المحرر موضوع: ماكليلان والعجز في الاقتصاد الأمريكي والأمراض النفسية لجنود الاحتلال  (زيارة 986 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Ahmed Alnassery

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 15
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماكليلان والعجز في الاقتصاد الأمريكي والأمراض النفسية لجنود الاحتلال

ثلاثة عناوين رئيسية من بين عناوين كثيرة، تثار بوجه بوش، ويواجهها بمهانة وهو يطوي أيامه المتبقية على رأس الإدارة الأمريكية، باعتبارها من أسوء الإدارات في تاريخ أمريكا. ويبدو بوش هشاً وتافهاً وضائعاً. حيث يواجه في أيامه الأخيرة صفعات شديدة ومحرجة، على أيدي مساعدين مقربين سابقين له، من الدائرة الضيقة، أي من الدائرة الأولى الخاصة. ومشاكل كثيرة اقتصادية وسياسية، ناتجة في قسم منها عن سياسته في العراق، فقد تلقى بوش بصقة كبيرة، وجهها له الناطق الرسمي السابق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان، بصقة لا يمكن مسحها أو لحسها أو تغطيتها، رغم إنها تحمل دلالات معنوية وأدبية، وجاءت متأخرة بعض الشيء، وهي لا تؤثر على وجود بوش في البيت الأبيض، فهو مغادر وفق الدستور بعد انتهاء ولايته الثانية، بعد إن خرب ودمر بلادنا، وربما تؤثر هذه الصفعة على صديقه المرشح الجمهوري الخطير ماكين، والذي يريد السير على خطى بوش المدمرة، ويكمل مشواره فيما بدأه حتى لو تطلب ذلك مئة عام أخرى كما قال مازحاً ومستهزئا بمصير وحال شعبنا ، ويتوقع حصول الاستقرار الأولى بواسطة الجيش الأمريكي عام 2013. وكل ذلك على ( أو من) حساب شعبنا ووطننا، وضد حقه الطبيعي في السيادة والاستقلال.

وقال الناطق السابق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان )(  إن الحرب على العراق «بيعت» للشعب الأمريكي من خلال «حملة دعاية سياسية» معقدّة قادها الرئيس جورج بوش وكانت تهدف إلى «التلاعب بمصادر الرأي العام» و«التقليل من السبب الرئيسي لعدم الذهاب إلى الحرب».
( ويوجه ماكليلان الذي كان ناطقا باسم البيت الأبيض بين 2003 و2006 انتقادات لاذعة إلى الإدارة في كتاب بعنوان ( البيت الأبيض في عهد بوش وثقافة الخداع). ويصف وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، بأنها بارعة في تحويل المسؤولية والخطأ ويطلق على نائب الرئيس ديك تشيني لقب «الساحر» الذي يدير السياسة من الكواليس من دون ان يترك أي بصمات على ما ذكرت صحيفة «واشنطن بوست».
وما كليلان (40 عاما) الذي دافع عن سياسة البيت الأبيض خلال لفاءاته مع الصحافيين، يكتب أيضا إن حرب العراق «لم تكن ضرورية» و«قرار اجتياح العراق كان خطأ استراتيجيا كبيرا». ويقول: «ما من احد يمكنه أن يجزم كيف سينظر إلى الحرب بعد عقود من الآن عندما يمكننا أن نفهم كليا تأثيرها. لكن ما أدركه هو إن الحرب يجب أن تشن عندما تكون ضرورية والحرب العراقية لم تكن كذلك».
ويكتب في كتابه الذي يصدر الأسبوع المقبل، «لا أزال معجبا بالرئيس بوش». ويضيف: «لكن هو ومستشاروه خلطوا بين الدعاية وبين مستوى الصراحة والنزاهة الضرورتين لبناء دعم الرأي العام والمحافظة عليه في زمن الحرب». ويتابع: «في هذا الإطار، حصل على نصائح سيئة جدا من كبار مستشاريه لا سيما الضالعين مباشرة بشؤون الأمن القومي».
ويتهم كذلك كبير خبراء الاستراتيجية ومستشار الرئيس السابق كارل روف ونائب كبير موظفي البيت الابيض لويس «سكوتر» ليبي بانهما خدعاه في شأن دوريهما في فضيحة الكشف عن هوية العميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية (سي اي اي) فاليري بليم.
ويكتب أن «روف وليبي ومن المحتمل نائب الرئيس تشيني سمحوا لي، لا بل شجعوني على تكرار كذبة». ودين ليبي بتهمة عرقلة عمل القضاء في 2007 وحكم عليه بالسجن سنتين ونصف السنة لكن بوش أصدر عفوا عنه)).
هذه شهادة هامة وصريحة لواحد من الذين صنعوا ولمعوا نجم بوش الفاشل، وصفعة كبيرة تليق بمجرم حرب كذاب ومخادع وفاشل. تدحض أوهام ( التحرير والديمقراطية والبناء )، وتكشف وجه وجوهر الاحتلال الحقيقي، وتوفر أدوات فعالة جديدة بيد الحركة الوطنية العراقية، في معركتها الشرسة مع الاحتلال. وهي غيض من فيض. فكم هو حجم الأسرار والمعلومات الهامة الأخرى التي ستكشف حقيقة الحرب القذرة ضد شعبنا ووطننا. إنها حرب النفط والسيطرة والتمييز والتدمير ودعم المشروع الصهيوني.

