المحرر موضوع: الشهيد البطل هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) ومعركة سـينا  (زيارة 3066 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فائز الحيدر

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 23
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
     
  يا من ضحيتم من أجل الشعب والوطن
             ستبقون في الذاكرة والوجدان           
      الشهيد البطل هيثم ناصر الحيدر  ( عايد )
             ومعركة سـينا وشيخ خدر
[/b]



فائزعبد الرزاق الحيدر


عندما يطالب المندائيون بظمان حقوقهم المدنية والقانونية والدينية في الدستور العراقي القادم هو مطلب نابع ليس لكونهم عراقيين ومن سكان العراق الأصليين فحسب وأنما ما قام به أبناء هذه الطائفة وأسلافهم منذ آلاف السنين من المشاركة الفعالة في بناء حضارة هذا الوطن في كل جوانبه أضافة الى ما قدموه من قوافل الشهداء الذين روت دمائهم أرض الوطن سواء في نضالات شعبنا طيلة عقود عديدة أو خلال الحروب المتعاقبة أو نتيجة الأضطهاد السياسي أسوة ببقية قطاعات الشعب العراقي .
وهنا نتحدث عن شهيد مندائي آخر روت دمائه أرض الوطن من خلال ألتحاقه بفصائل الأنصار الشيوعيين المقاتله ضد أعتى نظام دكتاتوري عرفه التأريخ .
أنه الشهيد البطل هيثم ناصر الحيدر ( عايد ) .

عندما ألتحقت بفصائل الأنصار في قاطع بهدنان / مكتب الأعلام  كان لدي أمل أن تسمح لنا الظروف أن نلتقي مع بعض بعد فراق سنوات طويلة ولكن مع الأسف لم يتحقق أملي هذا ولسبب بسيط هو أنه استشهد ببطولة قبل وصولي كردستان حيث كان من الأوائل الذين ألتحقوا بفصائل الأنصار بعد الهجمة الشرسة من قبل النظام الدكتاتوري لتصفية الحزب الشيوعي العراقي ، ولكني سمعت الكثير من رفاقه أنه كان بطلا" وأستشهد ببطولة
 .
والأن دعوني أحدثكم عن حياة هذا البطل الشاب الذي أستشهد عن عمر لا يتجاوز 28 عاما" .
 
ولد الشهيد هيثم في11 / 11 / 1954 في بغداد من عائلة مندائية يكن لها الجميع الحب والأحترام ،  وتوفي والده ولم يتجاوز عمره الثلاث سنوات وترعرع في أحضان أخواته وأخوته الأكبر سنا" ، أنهى دراسته الأبتدائية في مدرسة الشواكة في بغداد وكان من الطلبة المتفوقين فيها ، ثم أكمل دراسته المتوسطة في متوسطة الدورة للبنين .
 كان عمره ستة عشر سنة عندما سافر الى هنكاريا لزيارة أخيه وعندها قرر عدم العودة للوطن والبحث عن عمل مناسب وكانت فرصته الوحيدة هي العمل على ظهر باخرة يونانية لنقل النفط . وطيلة سنتين كاملة كان يتنقل بين دول العالم ، وبحكم عمله أختلط وتعرف على شعوب كثيرة وأحس بمعاناة وآلام هذه الشعوب من فقر وجوع وأضطهاد سياسي وأستغلال ، لهذا نذر حياته لمساعدة الناس البسطاء والكادحين . ونظرا" لصغر سنه لبى رجاء عائلته بالعودة الى الوطن وكان عمره ثمانية عشر سنة .

