المحرر موضوع: هل يجوز نقد رجال الدين ؟  (زيارة 2450 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ماجد عزيزة

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 759
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل يجوز نقد رجال الدين ؟
« في: 20:31 19/11/2005 »
هل يجوز نقد رجال الدين ؟


ماجد عزيزة /

 

سألني صاحبي : هل يمكن أن ننتقد رجل الدين ؟ قلت : ولما لا ؟ أليس بشرا مثلنا ، والبشر خطاؤون ! قال صاحبي : لكن البعض بل الغالبية من أبناء جاليتنا لا يحبذون انتقاد رجل الدين ، لأسباب يعتقدونها مهمة جدا ، بسبب ضيق أفقهم التعليمي والثقافي . قلت : رجل الدين مثلي مثلك ، كما أخطيء أنا فهو أيضا يخطيء في تصرفاته وتعامله مع الآخرين ، كما يخطيء في العمل ، وبما أن عمله يدور داخل دائرة الناس ، أي أن العمل الخدمي الذي يقوم به هو ( شعبي ) فإن الإنتقاد يوجه إلى عمله وأخطاءه وليس إلى شخصيته ، مثله مثل بقية الناس ، لا يوجه الإنتقاد لشخصيتهم بل لما يقومون به من أعمال .

إن قيام وسائل الإعلام بانتقاد تصرفات بعض رجال الدين وأخطائهم ، ليس معناه أن الإعلام يتجاوز على ( الدين) الذي يمثله رجل الدين وينتمي اليه ، فكم من أخطاء مارسها رجال الدين في أماكن مختلفة ، كان لها التأثير السلبي على المؤسسة الدينية التي ينتمي اليها رجل الدين نفسه ( والأمثلة كثيرة) . لذا فإن تناول بعض رجال الدين بالنقد الموضوعي ، إنما هو تناول لممارساتهم الخاطئة من وجهات نظر تختلف معهم ، وهذا التناول ( الإنتقاد) لا يأتي أبدا على المسالة الإيمانية أو الروحية أو الطقسية التي يمارسها رجل الدين ، ولا تمس هذه الإنتقادات ( الدين أو المذهب أو الطائفة ) التي يمثلها رجل الدين . تماما كما يتم تناول مسؤول في إحدى المؤسسات نقدا لممارساته وتصويبا لسلوكه العملي ، وليس بالضرورة أن يكون هذا الإنتقاد الموجه للمسؤول ، أن يمس المؤسسة أو الدولة التي يمثلها .

إننا حين نتناول ممارسات وسلوكيات بعض رجال الدين ، إنما نتناولها من باب الإصلاح وليس الهدم ، فلا مصلحة شخصية لنا ضد هذا أو ذاك ،  بل على العكس ، فإن رجل الدين في تصوراتنا ، نريده أن يكون مثلا أعلى للسلوك الصحيح ، ونحن نجل ونقدر الدرجة الدينية التي يحملها ، والقداسة التي يمثلها .. لكن قولنا للحقيقة هو كأنما نصنع السلام في المؤمنين ألم يقل (طوبى  لصانعي السلام. فإنهم ابناء الله يدعون) ، فنحن حين نرى خطأ هنا وزلة هناك فإننا نتناوله بموضوعية ، وعلى الطرف الآخر أن يسمع ، ألم يقل ( طوبى لعيونكم لانها تبصر ولآذانكم لانها تسمع).

 [/b]