المحرر موضوع: عراقنا وعراقهم  (زيارة 1220 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
عراقنا وعراقهم
« في: 08:35 29/04/2008 »
عراقنا وعراقهم

وكما يقولون المهتمون: الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن عنوان مقالتي جاء ليفهم القاريء اللبيب المضمون لما أبغيه فقط من الكلمتين (عراقنا وعراقهم) وبغية عدم ألحاق الحيرة بالقاريء سنحاول تقريب وجهة النظر هذه بالشرح والتحليل وتقديم المعونة لمن يهمه الأمر بالقراءة والوصول إلى القناعات التي تخدم العراق، وموضوعنا اليوم يمكن التوسع به من خلال اتجاهات مختلفة ومتنوعة لكي نوصل للقاريء الفارق بين الحالة التي يطمح لها الانسان العراقي المخلص والمؤمن بمستقبل حر وشريف لبلده مقابل صورة للعراق تلك التي يريدها له الأشرار والذين لا هم لهم سوى الكسب غير المشروع على حساب أبنائه البررة المخلصين وعلى حساب دمائهم وأرواحهم.

وحتى لا يحير القاريء أزاء هذا فإنني أقصد بعراقنا أي العراق الذي ينشده المخلصون .. عراق الحب .. التآخي .. التسامح .. العمل والتقدم، وعراقهم المقصود به هو عراق السير في الدروب المظلمة والذي ينتشر الشر بين حنايا أزقته ورائحة الموت تنبعث من أحيائه بحيث أصبحت الجثث المجهولة وأعمال العنف والقتل والارهاب وصلت حدا لا يمكن السكوت عليه وفاحت رائحته ولم يعد بالامكان أخفاء الأمر أو التغاضي عنه.

إذا نحن نبحث عن عراقنا وتسليط الأضواء الكاشفة عليه وعلى نقاط الاشعاع الثقافي والفكري والعلمي والاجتماعي الموجودة وتسري مع دم أبنائه والتي علاها الغبار وبدأت تختنق لتنطفيء وتعيش في ظلام دامس لا قرار له وتلك تكون الخسارة :

.. فنحن نريد للعراق أن يكون حرا أبيا وهم يريدونه عراقا خنوعا ذليلا لا حول له ولا قوة.

.. نحن نريد العراق واحة غنّاء لأبنائه يعيشون على الخير والمحبة والتعاون والألفة وبقلوب متحدة وأيادي متشابكة للنهوض به وبأبنائه لكي يضعون معا القدم والخطوة الوثقى في طريق المستقبل المشرق، بينما هم يريدون عراقا متفرقا منزويا يعمل أبناؤه فرادى، تتقاطع أهدافهم .. يتربص أحدهم بالآخر لكي ]ُلحق الأذى به ولكي يسلبه حياته أو مقتنياته، يريدون لأبنائهم أن يكونوا متفرقين كي تسهل السيطرة عليهم وأخضاعهم حتى لا يعرفون لطريق المستقبل سبيلا ويقتنعون بكفاف العيش وبما يرمون لهم تجار الحروب من فتات فائض عن موائدهم.

.. نريد عراقا يسترجع لقب أرض السواد بحيث تكتسي أرضه حلّة خضراء ويكون بذلك مصدرا ثقة لأبنائه بأن مستقبلهم ومستقبل أولادهم مضمون وإن خيرات بلدهم  تكفيهم لسنين طوال بما يملكه العراق من أرضٍ خصبة ومياه عذبة وهواء عليل وصافِ وشمس أغنى بها الله سماءه ومنها ممكن أن نلحق بركب التطور واستغلال هذه الطاقة الهائلة التي منَّ بها الله لنا عوضا عن أي مصدر آخر للطاقة هو ناضب لا محالة بعد زمن، وهم يريدون لهذه الأرض أن تصبح بورا تعلوها الملوحة، قاحلة .. عطشى .. يعيش عليها العراقيون محرومين من الخيرات .. خائفين على مستقبلهم، يشكون الضمأ ولا يضمنون الغد ولا بعده ويولون أنظارهم نحو من يقدم لهم المساعدات أذلاء وينظرون إلى الأراضي البعيدة كي يجدون منفذا يهربون من عراقهم إلى البعيد لأنهم لا يجدون في عراقهم سوى الهواء (السموم) الذي يقضي بالموت على كل حياة سواء من الحيوان أو النبات، ويريدون للعراق أن يبقى تابعا للأجنبي، عليلا ينتظر من يوفر له الدواء والعون كي يساعده على النهوض .

.. يريدون أفراغ المخازن العظيمة التي امتلأت بها عقول العراقيين من علماء ومفكرين وكتّاب ومبدعين في كافة المجالات الفنية والثقافية والعلمية والرياضية وحتى الحرفية؛ فكم اسم كان من بين المتميزين بمهنته بين أقرانه من دول الجوار أو العالم، حاربوا الأطباء والمهندسين .. قتلوا الأساتذة والأطباء، والمقاولين ولم يسلم منهم لا الغني ولا الفقير، انتشرت رائحة الموت في كل مكان، هكذا يريدون لعراقهم أن يكون خاليا من الابداع .. ذليلا .. مستهلكا .. يرضى بالفتات ولا يفكر بشيء سوى أن يبقى حيا.

لكن عراقنا أزاء ذلك شيء مختلف وفي معادلات الحياة الصحيحة يجب أن ينتصر الخير على الشر ويجب أن ينتصر عراقنا على عراقهم ولابد للحياة
أن تعود بالجريان بالأسلوب الطبيعي ولابد لنا أن نسبح مع التيار وإن اقتضت الضرورة أن تكون أحيانا ضده ويستوجب علينا بذل مجهودا أكبر فيجب ان لا نتردد بغية انتصار العراق الذي هو عراق الخير والمحبة والامل ويندحر الأعداء وتختفي الهجمة الصفراء ويتم وأد العنف والقضاء عليه كي تعود السماء صافية وخالية من كل الغيوم السوداء التي تلبدت وحجبت شمس الحرية ورب المجد سيكون حليف الناس المؤمنين الذين لا يألون جهدا في سبيل أعلاء كلمة الحق ولا بد للباطل أن يكون زهوقا.

عبدالله النوفلي

17 نيسان 2008

http://abdullahnaufali.ahlamontada.com/montada-f4/topic-t273.htm#382