المحرر موضوع: العظام البشرية تزين ديكورات كنيسة أثرية في تشيكيا  (زيارة 1749 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل coptreal

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 881
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العظام البشرية تزين ديكورات كنيسة أثرية في تشيكيا

ألياس توما 

الياس توما من براغ : تختلف مدينة كوتنا هورا الواقعة   على بعد نحو 70 كم من  العاصمة براغ عن غيرها من مدن البلاد في أنها تزخر بالآثار القديمة  الأمر الذي جعل منظمة اليونسكو تعتبر الوسط التاريخي للمدينة التي لا يزيد عدد سكانها عن 21000 نسمة منطقة محمية من قبل اليونسكو إضافة إلى وضعها كنيسة  القديسة باربورا وكنيسة العذراء مريم في سيدليتس في سجلات محميات اليونسكو أيضا .
وعلى الرغم من  تعدد الآثار الموجودة في المدينة وتنوع أنماط البناء فيها إلا أن اسم المدينة يقترن الآن في أذهان الكثير من السياح  بالكنيسة العضمية الموجودة في منطقة سيدليتس التابعة لها إداريا   والتي بنيت وفق الأسلوب القوطي في العمارة نهاية القرن الرابع عشر و تتألف من  هيكلين بنيا فوق بعضهما .

 الداخل إلى المكان يمتلك  رهبة كبيرة  مهما كانت رباطة جأشه عالية من خلال مشاهدة ألاف  الهياكل العظمية  والجماجم الإنسانية التي  تحولت إلى مفردات وأدوات للزخرفة  على شكل  ثريات وأعمدة وصلبان واهرامات ..
وتقول المصادر التاريخية الخاصة بالمدينة أن العظام المستخدمة في هذا المكان تعود لأربعين الف إنسان توفوا لأسباب مختلفة ولاسيما بسبب الحروب والأمراض  وان أولى عمليات استخدام العظام للتزيين  تعود للقرن السادس عشر غير أن الشكل النهائي لها  ثم  في الفترة بين 1700ــ 1709 من قبل  المصمم المعماري يان يلاجني سانتيني  أما الشكل الحالي للتزينات بالعظام الموجودة  في المكان فتعود إلى عام 1870 وقد قام بها فرانتيشيك رينت مع أربعة من أفراد عائلته بعد أن قام  برش   مسحوق الكلور على العظام  كي يطهرها ويجعلها أكثر بيضاوية .

كما قام  بإلغاء  اهرامين من اصل ستة كانت  موجودة واستخدم عظامها  في أعمال الترميم والتنسيق التي قام بها  الأمر الذي استغرق نحو 3 أعوام .
وتشير المصادر أيضا  إلى أن المكان كان عبارة عن كنيسة توجد داخل  مقبرة غير أن حدثا استثنائيا جرى فيها غير تاريخها  بشكل استثنائي وقد تمثل هذا الحدث  بإرسال الملك برشيمسل اوتاكار الثاني للمسؤول عن الدير في المنطقة ييندرجيخ إلى القدس في عام 1278 للحج فعاد الأخير ومعه تربة من المكان الذي دفن فيه السيد المسيح وقد قام مرة بعد الصلاة بنشر هذه التربة في  المقبرة ومنذ تلك الفترة أصبحت المقبرة تعتبر أرضا مقدسة ولذلك كان يتم فيها ليس فقط دفن  الناس المحليين بل يتم فيه دفن أناس من دول أجنبية ولاسيما من بولندا وبلجيكا ومقاطعة بافاريا الألمانية .

 وقد دفن العدد  الأكبر من الناس في هذه المقبرة  في عام 1318 بعد أن  انتشر مرض الطاعون فيها ولذلك دفن  في هذا المكان خلال عام واحد نحو 30الف شخص أما الفترة الأخرى التي شهدت  دفن الآلاف في هذا المكان فكانت زمن الحروب الهوسية لان بعض المعارك جرت قرب مدينة كوتنا هورا وقد تم بعد انتهاء الحروب الهوسية إلغاء بعض أجزاء  هذه المقبرة الكبيرة وتم من القبور الملغاة وضع العظام المتبقية حول الكنيسة في البداية  ثم تم وضعها في القسم الأسفل من  الكنيسة  ويقال أن راهب نصف أعمى  من دير  سيدليتس  قام لأول مرة ببناء ستة اهرامات منها .

وتبرر الجهات التي استخدمت العظام والجماجم البشرية لتزيين الكنيسة الأثرية في سيدليتس  وتحويل  المكان إلى محج  للسياح وللزوار من مختلف دول العالم بالقول  انه يراد من هذا الأمر  لفت انتباه الزوار إلى إدراك حقيقة الموت وقصر فترة الحياة البشرية ولذلك فان ترتيب العظام بهذا الشكل هو حسب رأيهم  دعوة للناس  للتفكير بمغزى ومعنى الوجود الإنساني والبحث عن الانسجام المتبادل بين البشر الأحياء وكي يدرك كل  إنسان زائر للمكان  مسؤوليته الشخصية عن حياته وان يقدر ويثمن الحياة التي يعيشها .

الفلسفة الحياتية هذه قد لا تعجب الكثيرين ولكن القائمين على المكان يؤكدون أن إقبالا  كبيرا يتم من قبل المواطنين التشيك والزوار الأجانب الأمر الذي جعلهم يهتمون أيضا بالبعد المادي حيث  يفرضون رسوم دخول على المكان للشخص البالغ  مقدارها  40 كورونا أي نحو 2,5 دولار  أما بالنسبة للطلاب والأطفال والمسنين فيتم اخذ من كل واحد منهم 20  كورونا  أما إذا كان الزائر يريد اصطحاب كاميرا فيديو  معه فيتم خذ 60 كورنا منه قبل أن يدخل للتفكير بفلسفة الموت والحياة  أي نحو أربع دولارات

للإطلاع على صور الكنيسة

http://www.coptreal.com/ShowSubject.aspx?SID=3120
للمزيد من اخبار المسيحيين
http://coptreal.com/