لقمة ) من ستشاركون وتصادرون ؟؟؟؟
والحقيقة ان جوابي كان جاهزا , ولم انتظر ولا حتى برهة التفكير : فالحرية والكرامة لا تدعان مجالا لطالبيها للإغراق في المأكل والملبس وما شاكلهما .
ولقد فهم وتفهم المسؤؤل الباكستاني وان على مضض ما عنيته .
وكنت قد كتبت فيما بعد,,و مباشرة الى ابو الحسن بان يزيدني علما في الدين والتراث ,,وانا من يحفظ ويرتل ا لقرآن ترتيلا , ويحفظ خطباً للأئمة والصالحين , ويجيد قراءة الزيارة المخصوصة لسيد الشهداء الحسين بن علي بن ابي طالب.
وتمعنت بل توقفت بحيرة شديدة وانا متهدج الصوت بصحبة امي في ضريح الروضة الحسينية وانا أقرأ : لعن الله أمة قتلتك ....إلخ ..إلخ
ومن هنا مرنت نفسي على التمييز بين الغث والسمين , وتعلمت ان أقرأ بعلمية  فحوى الدين ,, واحببت عن قصد ان البحث في التراث قد ينفعنا نحن المبتليين  بالترهات التي يسوقها لنا أصحاب العمائم والمدعيين وما أكثرهم في تاريخنا ولعل العبد المؤمن جلاد العراق السابق صدام حسين واحدا منهم!!!!!
ومن هنا تأتي مسؤولية الحاكم في تدهور الأخلاق :
قال صعصة بن صوحان  لعثمان بن عفان :
يا أمير المؤمنين ملت ( من الميل ) فمالت أمتك .
إعتدل يا أمير المؤمنين تعتدل أمتك .
                                        تهذيب تاريخ دمشق 6\426   
وفي تشجيع الناس على نقد الحكام : في تاريخ عمر بن الخطاب لأبن الجوزي .: كان عمر بن الخطاب يقول ::: رحم الله إمرءأ أهدى الينا عيوبنا .
                                                                    ص 153
وقال سفيان الثوري
في جهنم وادي لا يسكنه إلا القراء الزوارون للملوك.....
                       إذا كان لا يحظى برزقك عاقل  وقال شاعر مجهول :
                        وترزق مجنونا ًوترزق أحمقا
                   فلا ذنب يارب السماء على إمرئ
                  رأى منك مالا يشتهي فتزندقا !!!!!!!!
وما يحدث اليوم في العراق , من إسفاف للدين , وبعثٍ للبدع والخرافة , وتعميق الهوة بين ابناء البلد , وتكريس الطائفية , يدفعنا الى قراءة جادة للتراث الإسلامي وهذا ما سأحاوله من خلال إعادة قراءة كتاب ____محطات في التأريخ والتراث__  لهادي العلوي , والكتاب صادر من دار الطليعة الجديدة \ سوريا  عام 1997  ويتألف من :
  مدخل __وهي عبارة عن دراسة في التأرخة ومصادر التأريخ الإسلامي
ودراسة موجزة عن إغتراب المسيح في الغرب ومسالك عودته الى رعاياه
وفصلا عن نقد السلطة ومبدأ الطاعة المشروطة في الإسلام
ولمحات تاريخية من اللقاحية الى الشورى (( مشروع الديمقراطية العربية في بواكيره ))
ومن ثم خطوط الإستقلال في المثقفية الإسلامية
وهناك الكثير من المفاصل التي يتعرض لها الكتاب.
وقبل ان انتقل الى مفردات أو محطات الكتاب , لابد من الإشارة الى مسؤولية الجميع في درء خطر الطائفية التي يغذيها الحمقاء والجهلاء الذين تلقوا تدريبهم في بلدان مختلفة والذين يحاولون إشاعة الفوضى في ظل حكومة تتكئ على المبالغة والتصريحات الجوفاء والتي لم تستطع حتى هذه اللحظة من حفظ دماء العراقيين وكبح الإرهاب ومعالجة البطالة وتوفير الأمن وتحسين المعيشة وتوفير العلاج ..والخ فما بالك بتعزيز وبناء المؤسسات الديمقراطية ؟؟؟ ,,,وسيحاول هؤلاء مجددا من إستغلال الرموز الدينية للإستحواذ على الحكم ...والتعكز على النصوص الإسلامية التي كما قلنا في أكثر من مقال تحتمل التأويل ,,,ومنها قتل وتشريد وترويع ( الغجر ) الذين يتخذون من طريق الديوانية_ العمارة مسكنا لهم ولقد سيق هؤلاء في العام الماضي الى الأسر والسجن والإعتداء من قبل فصائل قوات بدر التي تأسست في إيران إبان الحرب العراقية _ الإيرانية , وقبل يوميين من هذا التأريخ شنت جماعات من أتباع مقتدى الصدر هجومات مباغتة على حافلات تقل عراقين في طريقهم الى ( عفج ) وسلبتهم أموالهم وامتعتهم وامرت بجدلهم وحلق رؤوسهم بتهمة الذهاب الى ( الغجر _ الكاولية ) !!!تحت يافطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر !!!!!!!!!!!!!!
ومن المفيد ان نذكر ان القوات الأسبانية المكلفة بحماية المنطقة قد قامت بتعويض هذه الفئة من المجتمع العراقي في العام الماضي , ولابد للقانون ان يحفظ لهؤلاء حقوقهم اسوة بغيرهم من المعممين اصحاب الكروش , ولا تغرك هالعمايم أكثر الركَي فطير,,
وختاما لهذا الجزء :
قال خياط لعبد الله بن المبارك : انا أخيط ثياب ( الموامنة )  السلاطين الجدد فهل انا من أعوان الظلمة ؟ فقال له : كلا , إنما أعوان الظلمة من يبيع لك الخيط والإبرة , أما انت فمن أعوان الظلمة أنفسهم .
وللموضوع صلة .......

رشيد كرمة     
السويد 7_ 11 _ 2005[/b][/size] [/font]