تعقيب حول تقرير الزميل صباح صادق بمناسبة زيارة غبطة مولانا البطريرك مار عمانوئيل الثالث الى اوروبا واميركا وكندا .
مخاطر استفحال افة التعصب الديني في العراق الجديد .. الى اين ؟!
بقلم : فاروق كوركيس
عن المجلس الكلدواشوري السرياني , حاضرة سان دييغو
لا ريب في ان غبطة مولانا البطريرك مار عمانوئيل الثالث هو المرجعية المسيحية الوحيدة في العراق ( نسبة المسيحيين العراقيين في الداخل والخارج 7 بالمائة من مجموع سكان العراق ) .
لقد فتحت هذه التصريحات الهامة لغبطته الباب على مصراعيه بدون اي غطاء اخر لتناول رؤية وصورة بعض المثقفين العراقيين للعراق القادم ( طالع بيان منظمة المجتمع المدني من اجل دستور عراقي مدني ... من اجل مشروع حضاري للعراق . موقعا من اكثر من 27 مثقفا عراقيا ) .
وما سيتعين من لجنة صياغة الدستور العراقي التي ينبغي بشكل ملح توسيع قاعدة المشاركة فيه لكل اطياف المجتمع العراقي , ويبدو في الافق السياسي العراقي ان هناك نية مبيتة لبعض الاطراف الدينية لاقامة دولة يكون دستورها اسلاميا صرفا , ونلاحظ يوما بعد اخر ضاهرة استشراء واستفحال الموجة الدينية المنفلتة من عقالها , وما نشاهده اليوم من مليشيات شيعية مسلحة تحاول ارهاب العراقيين مسلمين قبل المسيحيين والصابئيين والايزيديين والشبك . ما هو حاصل الان في محافظة البصرة وهي اكبر محافظة شيعية بامتياز باقالة عمداء كليات الجامعة بقوة السلاح زد على ذلك فرضت هذه المليشيات الدينية التي وضعت نفسها فوق القانون حضر شرب او بيع الخمور واغلقت وقتلت هذه المليشيات المنفلته التي تقبض رواتبها الشهرية من ملالي ايران .
واليوم اصبحت مدينة البصرة الجميلة المعروفة بتقاليدها المسالمة الوديعة بؤرة للتعصب الديني ( مدرسة الخميني ) وقد جرى جمع اشرطة الغناء والموسيقى ( الغناء والموسيقى والرقص حرام ) كما جرى ملاحقة طالبات المدارس والجامعات السافرات واجبارهن بارتداء الحجاب وعدم الاختلاط ومنع السفرات الطلابية وعلى اثر هذة الاجواء والاعمال الارهابية هرب معظم المسيحيين من البصرة الى دول الجوار ومن لا يملك المال الى سهل نينوى الذي احتضن ابنائه الاصليين .
كلنا يعلم ان الخلاف على هوية العراق كان احد الاسباب الرئيسية في الصراع العنفي الذي طبع تاريخه خلال نصف قرن دام عاصف بالتحولات والجيشانات والانقلابات , واول قانون اساسي لدستور الدولة العراقية صدر عام 1925 , في مادته الثانية نص على ان (العراق دولة ذات سياده مستقلة حرة ) والمادة الخامسة اعلنت ( لا فرق بين العراقيين في الحقوق امام القانون وان اختلفوا في القومية والدين واللغة ) .
هوية العراق واضحة جدا في انه بلد متعدد الاثنيات والاديان والمذاهب والملل , انها هوية العراق الجميلة بالوانها الفسيفسائية وتلاوينها تجمع بين العربي والكردي والكلدواشوري السرياني والارمني والتركماني , المسلم والمسيحي واليهودي والصابئي واليزيدي , هذا التنوع لهوية العراق يحتم ان يكون النظام السياسي ديمقراطيا ليبراليا متفتحا بعيدا عن التعصب والغلو الديني الذي اذا استشرى لا سامح الله قد يخرب العراق وينزل بفتنة طائفية دينية اولها بين السنة والشيعة انفسهم فكيف الاحرى بالبقية .. ؟
اما عن هوية العراق من الوجهة القومية فلن تكن بغير عراقية العراق , امة عظيمة قائمة بذاتها ولا عجب فان عرب اليوم هم الد اعداء العراق الناهض الواعد والغريب انه لحد هذه اللحظة فقط دولتان عربيتان اعترفتا رسميا بالعراق الذي اعترف به العالم اجمع . انهم منهمكين باعداد وارسال الارهابيين العرب المغسولة عقولهم بالدين لافناء ما تبقى في بلاد ما بين النهرين صالحا .. العراق للعراقيين فقط .