كان هيثم شابا" مرحا" ، ذو طلعة بهية ، صاحب نكتة وبديهية سريعة ، حازما" عند الشدائد  ، صبورا" ، مؤمنا" بقضية الشعب والوطن  ، في زياراته المتباعدة ألينا يحول البيت الى ساحة من المرح والفكاهة وينسينا همومنا وما أكثرها في ذلك الوقت  .
 أستدعي عام 1972 للخدمة العسكرية الألزامية والتي قضاها في كردستان وأبي غريب وكانت من أصعب الأيام في حباته .
كان مندفعا" في خدمة الحزب والناس البسطاء من جماهير الحزب ، ففي الساعة الثانية عشر ليلا" من يوم فصل شتاء قارص وقد وصل توا" للبيت في أحدى أجازاته من الخدمة العسكرية سمع أعلان في التلفاز يطلب من المواطنين التبرع بالدم لأنقاذ حياة أحد الأطفال الراقدين في مستشفى مدينة الطب والمحتاج الى صنف معين من الدم ولما علم أن صنف الدم مطابقا" لصنف دمه أسرع الى المستشفى بسيارة أجرة وسط أعتراض عائلته وليقوم بهذا الواجب الأنساني وعاد الى البيت فخورا" بسيارة أجرة متحملا" تكاليفها المكلفة بالنسبة لراتبه كجندي مكلف .
بعد أكماله الخدمة العسكرية عمل في شركة فرنسية وحتى عام 1978 حيث أنهت الشركة عملها في العراق فكان مثال للعامل المخلص حيث ربطته علاقات وثيقة مع بقية عمال الشركة  وفي تلك الأيام العصيبة والأرهاب التي يمر بها العراق حصل على عضوية الحزب الشيوعي العراقي مما أثر على حياته كثيرا" فأصبح أكثر ألتزامنا" وأهتماما" بعائلته وأقاربه . كان شديد التأثر بشباب عائلته ذو الأفكار الوطنية حيث أستشهد بعضهم ومنهم أولاد عمه ستار خضيرالحيدر  ونافع عبد الرزاق الحيدر  وأبن عمته سمير جبار وآخرين سكنوا السجون .

وعند تسلم الطاغية صدام حسين السلطة عام 1979 وبدأ بتنفيذ خطة تصفية الحزب الشيوعي العراقي ، كرس الشهيد هيثم ( عايد ) حياته وأمكانياته لمساعدة رفاقه اللذين آثروا البقاء في الوطن وأتخذ بعضهم من داره ملجئا" لهم حيث يسكن مع والدته المريضة ، وأستفاد من أخواته اللواتي يترددن على البيت لتهيئة الطعام وتدبير شؤون البيت وكان حريصا" على سلامة الرفاق في بيته وبدأ يتحرك بحذر ويحس بالمسؤولية الكبيرة التي تحملها .

كانت آخر من تردد على بيته بعض قادة الحزب ومنهم الشهيدة البطلة عايدة ياسين عضوة اللجنة المركزية للحزب حيث قضت عدة أشهر هناك  ، وفي صباح أحد الأيام :
ـ   رفيق هيثم لديّ مهمة حزبية خاصة عليّ أنجازها ولساعات وسأعود قبل الظهر وأذا لم         
     أعد يرجى أخبار الحزب بذلك .
ـ   الوضع خطر للغاية يا رفيقة وأنت تدركين ذلك ويمكنك الأعتماد عليّ بأي مهمة تكلفيني
     بها ولكن أرجوك لا تجازفي بحياتك .
ـ   لا أستطيع رفيقي العزيز فالأمر في غاية الأهمية .
ـ   هل أستطيع مرافقتك ولو عن بُعد فسأكون قلقا" عليك لغاية عودتك .
ـ   لا حاجة لهذا القلق أشكر لكم حرصكم عليّ ولكني سأعود  ..... مع السلامة .
    ومرت الساعات ثقيلة وعيون هيثم لا تفارق ساعته ، وجاءت الظهيرة ولم تعد !! وأخذ
 يصرخ بأعلى صوته .... أعتقد أنها النهاية لقد كنت متوقعا" ولدي أحساس بذلك .
جلس هيثم الى جوار التلفون يتابع آخر الأخبار يتصل بالحزب والعائلة والجميع يعطي نفس الجواب ، لا يا رفيق لم نشاهدها اليوم .  حتى تأكد له أنها وقعت في يد القتلة .
 ومرت الأيام الحزينة حيث كانت بالنسبة له الأم والأخت والرفيقة ، فجمع حاجاتها الشخصية وأرسلها الى أختها في حي العامرية وأخبرهم بالأمر وأبدى أستعداده لأي مساعدة .

بعد أعتقال الشهيدة عايدة ياسين قرر أن يغادر العراق الى جهة مجهولة ولم ينسى أن يوص والدته وأخواته بأن يبقى البيت جاهزا" لأستقبال أي رفيق يحتاجه ورغم سفره  ، كما أخبر الحزب أن بيته يعتبر أحد البيوت الحزبية وإن والدته وأخواته مستعدون لتقديم أية مساعدة للحزب عند الحاجة  .

