العراق يدعو تركيا لوقف العمليات العسكرية في الشمال.. وواشنطن تعتبره نبأ سيئا

[samir latif kallow]

  العراق يدعو تركيا لوقف العمليات العسكرية في الشمال.. وواشنطن تعتبره نبأ سيئا

طالباني يقبل دعوة لزيارة أنقرة.. وزيباري يقول إن الحكومة لا علم لها بالتوغل
 



أكراد عراقيون يشاهدون أخبار توغل القوات التركية في مقهى بالسليمانية أمس (أب)
 
السليمانية: هيوا عزيز      بغداد: «الشرق الأوسط»
في الوقت الذي قبل فيه الرئيس العراقي جلال طالباني دعوة رسمية مقدمة من قبل نظيره التركي عبد الله غل لزيارة تركيا، طالب العراق رسميا من جارته وقف التوغل العسكري الذي تقوم به قواتها على الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين بعد تجدد القصف التركي للحدود والقرى الشمالية من العراق.
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي خلال مكالمة هاتفية تلقاها من نظيره التركي رجب طيب أردوغان، لضرورة احترام سيادة العراق وحرمة أراضيه وعدم التجاوز على حياة وممتلكات المواطنين العراقيين، وضرورة أن تتجنب تركيا الحلول العسكرية بعد تجدد القصف التركي لشمال العراق الخميس الماضي.

وأوضح المتحدث الرسمي للحكومة العراقية علي الدباغ في بيان، أن المالكي دعا للحوار بين الجانبين لتدعيم الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدا «ان الحكومة العراقية تساند سلامة واستقرار تركيا وتعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية تشكل تهديداً لتركيا وللمناطق الحدودية».

في المقابل تلقى الرئيس جلال طالباني دعوة رسمية لزيارة تركيا موجهة من نظيره عبد الله غل.

وقال بيان لرئاسة الجمهورية العراقية تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه «ان طالباني تلقى مكالمة هاتفية الخميس من الرئيس التركي عبد الله غل دعاه فيها لزيارة تركيا في اقرب فرصة ممكنة، رغبة منه في تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق». وأضاف البيان «أن الرئيس غل وجه دعوة رسمية للرئيس طالباني لزيارة تركيا، قبلها الرئيس طالباني»، متمنيا ان تسفر اللقاءات المشتركة عن حل المشاكل بطريقة أخوية وينجم عنها تعزيز العلاقات. وكان طالباني قد أعرب في وقت سابق عن رغبته في زيارة تركيا في حال وجهت دعوة رسمية له بذلك.

من جهته، قال هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي امس لرويترز، ان حكومته لا تعلم بأي هجوم بري تركي في شمال العراق لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني.

وقال زيباري لرويترز في اتصال هاتفي «لحد الآن لم يردنا من المنافذ الحدودية او من حرس الحدود اي تأكيدات عن عبور القوات التركية للحدود الدولية». وفي بروكسل، قال مسؤول اميركي كبير إن نبأ قيام تركيا بهجوم بري على شمال العراق لملاحقة المتمردين الاكراد «ليس من الانباء العظيمة». وقال ماثيو بريزا نائب مساعد وزيرة الخارجية الاميركية للصحافيين في بروكسل «العملية البرية مستوى جديد تماما».

وصرح بأن واشنطن تتعاون بشكل كامل مع تركيا وتمدها بالمعلومات المخابراتية عن مواقع مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق منذ نوفمبر (تشرين الثاني) لتمكين السلاح الجوي التركي من توجيه ضربات دقيقة وتقليص الخسائر البشرية بين المدنيين.

من جهته، نفى فلاح مصطفى مسؤول العلاقات الخارجية قي حكومة إقليم كردستان، الأنباء التي تحدثت عن حدوث اجتياح عسكري تركي لأراضي إقليم كردستان العراق، وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الامر لم يتعد بعض التحركات والمناوشات العسكرية التي حدثت على الشريط الحدودي، وجدد مصطفى دعوة حكومة الإقليم إلى حل المشكلة بالوسائل السلمية.

كما دعت المفوضية الاوروبية تركيا لتجنب «أي عمل عسكري غير متكافئ»، مؤكدة انها تتابع «عن كثب» عملية التوغل البري التي ينفذها الجيش التركي في شمال العراق. وقالت المتحدثة باسم المفوضية كريستينا ناغي للصحافيين «نتابع الوضع عن كثب». وأضافت «لا يمكنني الآن سوى ان أكرر موقفنا، وهو ان الاتحاد الاوروبي يتفهم حاجة تركيا الى حماية سكانها من الارهاب وان على تركيا تفادي القيام بعمل عسكري غير متكافئ واحترام حقوق الانسان ودولة القانون».
 
 
http://www.aawsat.com/details.asp?section=4&article=459741&issue=10679'