المحرر موضوع: الشخصية الانتهازية ولفت انظار الاخرين  (زيارة 2042 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل وديع زورا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 290
    • مشاهدة الملف الشخصي
الشخصية الانتهازية ولفت انظار الاخرين

السياسة من حيث الفكر والنظرية كم غامض ومجهول حار علماء الاجتماع في وضع تعريف محدد له
لكن السياسة من حيث الواقع فن الحكم وادارة الناس ولأنها فن اكثر مما هي علم وفكر فليس
للممارسات السياسية ضوابط معلنة من هنا كان فن ممارسة السياسة اقرب الى الانتهازية التي
تتحكم فيها عوامل متغيرة لا علاقة لها بثوابت العلم كالظرف والعصر والمزاجية الشخصية والقدرة
على الفهم والتحليل واسلوب التنفيذ والتطبيق

فالقول بأن السياسة فن الممكن يجعل الانتهازية مركبا جوهريا من مركبات السياسة فالسياسي
لابد بطبيعة مهمته ان يجامل ويعقد الصفقات ويقبل باوضاع اقل مثالية ولكن السياسي الناجح مثل
التاجر الناجح لا يبعثر كل رصيده الاخلاقي في صفقات خاسرة ويجلس بعد ذلك ملوما محسورا
فمشكلة بعض السياسيين هي في ضعف قدرتهم السياسية وادمانهم عقد الصفقات الخاسرة

وللخروج من هذه الدائرة الخبيثة كان من الممكن ان يتهيئا بقيام تحالف احزاب يجمع بين السند
الشعبي وامتلاك اسباب القوة بحيث يكون امنا في الديمقراطية وتكون الديمقراطية امنة معه وهي
فرصة ضيعتها شخصيات واحزاب ويبدوا انها في الطريق الى الضياع

وما زلنا نتعلم في حياتنا ونتواصل في فهم مجموعة من الشخصيات السياسية الانتهازية التي
 تتسلق على اكتاف الاخرين ومن هذه الشخصيات او النماذج تحاول لفت النظر اليها رغم
محدودية قدراتها فتحيط بنفسها بهالة من الاكاذيب وتوزع الوعود شمالا ويمينا هذا سأطور لك ميدان
عملك ولذلك سأرقيك الى منصب اعلىوالى فلتانه ساحقق لك ما لم تحلمي به وهكذا يحيط نفسه
بجو من القدرة الفائقة مكذوب ويلفت اليه الانظار

وفي مسار حياتنا تعرقلنا بمثل هذا النموذج فاحدهم يتعمد الاسأة الى الاخرين ويوهم المتعاملين معه
انه حلال المشاكل والقادر الاوحد على تحقيق الاحلام وتنفيذ الوعود عبر تمكين علاقته بالقادة الكبار
يربط الخيط بهم ويجرها اليه ويماطل وينثر الوعود وعند موعد التحقيق فلا وعود ولا نتائج ولكنه يظل
يصنع الامل للناس والناس بكثير منهم تستجيب للأمل وتخاف من الحقيقة

ان مهارة التأثير في الاخرين فن قيادي ولكن محاولات جذب اهتمام الاخرين باي ثمن ولو على حساب
الاخلاق انحطاطا



زورا وديع