رد على تعليقات الإخوة goora1 و كبرئيل السرياني
سلام و محبة الى الأخ goora1 الموقر
إنني أحاول قدر الإمكان أن أرد على تعليقات الإخوة الذين يريدون
مناقشة المواضيع التي أعالجها . و لكنني لا أستطيع أن أرد على كل
التعليقات خاصة لأنني قد أكون رديت عليها في مقالات سابقة .
أشكرك على إهتمامك و سوف أرد بإختصار على تعليقك :
أ - أخ goora1 إن سكان سوريا ( بلاد أرام ) و الجزيرة ( بيت نهرين)
هم بكل تأكيد يعودون بجذورهم إلى الأراميين ، لأن الأراميين قد
إستوطنوا هذه البلاد و صهروا بقايا الشعوب القديمة من الشعب الحوري
و الميتني و الحثي . الشعب السومري و الأكادي و خاصة الأشوري
لم يستوطنوا هذه البلاد .
ب - إن التسمية السريانية هي تسمية مرادفة للتسمية الأرامية . لم
تطلق التسمية السريانية على الشعوب القديمة كما يروج بعض الإخوة
السياسيين الذين يؤمنون بطروحات و تسميات سياسية مزورة لهوية
السريان الأرامية .
ج - يعتقد البعض أن أسماء القرى في لبنان هي أرامية لأن " سكان
لبنان " قد تكلموا اللغة الأرامية . و البعض الأخر يعتقد أن السريان
الموارنة هم الذين أطلقوا تلك الأسماء الأرامية على قراهم .
المشكلة أن الفريق الأول يجهل كليا أن أجدادنا الأراميين كانوا قد
إستوطنوا جبال لبنان و لبنان الداخلي حيث كان لهم مملكة أرامية
إسمها " بيت رحوب ". إن وجود مدن و قرى مثل " شتورا و زحلة"
في لبنان الداخلي هي لوجود الأراميين و ليس " لسكان ناطقين باللغة
الأرامية ! إن شتورا تعني " إشت طورا " أي أسفل الجبل و كلمة
زحلة هي من فعل " زحل " بالسريانية أي زحف .
الإدعاء أن كل قرى لبنان هي بأسماء سريانية بسبب إنتشار إخوتنا
السريان المورانة يخالف الحقائق لأن تلك المدن و القرى موجودة في
لبنان قبل إنتشار السريان الموارنة بأكثر من 1500 سنة !
د - أخ goora1 لا أحد يشكك بإنتشار الإمبراطورية الأشورية .
لقد رديت عليك في موقع القامشلي و شرحت لك أين و متى إنتشرت
الإمبراطورية الأشورية . بلاد أكاد لم تكن جزء ا من مملكة أشور
و لكنها بلاد مستقلة سيطر عليها الشعب الكوشي LES CASSITES
أكثر من 400 سنة . و لكن بعد إنتشار القبائل الكلدانية و الأرامية
التي صهرت بقايا الشعب الأكادي و الشعب الكوشي . الفكر الأشوري
البعيد عن التاريخ الأكاديمي يدعي أن الأشوريين قد سكنوا في
بلاد أكاد ! أخيرا إن الأشوريين قد إحتلوا بلاد أكاد لفترة زمنية
قصيرة حيث لاقوا مقاومة عنيفة من القبائل الكلدانية و الأرامية !
أخ goora1 الدراسات التاريخية يجب أن تكون مبنية على براهين
علمية أي نصوص تاريخية و مراجع علمية . أرجو أن تتطلع على
كتاب COLE, ST.W, Nippur IV, The Early Neo-Babylonian Governor’s Archive From Nippur. 1996.
أو كتاب BRINKMAN, J.A., A Political History of Post-Kassite Bahylonia. Rome (1968) PP 267-285
فهي مراجع علمية تثبت لك أن القبائل الكلدانية و الأرامية قد قاومت
و قضت على الإمبراطورية الأشورية .
ه - أخ goora1 ، لقد درست علم التاريخ في الجامعة اللبنانية و تخصصت في تاريخ السريان في جامعة السوربون و تعلمت أن
علم التاريخ له مبادئ يجب أن نتبعها كي نحقق هدفنا من البحث
التاريخي ، أذكرك أن هدف البحث التاريخي هو كشف الحقائق
و ذكرها كما هي .لذلك يعمد المؤرخون الى " نقد النصوص "
قبل الإعتماد عليها . و هذا ما أطبقه في دراساتي المبنية على
النصوص السريانية .
