المحرر موضوع: عيد الميلاد في كرمليس قديماً  (زيارة 2416 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل قرجو كرمشايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 304
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • كرملش . فور يو
    • البريد الالكتروني

عن كتاب التراث الشعبي في كرمليس / تاليف قصي يوسف مصلوب
ان عيد ميلاد يسوع المسيح هو اليوم الذي تم فيه جميع ما قاله الأنبياء عنه بل هو يوم خلق الإنسان الجديد فالمسيح هو الطريق إلى الاب فمنذ دخول المسيحية في بلاد ما بين النهرين احتفل المسيحيين الشرقيين كل على طريقته حيث ابتكروا العادات الخاصة بهذه المناسبة السعيدة وكل منطقة أو قرية كان لها عادات وتقاليد خاصة بهذه المناسبة ومنها بلدتنا العريقة كرمليس والبعض من تقاليد كرمليس تدخل في الباب الديني والبعض منها في الباب الأسطوري والخرافي يسمى العيد في كرمليس بـ ( ايذا دبي يلده ) وقد تسمى أهالي كرمليس العديد من أبنائهم بهذا الاسم أي يلدا وكان العيد في كرمليس يستمر لمدة ثلاثة أيام ويكون عطلة روحية وجسدية للجميع وللمصالحة مع الجميع.



كانت تقام الصلاة بعد منتصف الليلة التي تسبق العيد وكان القداس الأول يبدأ في الثانية ويخرج في الرابعة من صباح يوم العيد والقداس الثاني يليه ويخرج في السادسة من صباح يوم العيد، وفي صباح يوم العيد وبعد القداس الثاني تتناول العوائل الفطور وفطور العيد هو الشوربة وتتكون من اللحم وعظام الرأس والكرابيع حيث تعد المرأة هذا الفطور في التنور الذي هو تنور ومطبخ في ان واحد وكانت العوائل قبل العيد تنحر العجول المسمنة ليوم العيد.

 وقبل العيد بأكثر من أسبوع كانت النساء تعمل الحلويات التي تسمى كليجة وكانت النساء تتفنن في صناعتها والكليجة الكرمليسية تتكون من هذه الإشكال:-
  كوليجة وتكون محشية بأنواع متعددة من الحشوات منها الجوز وجوز الهند والسمسم الكرمليسي والتمر وتضع المرأة الكليجة في التنور وقبل أن تضعه تضع على وجه الكليجة البيض المخفوق وتضع المرأة رموز على وجة الكليجة لتعرف على الحشوة وماهيتها
 البكسمة وهي على شكل دائري تحتوي على التمر وتلف العجينة وبداخلها مادة التمر وبعدها تقطع إلى أشكال تشبه البقلاوة
 تخراثا وهي على شكل الأقراص الدائرية الصغيرة وتقص من قطعة دائرية كبيرة من العجينة بعد أن تعامل بالشوبك أي ما يسمونه كروما وتقطع إلى قطع دائرية صغيرة أيضا يضع على وجهها البيض المخفوق ويتم زخرفتها بالسكين وكلمة تخراثا أي خبز الذكرى فهي خبز لمناسبة معينة من دخرانا أي الذكرى
بدراثا وتعني بلهجتهم البيادر لكون شكلها دائري يشبه بيادر الفلاحون وتكون دائرية ومحشوة بالتمر وحوافها تكون مزخرفة وتتخصص امرأة واحدة بهذه العملية وتدعى برمتا.


 كانت الأيام التسعة التي تسبق العيد هي أيام صوم في القرية أما تقليد ( هيتاره ) أي شعلة عيد الميلاد والتي تنصب الشعلة في ساحة الكنيسة وعند الغروب يتم إشعال النيران بها بعد صلاة الكاهن والشمامسة عليها
وكانت أشواك الشعلة التي تحترق هي الشوك الموجود في أراضي القرية ويسمونها ( عارون ) ومنها كانت تستخدم الأمهات لسرائر أطفال في المهد وكانت في كل عام هناك عائلة لديها نذر بان تجلب هذه الأشواك لحرقها كنذر من النساء إلى مريم العذراء ويسمي المسيحيين هذه النبتة بـ عارين بالسورث أما الكرمليسين يسمونه عارون وهي أوراق دقيقة حمراء وسيقانه حمراء يعلو نصف متر وسيقانه تعرق صمغا وهو من البخور وله رائحة زكية وعند إحراقه لا يعطي احتراقه الدخان وهو النبات الوحيد الذي يبقى في ارض كرمليس في هذه الفترة
يأخذون الأهالي من رماد هذا النبات كبركة العيد وينثروها في كل مكان من البيت وفي الملابس ومع علف الحيوانات ومن التقاليد الكرمليسية القديمة هي زيارة الأغنياء دور الفقراء قبل ان يزوروا اقربائهم في يوم العيد
وكذلك يتم اهداء الكليجة للعائلة التي لديها حالة وفاة ولم تقوم بصنع الكليجة لاطفالها


