المحرر موضوع: رد على تعليقات الإخوة goora1 و كبرئيل السرياني  (زيارة 1485 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
  رد على تعليقات الإخوة goora1 و كبرئيل السرياني

سلام و محبة الى الأخ goora1 الموقر

     إنني أحاول قدر الإمكان أن أرد على تعليقات الإخوة الذين يريدون
مناقشة المواضيع التي أعالجها . و لكنني لا أستطيع أن أرد على كل
التعليقات خاصة لأنني قد أكون رديت عليها في مقالات سابقة .
   أشكرك على إهتمامك و سوف أرد بإختصار على تعليقك :
أ - أخ goora1 إن سكان سوريا ( بلاد أرام ) و الجزيرة ( بيت نهرين)
هم بكل تأكيد يعودون بجذورهم إلى الأراميين ، لأن الأراميين قد
إستوطنوا هذه البلاد و صهروا بقايا الشعوب القديمة من الشعب الحوري
و الميتني و الحثي . الشعب السومري و الأكادي  و خاصة الأشوري
لم يستوطنوا  هذه البلاد .
ب - إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الأرامية . لم
تطلق التسمية السريانية على الشعوب القديمة كما يروج بعض الإخوة
السياسيين الذين يؤمنون بطروحات و تسميات سياسية مزورة لهوية
السريان الأرامية .
ج - يعتقد البعض أن أسماء القرى في لبنان هي أرامية لأن " سكان
لبنان " قد تكلموا اللغة الأرامية . و البعض الأخر يعتقد أن السريان
الموارنة هم الذين أطلقوا تلك الأسماء الأرامية على قراهم .
    المشكلة أن الفريق الأول يجهل كليا أن أجدادنا الأراميين كانوا قد
إستوطنوا  جبال لبنان و لبنان الداخلي حيث كان لهم مملكة أرامية
إسمها " بيت رحوب ".  إن وجود مدن و قرى مثل " شتورا  و زحلة"
في لبنان الداخلي هي لوجود الأراميين  و ليس " لسكان ناطقين باللغة
الأرامية !  إن  شتورا  تعني " إشت طورا " أي أسفل الجبل و كلمة
زحلة  هي من فعل " زحل " بالسريانية  أي زحف .
   الإدعاء أن كل قرى لبنان هي بأسماء سريانية  بسبب إنتشار إخوتنا
السريان المورانة يخالف الحقائق لأن تلك المدن و القرى موجودة في
لبنان  قبل إنتشار السريان الموارنة  بأكثر من 1500 سنة !
د - أخ goora1 لا  أحد يشكك بإنتشار الإمبراطورية الأشورية .
لقد رديت عليك في موقع القامشلي و شرحت لك أين و متى إنتشرت
الإمبراطورية الأشورية . بلاد أكاد  لم تكن  جزء ا  من مملكة أشور
و لكنها بلاد مستقلة سيطر عليها الشعب الكوشي  LES CASSITES
 أكثر من 400 سنة . و لكن بعد إنتشار القبائل الكلدانية و الأرامية
التي صهرت بقايا  الشعب الأكادي و الشعب الكوشي . الفكر الأشوري
البعيد عن التاريخ الأكاديمي  يدعي  أن الأشوريين  قد  سكنوا  في
بلاد  أكاد ! أخيرا  إن الأشوريين قد إحتلوا  بلاد  أكاد  لفترة  زمنية
قصيرة  حيث  لاقوا  مقاومة  عنيفة  من القبائل الكلدانية و الأرامية !
أخ goora1  الدراسات التاريخية  يجب أن تكون مبنية على براهين
علمية  أي نصوص تاريخية و مراجع علمية . أرجو أن تتطلع على
كتاب COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.
أو كتاب BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285
  فهي مراجع علمية  تثبت لك أن القبائل الكلدانية و الأرامية قد قاومت
و قضت على الإمبراطورية الأشورية .
ه - أخ goora1 ، لقد درست علم التاريخ في الجامعة اللبنانية و تخصصت في تاريخ السريان في جامعة السوربون  و تعلمت أن
علم التاريخ  له مبادئ يجب أن نتبعها كي نحقق هدفنا  من البحث
التاريخي ، أذكرك  أن هدف البحث التاريخي  هو كشف الحقائق
و ذكرها كما  هي .لذلك  يعمد  المؤرخون  الى  " نقد النصوص "
قبل الإعتماد عليها . و هذا  ما  أطبقه  في دراساتي  المبنية  على
النصوص السريانية .