سلام و محبة إلى الأخ كبرئيل السرياني
لقد نشرت عدة دراسات "نقدية " حول مقدمة قاموس المطران
منا في مجلة أرام منذ أكثر من 14 سنة . تستطيع أن تطلع على تلك
الدراسات مترجمة الى الإنكليزية في موقع قنشرين .
أخ كبرئيل لقد أمضيت سنوات طويلة باحثا و منقبا حول التسمية
و الهوية السريانية و ذلك حين كنت أعد أطروحة دكتورا دولة في
جامعة السوربون لأن موضوع هوية السريان كان متعلقا بأطروحتي .
و كانت أطروحتي حول الأسباب الحقيقية لإستقلال الكنيسة السريانية
الأرامية ؟ أي هل إستقلت هذه الكنيسة لأسباب قومية كما يردد المؤرخون
المتخصصون في تاريخ بيزنطيا أم لأسباب عقائدية حول طبيعة
المسيح كما يؤكد مؤرخو الكنيسة ؟
إن أطروحتي و أساتذتي في السوربون هم الذين دفعوني الى التعمق
لمعرفة هوية السريان و ليس الطروحات الحزبية الضيقة و لا الأهداف
السياسية المتقلبة .
السريان هم أراميون إستنادا الى النصوص السريانية العديدة التي
تركوها لنا .
أخ كبرئيل إن المطران منا لم يكن مؤرخا و قد إرتكب أخطاء
تاريخية عديدة ، و لكنه كان يبحث عن الحقائق و لم تكن رغبته
أن يزور تاريخ أجدادنا الأراميين . إن إنتشار قاموسه قد أدى إلى
إنتشار تلك الفكرة الخاطئة التي تدعي أن التسمية السريانية تعني
المسيحي و من المؤسف لا يوجد أي نص يؤكد هذه النظرية الحديثة .
و من أخطائه المشهورة إدعائه أن القبائل الأشورية كانت تنتمي إلى
الأراميين و البرهان ( الضعيف ) الذي يقدمه هو أن الأشوريين قد
تكلموا اللغة الأرامية !
أخ كبرئيل لقد ذكرت لك سابقا أن " حريتك " هي التي تسمح لك أن
تسمي نفسك كبرئيل السرياني و Assyrian Gabriel بالإنجليزية .
عفوا لا يوجد اي براهين تاريخية تسمح لك أن تذكر أن التسمية
السريانية كانت مرادفة للتسمية الأشورية . إفتح اي كتاب تاريخي كي
تتأكد أن أجدادك لم يتنكروا لجذورهم الأرامية .
المطران منا بالذات قد ذكر في قاموسه ص 487
" إعلم إن السريان لم يكونوا من قديم الزمان يسمون بهذا الإسم لكنهم
كانوا يسمون قديما آراميين سوآء كانوا شرقيين أم غربيين ... "
و هذه الفكرة قد أخذها المطران منا من قاموس حسن بن بهلول
السرياني الشرقي من القرن العاشر الميلادي الذي ذكر " منذ القديم
كان السريان يعرفون بالآراميين " .
لقد ذكر المطران منا
" ܣܘܪܝܝܐ : سرياني . آرامي. نصراني ( اختصار ܐܣܘܪܝܝܐ أي
ܐܬܘܪܝܝܐ ".
أخ كبرئيل لقد قدمت براهين عديدة أن التسمية السريانية لم تطلق على
الآراميين المسيحيين منذ الأجيال الأولى كما كان يعتقد المطران منا .
و لقد أثبتت أن هذه النظرية هي حديثة و قد أطلقها المؤرخ الفرنسي
QUATREMERE في كتابه عن الأنباط سنة 1835 م . و بالتالي
التسمية السريانية هي مرادفة للتسمية الآرامية .
لقد أخطأ المطران منا في زيادة حرف الألف على إسمنا السرياني
ܣܘܪܝܝܐ . أنا لم أجد إسمنا السرياني مكتوبا بزيادة حرف الألف
إلا في نص واحد للعالم يعقوب الرهاوي و قد ترجمه من اللغة اليونانية
أما بقية النصوص و هي بالألاف تكتب إسمنا ܣܘܪܝܝܐ .
أما التسمية ܐܬܘܪܝܝܐ فهي التسمية السريانية التي كان يطلقها أجدادنا
على الشعب الأشوري القديم .
أرجو أخ كبرئيل أن تتأكد من المعلومات التي ذكرتها لك ،
و سوف أكتب بحثا حول تلك الصخرة ( التمثال ) كما وعدتك .
حفظك الله
هنري بدروس كيفا