كانت كل مجموعة من الرجال تقوم بزيارة عدد من الدور فيأتي هؤلاء الذين تم زيارتهم إلى دور الذين زاروهم فكان الواجب جميع الكرمليسين يزورون بيوت كل أهل القرية دون استثناء ليقدموا التهنئة بالعيد حتى وان كانوا في خصام وعند الزيارة كان الرجل يضيف زائره بتقديم قدح من العرق المحلي وكانت تقام مآدب السمر والشرب في بيت احد الأشخاص ويقوم بدعوة اقاربة عنده فيحتسون الشراب وتكون الجلسة خاصة بالرجال المتزوجين فقط
أما الشباب الذين ينون الشرب فكان لهم مجالسهم لا يختلطون مع المتزوجون. ومن الأكلات الشعبية في هذه الأيام كما قلت الشوربة وكذلك ( كوبيبه رابه ) و( خاموصتا ) و(كشكه)

 وفي العيد كانت تقام مجالس العزاء حيث تقوم عائلة المتوفي إما بإقامة عزاء السنة أو عزاء العيد وفي العيد لا يجوز زيارة القبر من قبل النساء بل قبل يوم العيد حيث تزور النساء القبر وتضع البخور على القبر ففي العيد لا يجوز زيارة القبر لاعتقادهم أن العذراء سعيدة بولادة يسوع فلا يجوز أن نجعلها حزينة وفي الأيام الثلاثة من العيد كان الأثرياء يوزعون الحنطة والدهن ولحم الحيوان المذبوح بالمناسبة وكانت العوائل الثرية تقدم من طعام العيد للعوائل الفقيرة كانت النساء والأطفال يتزينون بأجمل الملابس ليوم العيد وكانت العوائل التي لها صلة القرابة تقوم بتبادل الأطعمة حيث الذي لديه الكبه يعطي للذي قد طبخ ال كشكه وبالمقابل يعطيه الكشكه أو خموصتا.





كان الكهنة وشماس واحد يزورون العوائل في بيوتهم ويصلون فيها للبركة وكانت العائلة تهب الكاهن البعض من المال وكل حسب إمكانيته أما الأطفال فكان الأب يعطي الأموال لأبنائه وأحفاده وعندما يهنئون العمة أو الخال أو الخالة فكانوا يهبوا لهم العيدية والتي كانوا يشترون بها الجرزات والحلويات. إذا كان احد الشاب قد قام بالخطبة قبل العيد فانه من الواجب أن يقدم لخطيبته هدية في يوم العيد   (خليتا ) والخاطب في هذه الفترة وخاصة في عيد شمعون الشيخ أي تقدمة يسوع للهيكل كان الخطيب يقدم هدية عيد ( شمعن ساوا) شمعة المسمات كوريخا والتي يصنعها الساعور بهذه المناسبة ومن التقاليد التي كانت دارجة قبل ليلة العيد كان الرجال يسامرون في دار احدهم إلى ساعة متأخرة من الليل ويسمونها مبوثه وبعد المسامرة يتجهون الى الكنيسة للصلاة ومن الصلوات الشعبية بهذه المناسبة:
 
بلكد ليله زونا دقرثا        هويله مشيحا مّريم بثولتا



أما في عيد رأس السنة كان المتداول بين التقاليد الدارجة أن يهنئوا بعضهم البعض بـ ( شاتوخ برختا وكل شاتا بصخوثا ) وهو يوم عيد وعطلة وكان المتعارف في كرمليس إن عيد راس السنة هو عيد الختان ليسوع المسيح
كان يقام القداس في الساعة السادسة من صباح العيد وكانت العوائل تزور بعضهم بعضا بهذه المناسبة للتهنئة
وكانت كل عائلة تقوم بمأدبة من احتساء الخمر المحلي والعرق المصنوع محليا والسهر إلى ساعة متأخرة من الليل مع وجبة عشاء فاخرة .

قصي يوسف مصلوب
بعين النبوة ابصر امتي      اراها كامراة في سوق النخاسين تباع