حضرة الاستاذ القدير وردا البيلاتي المحترم, الاستاذ القدير خوشابا سولاقا المحترم
اسمحوا لنا بهذه المداخله المتواضعه سواء بتطابق الرؤيه معكم او لا فانتم ذوي قدرة عاليه للحوار البناء خاصة اذا اختلفت وجهات النظر.
ما نرى ويرى الجميع بان النظريات السياسيه الرئيسيه المنضوية تحت اللواء الاشتراكي او الراسمالي تتفق ضمنيا على ان الاقتصاد هو العامل المحرك للسياسه, وعلى ضوء الغايات الاقتصاديه (ليس المصالح - لانه قد تكون هنالك غايات لا تحقق المصلحه الاقتصاديه ولكن تحقق غايات سياسيه على المدى القصير او المدى الطويل) ترسم السياسات الانيه والمستقبليه للدول. اضف الى ذلك انه عند النظر الى قضيه ما او موضوع ما من وجهه نظر الطرف الاخر, فالمفاهيم والرؤيه تتغير فما نراه من وجهه نظرنا مؤامره امريكيه تجاه شعوب الشرق الاوسط, يراه الشعب الامريكي (الاغلبيه) حق مشروع بحسب المواثيق والاعراف المتفق عليها تحت خيمة المجتمع الدولي.
على ضوء ذلك, نرى بانه جميع الدول المتنفذه سارت على نفس المنهاج من اعتماد سياسات (مشروعه او غير مشروعه) لتحقيق اهدافها الاقتصاديه والسياسيه والامنيه والاجتماعيه وغيرها. ولم تخلوا اي من الدول المتمكنه سواء الكبرى او الناميه
من انتهاج مبدا (الغايه تبرر الوسيله) او – فلسفة فوكو! (ان جميع الحلول مسموحه اذا كانت هنالك القوه اللازمه لتحقيقها)
.فمنها مثلا وضع روسيا اعلام روسيه تحت القطب الشمالي للاستفاده من البترول تحت ارض المحيط بعد انحسار مستوى المياه المتوقع مستقبلا, وصرف السعوديه ٧٠٠ بليون دولار لتطوير ونشر الفكر الوهابي, واتحاد امريكا مع المكسيك تجاريا لخلق توازن في العرق الهسباني مع الابيض والاسود في الولايات المتحده مستقبلا.
اما في موضوع امريكا والشرق الاوسط بما فيها العراق فان هذا الموضوع لا يمكن لمقال واحد ان يوضح تعقيداته ولكن يحق للجميع ان يتصور الخطوط العامه للنهج الامريكي كل بحسب انتمائه او اختصاصه, فعلى سبيل المثال نحن وبحكم اختصاصنا في مجال المحاسبه والامور الماليه ومن حيث نعلم بان الاقتصاد الامريكي يتجه من الانتاجي الى الخدمي, اي انه يحاول كنتيجه لحسابات الكلفه والسوق والعوامل الطبيعيه من التقليل من القطاع الصناعي والتركيز على القطاق الخدمي كالخدمات الماليه والقانونيه والتجاريه والتي يتوقع خبراء الاقتصاد الامريكي ان يكون لها سوق رائج مستقبلا في الشرق الاوسط والدول الناميه فبالتاكيد وبموجب التوكيل من قبل الشعب الامريكي للحكومه ان تتخذ ما تراه مناسبا لعدم اضاعة الفرصه لهكذا سوق وباستعمال اي اسلوب تراه مناسبا لتحقيق هذه الغايه سواء بالطرق السلميه او الحربيه - نعم هنالك اصوات دينيه ومعتدله تاخذ بنظر الاعتبار اذا امكن ولكن ليس بالضروره – قد تفرض هذه الاصوات نفسها على الراي العام ولكن الحكومه تستطيع تجاوزها اذا ارتأت انها قد تعيق تحقيق الهدف.
أخيرا استاذ وردا, في سياق الاقتباس من الزعماء الامريكيين, اود فقط ان اقتبس من فرانكلين حين قال ( ان من يسرق محفظتي فقد سرق القمامه ) دليل على نزاهته – كما يروى عن عبدالكريم قاسم – فهل محفظة فرانكلين تشبه محفظة نوري المالكي ؟؟؟؟؟ مع ان الفرق ..... فخطاب فرانكلين في شيكاغو حول استعمال العقوبات الاقتصاديه والتجاريه اصبح حجر الاساس للقرارات المتخذه بحق الحكومات التي تخالف قرارات عصبة الامم. اما خطابات نوري المالكي, من الناحيه الاخرى, فقد دمرت دوله عريقه (العراق) ومن ثم الدول المجاوره و من يدري ماذا بعد.
عذرا للاطاله او عدم تطابق الرؤيه او الابتعاد عن مرمى الاستاذ وردا في هذا المقال تحديدا.
جل احترامي وتحياتي للجميع
نذار عناي