المحرر موضوع: ابتعدي  (زيارة 1389 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل موفق هرمز يوحنا

  • مراسل عنكاوا كوم
  • عضو فعال جدا
  • **
  • مشاركة: 369
    • مشاهدة الملف الشخصي
ابتعدي
« في: 08:52 12/07/2008 »
بقلم رامي اسمرو

ابتعدي ، فلست  انا من عنه تبحثين ، ارحلي ، سافري فعيناي ثملت رؤياك ، ولا هي ستفتقدك .

اني قُربكَ ، اشمُ رائحتكَ ، اتحسس شعرك و تريد مني الرحيل ، ان ارحل ان ابتعد ، لا داعي فانا بعيدة عنك    قد سافرت و تركتني قبل عهود منيرة كانت في تاريخ حياتي و الان ساد الظلام دنياي و ابتدا عهد جديد ، عهد تعهدت به لنفسك ان تنهي اي معنى لحياتي على هذه الارض بان ترجو مني الرحيل .

اي عهد تتكلمين عنه ،عهد الحب والوفاء الذي قطعناه ونحن تحت قطرات المياه النازلة ونحن نعصرها من ملابسنا بعد ان شربناها من الشلال ، الشلال اتذكرين الشلال الذي شبهتهِ بحبكِ لي و ان عطاياكِ هي كمياه الشلال التي لن تكون لها نهاية الا اذا رغب الخالق .

نعم ، فعطاياي لم و لن تنفض يوما و مازالت مياه شلال حبي لك نازلة و ستبقى تبحث عنك لتسد عطش روحك وتبلل شفتاك التي يبست بعد ان قطعت مياه الشلال شلال حبك الذي قطعت عني مياهه لحظة رايتني ، اقول هذا لاني عطشى  و احس ان العطش امسى ظلي و يعيش معي و هو موجود حتى في غيابي .

غيابُكِ ، نعم غيابُكِ حسنٌ عملتِ و نطقت بهذه الكلمة فقد تذكرت يوم تركتِني انتظر وحيدا تحت مياه المطر و انا ابحث في وجوه الناس عنك كالمجنون علي نسيت وجهك راجيا لصوتك ان يذكرني به بان تجيبي لندائي حتى المقهى اغلق ابوابه وقال لي مستهزا ان اذهب و ابحث عن مقهى اخر لانتظر فيه من لا يستحقني .

لا استحِقُكَ ، انا لا استحِقُكَ و لن استحِقُكَ يوما ، فوالدتي المريضة و اوقات ازماتها لطالما افقدتني مراكز كثيرة في حياتي ولو اني تركتها في الفراش  لكنتُ الان امامك البس رداءاً صنعه لي احد اسود افريقيا بعد ان سلخ جلد نمر شجاع ليكون لي زينة اتباهى بها  امامكم ،اكون مشرقة في قشرتي فاسدة في دواخلي الجريحة و لكني ابيت ان اعطي كفة الميزان لمظهري الخارجي و اترك داخلي جريحا فاسدا فوالدتي في حاجتي دائما لو تركتها لكنت الان ابحث المحلات التجارية عن باقة ورد اضعها امام قبرها مبتلة بدموعي و التفت اليك و اقولها للمرة الثانية بعد الالف ان والدتي كانت سبب غيابي في ذلك اليوم و لكنك لاتريد ان تسمعني .

اتتهميني بالطرش الان ، لا تحاولي ادارة دفة السفينة عن مجراها الصحيح و تتهميني باني لا اهتم لامك بان تتجاهلين اوتتناسين اليوم الذي صرخت فيه تطلبين من  يعين والدتك و كنت انا من رفع صوته من بين الكل مجيبا نداءك الصامت الذي قراته على وجهك الحزين و قلتها امام الجميع من الزملاء ان ما تريديه سانجزه لك مهما كانت الاتعاب و دون مقابل .