غاب عن الأهل شهرا" وعاد مرة أخرى ولكن قرر هذه المرة أن يذهب الى بيروت وهناك دخل دورة عسكرية للتدريب على السلاح في أحد معسكرات منظمة التحرير الفلسطينية  وألتحق بعدها بفصائل الأنصار الشيوعيين في كردستان رافضا" ذهابه الى أحدى الدول الأشتراكية لأكمال دراسته وأتخذ من  ( عايد ) أسما" له تيمنا" بالشهيدة عايدة ياسين حيث أقسم بأن يأخذ بثأرها وكافة الشهداء  .
 يتحدث عنه أحد رفاقه الأنصار :
نسب عايد في بداية وصوله ألى كردستان ألى قاعدة الأنصار في بهدنان / مكتب الأعلام وهناك عرف نفسه لرفاقه في المكتب  ......  عايد 
ـ  أهلا" بالرفيق العزيز عايد .. تعال للداخل لتشرب معنا قدحا" من الشاي فنحن في الأعلام   
    محظوظين بما لدينا من شاي وسكر .
ـ  شكرا" لكم رفاق فأنا من هواة شرب الشاي .. هه .. هه ..  هه  ..
ـ  ولكن لماذا عايد .... ؟  فقد صارت هذه المفردات مثيرة للتشائم منذ أستخدمها الأخوة
    الفلسطينيون ! 
ـ  لأنه لدي من الثقة بعوتي الى بغداد مما يجعلني أتفائل ليس وحدي فحسب بل ما يكفي
    لأستبدال تشاؤمك أنت بالتفائل وأنت ترى بأن غيبتي عن الوطن قصيرة .
ـ  لعلك حديث العهد ببغداد   ؟
ـ  نعم لقد تركتها قريبا" .
ـ  أذن أنت من رجال العمل السري في الداخل ، حدثني أرجوك   ؟
ـ  أطلق ضحكته المميزة وعقب ، كيف أحدثك عن ذلك وأنت تقول أنه العمل السري ؟
خجلت من هفوتي وبررت ذلك بالحاجة لسماع أخبار الحزب الجديدة . كان صوته قويا" كالأيمان وهو ما يجترحه الفتية البواسل من مآثر تجعل شجرة الحزب خضراء رغم ما يتدشق به البعث الفاشي من أنه أقتلع الشجرة من الجذور . ومرت أيام حافلة ... تعلمت من الفتى عايد بأن العراق ليس وطنا" كغيره بل هو أرض تشابكت فيه عروق المرايا الجميلة ، النجوم البريئة ، زهور خبأت عطرها بأفراح الصبايا ، أحلام الفراشات ، زرقة الماء ، خضرة النخل وقطرات عرق على جبين متعب ، جراح الضحايا ، عباءة أمي وبكائها في الفرح ونحيبها في الحزن ، عروق وعروق تشابكت لتنبت الحزب الذي أنجب هيثم ناصر الحيدر ، لا أدري لم تذكرت قصة القاسم في تراثنا الشعبي وأنا أراه يحمل بندقيته ويلتحق بالمفرزة الأنصارية القتالية ، لقد كان عريسا" يزف لحبيبة طال عليه أنتظارها .

ألح على مكتب القاطع من أجل أعفاءه من العمل في مكتب الأعلام وألحاقه بمفرزة قتالية لكي يثأر من الجرائم التي أرتكبت بحق الشعب والوطن على يد البعث الفاشي ، ونسب الى مفرزة سرية دشت الموصل .
لقد كتب المناضل الثوري تشي جيفارا في الصفحات الأخيرة من مذكراته قبل ألقاء القبض عليه وعلى رفاقه بعد أن ألتقى مع أمرأة طاعنة في السن ترعى الحيوانات في الغابة بأنه على يقين بأن هذه المرأة سوف تخبر الأعداء على مكان تواجدهم بمجرد أعطائها قطعة من النقود لأنها لا تعرف بأننا نقاتل من أجل سعادتها وقد أيقن تشي جيفارا بأن الوقت لم ينضج لبدء بؤرة ثورية جديدة .
وهذا ما حدث عندما لجئت مفرزة سرية دشت الموصل الى مدرسة قرية ( سينا وشيخ خدر )
لقضاء ليلتها هناك بعد جولة شاقة في المنطقة أستمرت عدة ايام . قريتا سينا وشيخ خدر ، قريتان متجاورتان يفصل بينهما وادي سهلي واحد وتبدوا للناظر لأول وهلة أنهما قرية واحدة  تقع المدرسة في وسط الطريق بين القريتين ، ويحاذي المدرسة من الخلف سفح جبل دهوك المعروف بوعورته حيث يستغرق تسلقه والذهاب الى مدينة دهوك في الجانب الأخر منه ثلاث الى أربع ساعات سيرا" على الأقدام .

