المحرر موضوع: من خطف المطران بولس فرج رحو ..!! ولماذا .... ؟  (زيارة 1380 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يعكوب ابـونا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 707
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
   من خطف المطران بولس فرج رحو ..!!
                    ولماذا .... ؟
 
 
 
 
 بقلم - يعكوب ابونــــا

 مرة اخرى تطال يد القتلة المجرمين لتغتال ثلاثة ابرياء من ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، الذين كانوا برفقة المطران المختطف بولس فرج رحو رئيس اساقفة الكلدان في الموصل ، والذي لازال مصيره مجهولا لحد الان ....
بطبيعة الحال ان هذه الاعمال الاجرامية ، هي امتداد للوضع العام الذي يسود العراق منذ سقوط الدكتاتورية في 2003 ، وهي تعبر بدون شك عن المتراكم الكمي من السلبيات في سلوك العراقيين التي عاشوها منذ امد بعيد ، وما ان وجدوا فسحة من الحرية ، فبدلا من ان يستغلوها في بناء الوطن وتحقيق الامن والاستقرار والاخاء والعدالة والمساوات وتطبيق القانون والديمقراطية  ، استغلوها للاسف للثار والانتقام والقتل والارهاب والجريمة ...فتطورالامر الى عمليات تصفية الحسابات القديمة والجديدة فيما بينهم ، لتاخذ منحى في صراع المصالح للطوائف والمذاهب ...
 عززهذه الصراع ظروف سيطرت بها مجموعة من الطائفيين والقوميين على الوضع السياسي ، فال الامر الى زيادة العنف والعنف المضاد ...

   خمدت نار بعض تلك القوه المتصارعة  ، في مناطق معينة من العراق ، ليمتد الصراع  الى اطراف الائتلاف الحاكم  ، فكانت الخلافات والاختلافات بين احزاب الائتلاف ذاتها ، فبداءة الانشقاقات والصراعات بين تلك القوه بشكل خفي احيانا وعلني احيان اخرى .. فانحصرت ادارة الدولة متمثلة بالحكومة في بعض المتبقى من احزاب الائتلاف والاحزاب الكردية .. ولم يستمر الامر كثيرا ، حتى اخذت الخلافات والصراعات بين الائتلاف والاحزاب الكردية تظهر للعيان ، لاسباب كثيرة ليس هنا مجال التطرق اليها ..

   بعد قيام الصحوات الجماهيرية في بعض المحافظات ، وزيادة القوات الامريكية في العراق ، وتطبيق خطة فرض القانون من قبل الحكومة  ، انحصر الارهاب والقاعدة والمجرميين وبعض البعثيين الصداميين ، في محافظة نينوى ... التي تسيطرعليها احزاب الائتلاف والاحزاب الكردية والاحزاب القومية والاسلامية ...
كل منهم يريد ان يثبت وجوده ويحقق تطلعاته المستقبلية ، على حساب الاخر، وعلى حساب المصلحة العامة ، لدرجة ان الحكومة رغم زعمها بان خطة فرض القانون ات ثمارها في بعض المحافظات ، الا ان تلك الثمار لا زالت الحكومة عاجزة عن الاتيان بها وتحقيقها في نينوى ..
 لا بل ان خطة فرض القانون لا زالت الحكومة عاجزة عن تطبيقها في محافظة نينوى لاختلاف الاراء في الية تطبيقها على ارض الواقع ..

رغم وجود اعداد كبيرة من الجيش والشرطة والاجهزة الامنية وغيرها ، الى جانب قوات التحالف ، وقوات المليشيات الكردية ( البيشمركة ) في الموصل . رغم كل ذلك فان حالة الفوضى والفلتان الامني وعدم الاستقرار ، وعمليات التفجيرات والقتل والارهاب والاغتيال موجودة بشكل كبيرفي المحافظة ...
فمن المسؤول من هذا الذي يجري ..؟؟ الحكومة متمثله بكل الاحزاب المؤتلفة فيها .. الائتلاف  الشيعي والاحزاب الكردية ، ام الاحزاب والتجمعات التي هي خارج الحكم ..؟ فالمسؤولية يتحملونها جميعا لان صراعاتهم المصلحية اوصلوا العراق الى ماهو عليه ..والحكومة بطبيعة الحال هي الفاعلة الاساسية في مجريات الامور في الساحة ، فعليها ان تتحمل القصد الاكبر من المسؤولية ، تجاه مواطنينه بتحقيق الامن والاستقرار .....و تتتحمل مسؤولية مقتل مرافقين المطران واختطافه ......لان العملية بحد ذاتها قد لاتكون الا لتغطية العمليات اللا قانونية للاطراف المتصارعة وهم معروفين ..  ولا احد يستطيع القول بان منهم من هم اتباعه المطران او المسيحيين عموما لانهم بعيدين كل البعد عن هذا الصراع .. فشعبنا دائما يتحمل جريرة اعمال الاخرين واجرامهم ....
فعملية اختطاف المطران واغتيال مرافقيه ليست الا عملا اجراميا  بكل المعايير القانونية والانسانية .. ولغرض جعل المنطقة في حالة فوضى عارمة ، وليدعي ويبرركل منهم اجرامه بحجج واهية فان ضحاياهم هم ابناء شعبنا المسيحي والايزيدي والصائبي ، لانهم اناس مسالمين لا يؤمنون بالعنف والعنف المضاد مطلقا ، فهم دوما ضحايا هولاء القتلة المجرمين وباسمائهم المختلفة...... واما لماذا استهداف ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري ، لان هذا االشعب يمثل كل المتبقى من تاريخ وحضارة بلاد الرافدين ، فاستهدافه هو استهداف كل القيم النبيلة المتبقة في عراقنا الاصيل ، فهم يقصدون النيل من العراقيين جميعا ، ومن وحدته الوطنية ..
 ففي الوقت الذي نستنكر بشدة عملية قتل مرافقين المطران بولس فرج رحو المختطف ، نطالب الحكومة العراقية ومن خلالها كافة الاحزاب المؤتلفة فيها بتحمل مسؤوليتها القانونية والدستورية والانسانية تجاه شعبنا بالعمل على اطلاق سراح المطران المختطف واعادته الى اهله وكنيسة سالما.. واحالة المجرمين القتلة الى القضاء لينالوا جزائهم العادل لما اقترفوه من جرم بحق الاخرين . وان كانت الدولة عاجزه عن قيام بدورها الطبيعي بحماية المواطنيين ، فعليها ان تغادر موقعها ...
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ..
والحرية لسيادة المطران رحو ..
والامن والاستقرار لشعبنا عموما ..
والخزي والعار للقتله المجرمين ..
يعكوب ابونــا ....................... 4/3 /2008