الاتعاب و دون مقابل ، لقد رفعت عني حمل يوم واحد ووضعت تحت جلد ظهري كيسا سيبقى طول عمري احمله اينما اذهب و لن اتحدث عن ثقله ، و بدون مقابل اي مقابل الذي مازلت ادفعه لك الى الان فما تقوله الان ليس سوى دفعة تخلت عن شكل النقود لتاخذ شكل صمتي و سكوتي ، ذكرتني مرارا بما فعلته لي في ذلك اليوم و ليس الا دليل على قلة ما قدمته لي خلال ايامنا مع بعض ، دواء اشتريته لوالدتي لتشربه هي و تعطيني ملعقة اشرب منها مرارة علقمك الذي تسرُ و انت تراني اشربه و لكني لم اتذوق ما اهو اطيب منه او اكثر من حلاوة فقط لانك انت من يطعمه لي فقط لاني اشم رائحة يدك و انت تضع الملعقة في فمي ، فحتى المرارة تفقد مفعولها في فمي عندما ارى عينيك . ادعوك باسم ربك و ربي ان تترك المحطة و تترك القطار لمسافريه و لتاتي معي ، تعال نركب عربة حبنا نسوقها معا لتاخذنا الى حيث المروج الخضراء نشم رائحة الورود و ناكل عنب الحقول واتامل عينيك الجم ...

اي مروج انت عنها تتحدثين و اي عنب هذا الذي سناكله فانا معك لم ارى الا الصحراء القاحلة و لم اكل عنب الا  و كان فاسدا لا يصلح الا لان يكون خمرا تثملين و تنسين انك رايتني يوما حتى الورود لم استطع ان اشم رائحتها     وباتت ورودا بلا رائحة كما اننا مع بعض بلا حياة ، متى ستفهمين انني اعطيتك اكثر مما تستحقين متى تتضح لعينيك رؤية حقيقة انكِ لولاي لما كنت انتِ .

انتِ ، انا ، انتَ ، نحن ، كلامك ليس عني بجديد ولم اجرؤ ان  اقولها لك يوما و لكني عزمت الان ان اترك لها العنان لتقود نفسها الى مسامعك ، لطالما تذكرت قول والدتي عن ان الاناء ينضح بما فيه فكرهك لنفسك جعل منك وحشا جبارا و حملا وديعا تختار الشخصية حسب الظروف و انا  الضحية دائما و احببت ان اكون الضحية  لاني ضحيتك ضحية من قررت ان احب و من اشارك الراي ولكني اتجدد و اقول كلمة كالسكين الملتهب تحرق لساني و هي تخرج و لكني ساتذوق دمي القاتم بعد ان اقول اني ساتركك ، ساتركك لحال سبيلك ساتركك في معتقلك ، معتقل الحرب التي اعلنتها على ذاتك ، و ارجو لك السلام.
اردت ان اكون حمامة سلام تطير في دواخلك و لكن نيران حربك احرقتني و انت مصرٌعلى الاستمرار و انا ايضا مصرة على حبك ، اذهب ارحل ارجو لك ان تتصالح مع ذاتك يوما لتجد من يستوعب مياه بحرك المالحة قد رحل من استوعب همومك يوما بعيد عنك و لكني ملتزمة بقراري وهو ان احبك نعم ان احبك
و لكني ساحبك و انا بعيدة عنك جسدا و روحا .
لا تبكي فالقطار اوشك على الرحيل ، بسلام اودعك

غير متصل رافد ساكو

  • https://www.facebook.com/Hbibi1972
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 383
  • الجنس: ذكر
  • شاعر و مشاعر
    • MSN مسنجر - hbibi1972@hotmail.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ابتعدي
« رد #1 في: 12:51 12/07/2008 »
تتكسر امواج الحنين
على صخور الالم والخداع
وتهب اعاصير الانين
تأخذنا الى عالم الضياع
اوتار للقلب يقطعها حد السكين
ونزف من قلبنا دون انقطاع
فمن وهبناه الحب والحنين
لم يستطع عن القسوة الاقلاع
ذهب يقطف الورد والياسمين
وترك القلب حزينا لفراقه ملتاع


سيدي

الرحيل أصبح أضطرارياً

فلا تعد تفكر بالبقاء




ليحميك الرب
[/b][/size][/color]

غير متصل green

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: ابتعدي
« رد #2 في: 21:14 13/07/2008 »
كلمات جميلة  وعاش قلمك اخ رامي وسلمت يدك على رقة وجمال كلماتك
امنياتي لك بالتوفيق ونحن بانتظار المزيد

عمر