 بوشاية من أبن المختار وهو أحد عملاء النظام أستطاع فوج من قوات المغاوير ضرب طوق محكم على القرية ليلا" وكذلك الجانب الوعر من الطريق الجبلي لقطع طريق الأنسحاب على الأنصار ،  كما وضعت عدة كمائن داخل القريتين وعلى طول الوادي السهلي الفاصل بينهما

كانت المفرزة تظم أكثر من خمسين نصير ونصيرة فضلوا قضاء ليلتهم داخل المدرسة  بعدة جولة في المنطقة أستمرت أيام عديدة ومنهم  :
الشهيد النصير عايد  ، الشهيد النصير حكمت ( رافد أسحق ) وهو من مواليد 1959  ، من سكنة بغداد الجديدة / حي الغدير ، طالب مثابر في الصف الثاني في كلية الهندسة / بغداد ، ترك دراسته ولبى نداء الحزب وألتحق بصفوف الأنصار الشيوعيين في بداية الثمانينات ، شاب ذكي ، منظم جيد ، هادئ الطبع ، محبوب من كل رفاقه ، شجاع  ، ذو نكران ذات ، ربطته مع الشهيد عايد علاقات صداقة حميمة لتشابه كثير من الصفات بينهما . النصيرة عشتار ، حيث ذهب زوجها في مهمة للداخل ، النصيرة أم أمجد زوجة المستشار السياسي للسرية ، النصيرة أم عصام زوجة آمر المفرزة الشهيد أبو نصير ، النصيرة دروك ، النصير الشهيد أبو رؤوف  ، النصير ياسين اليزيدي ، النصير هشام ، النصيرأبو ظاهر ، النصيرأبو لينا السالك ، النصير وسام الأشقر ، النصير وميض ، النصير أبو علي النجار ، النصير الشهيد أبو رستم ، النصيرأبو مناف ، النصيرأبو شريف ، النصيرأبو حاتم ، النصير سعيد ، النصيرأبو سلام ،  النصيرالشهيد أبو هلال سواري ، النصيرالشهيد ناظم ، النصير أبو أنس ، النصير الشهيد عادل بهديني ، النصيرأبو فاتن ، النصيرأبو كفاح ، والنصيرالشهيد الدكتور عادل ، النصيرالشيخ ، النصيرين كمال وجمال أخوة النصير الشهيد أبو ماجد ، النصير الشهيد فكرت ، النصير أبو سلام بعشيقة  ، النصيرأبو سلام باعذرة ، النصيرصباح كنجي ، النصير خليل أبو شوارب وغيرهم . أما النصيرين أبو فؤاد وأبو داود فقد قضوا ليلتهم في أحد بيوت القرية . 
بدأت المعركة في ساعات الصباح المبكرة من يوم 19 / 2 / 1982 عندما أرسلت قوة المغاوير مفرزة صغيرة لمعرفة أماكن تواجد الأنصار، وهنا واجههم الأنصار الحرس وهم الأنصار أبو عليوي الأشقر وأبو حياة وتم تبادل أطلاق النار الكثيف بين الطرفين ومن الجانب الأخر بدأت قوات المغاوير الأخرى بأطلاق النار الكثيف                   
على المدرسة لمعرفة رد فعل الأنصار وعددهم وأماكن تحصنهم وبنفس الوقت تبين للأنصار أيضا" مواقع القوات الحكومية وبذلك أستعد الأنصار لمعركة حاسمة قد تحدد مصيرهم . توجه الأنصار عايد وحكمت وأبو رستم وأبو علي النجار الى الجهة المواجهة لقرية سينا وتوجه الأنصار أبو حاتم وآخرين نحو الجهة المواجهة لقرية شيخ خدر وتم تبادل أطلاق النار بين الطرفين بكثافة ثم خف تدريجيا" وأدرك الطرفين أماكن ضعف وقوة الطرف الأخر ، بدأ النصيران عايد وحكمت  ويحمل كل منهما قاذفة RBG بالتقدم نحو بداية القرية وأطلق كل منهما قذيفة بأتجاه مفرزة قوات المغاوير المتقدمة نحو القرية مما أدى ألى أكتشاف موقعهم فأمطروهم برصاص كثيف وأصيب النصير حكمت أصابة بليغة في البطن ، وتوجه لنجدته رفيقه وصديقه الحميم النصير عايد لينقله الى مكان آمن وأخذ يبحث في القرية عن بغل ليحمله لطريق الأنسحاب ونجح في مسعاه وليخرج به من القرية التي أطبق عليها القتلة ، وبدأ مع الأنصار الأخرين أبو رستم وأبو علي النجار بالأنسحاب حسب الخطة التي أتفق عليها ولكن مع الأسف وقعوا في كمين للعدو :
ـ  قف من أنتم  ؟
ـ  أنا الرفيق أبو رستم ورفاق آخرين ومعنا الرفيق الجريح حكمت .
ـ  أرموا سلاحكم يا أولاد الق ....  وتقدموا ألينا   .
    عندها أدرك الرفاق أنهم وقعوا في كمين محكم . كان الأنصار أبو رستم وأبو علي النجار في المقدمة ويسير خلفهم النصير عايد وهو يقود البغل الذي يحمل النصير الجريح حكمت . أتخذ النصيران الوضع القتالي وأنبطحا أرضا" وباشروا بأطلاق النارعلى الكمين ولم يتمكن الرفيق عايد من أتـخاذ الوضع القتالي سريعا" محاولا" السيطرة على البغل الهائج وسط تبادل أطلاق النار بشكل كثيف فأصيب كل من عايد وحكمت برصاصات قاتلة وأستشهدا في الحال  حاول أبو رستم وأبو علي النجار سحبهما من ساحة المعركة دون جدوى بسبب كثافة النيران وتقدم القوات الحكومية نحو القرية .
في نفس الوقت وجد الرفاق أبو فؤاد وأبو داود اللذان قضيا ليلتهم في القرية أن هناك شق في الأرض على شكل أخدود مناسب للأنسحاب من القريتين يمر داخل القرية ويؤدي الى خارجها  وتجنبا" لمزيد من الضحايا أعطيت الأوامر وبلغ النصير أبو حاتم لأبلاغ كافة الأنصار بالأنسحاب عن طريق هذا الأخدود الى قرية الصالحية نحو جبل ألقوش . 