2- العجز في الاقتصاد الأمريكي

يعاني الاقتصاد الأمريكي من مشاكل كبيرة وحقيقية، بدأت مع أزمة الرهن العقاري، وانتقلت إلى جميع القطاعات الاقتصادية، ربما تصل إلى درجة الهبوط والتراجع والعجز الدائم، وليس أزمة مؤقتة أو عابرة. والمشاكل ناتجة عن طبيعة الاقتصاد الرأسمالي وأزماته الدورية، وهبوط وتراخي بعض آلياته، ومنافسة وصراع الاحتكارات العالمية فيما بينها، وصعود اقتصاديات عالمية طموحة أخرى، في الصين والهند واليابان، وبعض البلدان الأوربية مثل ألمانيا، لتحتل وتنتزع أسواق هامة كانت حكراً خالصاً لأمريكا. إلى جانب التغييرات الثورية الكبيرة في أمريكا اللاتينية. لكن يبقى السبب الأهم من بين هذه الأسباب، هو الخسائر المادية المتصاعدة في العراق، وتزايد مقادير كلفة الحرب في بلدانا، التي فاقت جميع التقديرات السابقة، مما لم يكن متوقعاً، أو لم يحسب حسابه بشكل دقيق، وأدت إلى تدني الاحتياطي الأمريكي العام، وتراجع سعر صرف الدولار، مع التصاعد المستمر لسعر برميل النفط الذي وصل إلى 130، في فترة قياسية وتصاعد سريع.
هناك ناحية أخرى هامة جدا تتعلق بصعود وهبوط الإمبراطوريات عبر التاريخ، ووجود سقف لإمكانياتها وقدرتها الحقيقية وليست المتخيلة أو الوهمية، وهذا ما بدا واضحاً في القوة الأمريكية المنتشرة حول العالم، التي تخوض حربان كبيرتان في وقت واحد، مما أنهكها بسرعة قياسية نسبياً.

3- الأمراض النفسية لجنود الاحتلال

تقول الإحصائيات والأرقام الأمريكية الرسمية، إن كل الجنود الأمريكيين، الذين خدموا في العراق وأفغانستان، يعانون من أمراض واضطرابات نفسية وعقلية، يتحول قسم منها إلى إعاقات نفسية تحتاج إلى علاج دائمي، وقسم منهم لا يعود إلى الخدمة نهائياً، إلى جانب آلاف الجرحى ومعوقي الحرب. كما أن الحكومة لا تستطيع متابعهم وتقديم الخدمات الصحية الكاملة والمطلوبة لهم، مما دفع الأطباء النفسيين إلى الإعلان عن استعدادهم لمعالجة المرضى مجاناً... إن هذه الحالة تشمل كل تعداد الجيش الأمريكي تقريباً، ولا يوجد احتياطي عددي، لتنفيذ المهمة القذرة التي تتحدث عنها الإدارة الأمريكية.
 مبروك لبوش جيش محطم من المجانيين والمخبولين، ينفذ بهم جنون إمبراطوري مدمر.