سلام و محبة إلى الأخ كبرئيل السرياني

        لقد نشرت عدة دراسات "نقدية " حول مقدمة قاموس المطران
منا  في مجلة أرام  منذ أكثر من 14 سنة . تستطيع أن تطلع على تلك
الدراسات مترجمة الى الإنكليزية في موقع قنشرين .
     أخ كبرئيل لقد أمضيت سنوات طويلة باحثا و منقبا حول التسمية
و الهوية السريانية و ذلك حين كنت أعد أطروحة دكتورا دولة في
جامعة السوربون لأن موضوع هوية السريان كان متعلقا  بأطروحتي .
 و كانت أطروحتي حول الأسباب الحقيقية لإستقلال الكنيسة السريانية
الأرامية ؟ أي هل إستقلت هذه الكنيسة لأسباب قومية كما يردد المؤرخون
المتخصصون في تاريخ بيزنطيا  أم لأسباب عقائدية حول طبيعة
المسيح كما يؤكد مؤرخو  الكنيسة ؟
    إن أطروحتي و أساتذتي في السوربون هم الذين دفعوني الى التعمق
لمعرفة هوية السريان  و ليس الطروحات الحزبية الضيقة و لا الأهداف
السياسية المتقلبة .
   السريان هم أراميون إستنادا  الى النصوص السريانية العديدة  التي
تركوها  لنا .
    أخ كبرئيل إن المطران منا  لم يكن مؤرخا و قد إرتكب أخطاء
تاريخية  عديدة ، و لكنه كان يبحث عن الحقائق و لم تكن رغبته
أن يزور  تاريخ  أجدادنا  الأراميين . إن إنتشار قاموسه  قد أدى إلى
إنتشار تلك الفكرة الخاطئة  التي تدعي أن التسمية السريانية تعني
المسيحي  و من المؤسف لا يوجد أي نص يؤكد هذه النظرية الحديثة .
و من أخطائه  المشهورة  إدعائه  أن القبائل الأشورية كانت تنتمي إلى
الأراميين و البرهان ( الضعيف ) الذي يقدمه  هو  أن الأشوريين قد
تكلموا اللغة  الأرامية  !
    أخ كبرئيل لقد ذكرت لك سابقا أن " حريتك " هي التي تسمح لك أن
تسمي نفسك كبرئيل السرياني و Assyrian Gabriel  بالإنجليزية .
عفوا  لا  يوجد  اي براهين  تاريخية تسمح  لك  أن تذكر أن التسمية
السريانية كانت مرادفة للتسمية الأشورية . إفتح اي كتاب تاريخي كي
تتأكد  أن أجدادك  لم يتنكروا  لجذورهم  الأرامية .
  المطران منا  بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487
  " إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان  يسمون بهذا الإسم لكنهم
كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين ... "
   و هذه الفكرة قد أخذها  المطران منا  من قاموس حسن بن بهلول
السرياني الشرقي من القرن العاشر الميلادي الذي ذكر " منذ القديم
كان السريان يعرفون بالآراميين " .
   لقد ذكر المطران منا 
" ܣܘܪܝܝܐ : سرياني . آرامي. نصراني ( اختصار ܐܣܘܪܝܝܐ أي
ܐܬܘܪܝܝܐ ".
 أخ كبرئيل لقد قدمت براهين عديدة أن التسمية السريانية لم تطلق على
الآراميين المسيحيين منذ الأجيال الأولى كما كان يعتقد المطران منا .
و لقد أثبتت أن هذه النظرية هي حديثة و قد أطلقها المؤرخ الفرنسي
QUATREMERE في كتابه عن الأنباط سنة 1835 م . و بالتالي
التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية .
    لقد أخطأ  المطران منا  في  زيادة حرف الألف على إسمنا  السرياني
 ܣܘܪܝܝܐ  . أنا  لم  أجد  إسمنا  السرياني  مكتوبا  بزيادة حرف الألف
إلا  في نص واحد  للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية
أما  بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا  ܣܘܪܝܝܐ   .
أما  التسمية ܐܬܘܪܝܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا
على الشعب الأشوري القديم .
 أرجو أخ كبرئيل أن تتأكد من المعلومات التي ذكرتها  لك ،
و سوف أكتب بحثا  حول  تلك الصخرة  ( التمثال ) كما  وعدتك .


  حفظك الله
هنري بدروس كيفا