كان يوما" حزينا" لكل أفراد المفرزة أختلطت فيه مشاعر الألم والتحدي ، عاد الأنصار الى القرية مساء" بعد أنسحاب القوات الحكومية لغرض سحب جثتي النصيرين عايد وحكمت وتبين لهم ان القوات الحكومية قد أخذت الشهيدين معها الى دهوك وعلقوا على أعمدة أمام بناية المحافظة لأثارة الرعب في سكان مدينة دهوك وأخيرا" تم دفنهم من قبل المواطنين الشرفاء في دهوك في مقبرة ( شاخكة ) .

وفي حفل تكريم الشهداء في مقر الأنصار في وادي كوماته ذكرمسؤول المقر الرفيق توما توماس ( أبو جوزيف ) عضو اللجنة المركزية للحزب أن بطولة النصيرالشهيد عايد وتحليه بهذه الروحية الجهادية العالية والنادرة هي من صفات أبطال الحزب فهد وسلام عادل وسوف لا تنسى عبر الزمن .

     نطمأنك يا عزيزنا عايد بأن في العراق فتية بواسل ما زالوا يرعون شجرة الحزب .
                             المجد والخلود لكل شهداء الوطن 
ملاحظة :
*   الصورة أعلاه  تمثل بعض من رفاق مفرزة دشت الموصل وهم من اليسار : أبو لينا السالك ، أبو        ظاهر ،  وميض ، د . جمال ،  وعادل بهديني .

**  النصير فكرت أستشهد في معركة أثناء تصديه ورفاقه لغزوا القوات التركية للأراضي العراقية أما الشهداء الأخرين  والتي وردت أسمائهم سقطوا في معارك أخرى .

***  أستشهد الرفيق النصير أبو فؤاد مع الشهيد النصير أبو رزكار في القصف الكيمياوي لقاطع بهدنان في 5 حزيران عام 1987 وأصيب أكثر من 150 رفيق ورفيقة بأصابات مختلفة


كندا / أونتاريو / لندن