المحرر موضوع: اسباب غياب الصوت الكلداني  (زيارة 1239 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل alqoshnaya12

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 179
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
                                           اسباب غياب الصوت الكلداني

لقد نشر قبل ايام قلائل كاتبنا المعروف استاذ حبيب تومي مقالا حول الحكم الذاتي وغياب الصوت الكلداني وحيث انه ليس جديدا على الاستاذ حبيب تومي ان ينشر مقالات عن الشأن القومي فانا شخصيا اهتم كثيرا بقراءة مقالاته فعلى الرغم من بعض التباين في الاراء بيني وبين استاذ حبيب ولكني حقيقة اقدر واحترم كثيرا الجهد الفكري الذي يبذله في تحليل الوضع القائم والخاص بشعبنا الكلداني السرياني الاشوري ( طبعا انا اعتبر بهذه التسمية اننا جميعا شعب واحد وقومية واحدة وامة واحدة تعددت اسماءها لتعدد المراحل الحضارية التي عاشها شعبنا عبر التاريخ وبهذا فاننا كلنا كلدان وكلنا اشوريين وكلنا سريان ، هذا هو رايي والذي اختلف به مع استاذ حبيب تومي كما هو ايظا راي المنبر الديمقراطي الكلداني وكما جاء في مقررات مؤتمر التاسيس وعلى الاقل فاننا في المنبر الديمقراطي الكلداني هنا في العراق نجسد هذا الراي ) ، وكذلك هذا الراي هو تعبير عن واقع الحال هنا بالعراق كما هو صدى لاراء كثيرة تنادي بالوحدة وضرورتها وهو ايظا تجسيد لوحدة المصير بين ابناء هذا الشعب الواحد ، وايظا اود ان ابين من ان التسمية الدينية التي تطلق علينا هي حقيقة مؤشر لفشل الاهداف القومية لدى متبنيها من بين ابناء شعبنا وبالمقابل هي مؤشر لرفض الأقرار بالحقوق القومية لدى من يطلقها علينا من الاخرين وخصوصا الحكومات المتوالية على البلد ، وبهذا فاننا نصّرعلى الاسم القومي الموحد والمركب من اسماءنا الثلاث الكلداني السرياني الاشوري .
عودة الى مقال الاستاذ حبيب تومي المحترم ، الذي دفعني (بالاضافة الى مقالات اخرى لكتاب رصينين آخرين نشرت هذه الايام) لان ابين بعض الامور المهمة حسب رأيي والتي احاول من خلالها تحليل واقع غالبا ما نتجاهله ولكنه بات الان يفرض نفسه ولو على نطاق شريحة الكتاب والمفكرين من ابناء شعبنا الذين يشكلون فعلا قوميا يساهم مع الفعل السياسي الحزبي في تعزيز الحركة القومية ان كان ايجابيا او في تحطيم الحركة القومية ان كان بالضد من التحركات السياسية التنظيمية ، فعلى الرغم من ايماني المطلق بوحدتنا القومية كما جاء اعلاه، لكن الواقع الحالي لشعبنا يشير الى اننا منقسمون على الاقل الى ثلاث او خمس طوائف كل طائفة تقريبا تتبع رئاسة كنسية خاصة بها تمتلك خصوصية واستقلالية ، فكل كنيسة من هذه الكنائس حملت اسما من اسمائنا الثلاث فوّلدت مع مرور الزمن هوية ثانوية ، فنحن كلنا سورايي ( طبعا من الواضح ان ليس كل مشيحايا سورايا ) ولكن في بعض الاحيان لابد لنا من ان نصرح بهويتنا الثانوية التي لاخوف منها مادمنا معترفين باننا قومية واحدة وان هذه الهوية الثانوية تبقى ثانوية لا اكثر على ان لا يتم تجاوزها لحسابات أخرى ، وبهذا نكون على المسار الصحيح واقعيا ومستقبليا . ومن هذا المنطلق تتبادر الى ذهن المهتمين واحدهم استاذ حبيب امور مقلقة وهي تفضيل الهوية الثانوية و بروز التحيز الطائفي مما يؤدي الى تهميش دور من هم ليسوا من نفس الطائفة ، هنا تجدر الاشارة الى ان استاذ حبيب يعتبر الكلدان قومية مستقلة بذاتها كما الاشوريين والسريان وما تشابههم وعنصر وحدتهم الا الدين وبذلك يسميهم احيانا ب (شعبنا المسيحي ) ، ولكن مع ذلك فالاساس في الفكرة هو واحد ان كان كل جزء من هذا الشعب (السورايي ) هم قومية مستقلة عن الاخرين ام طائفة مستقلة عن الطوائف الاخرى للشعب الواحد انطلاقا من تعدد المرجعيات الكنسية ، فالامر واحد ومخاوف استاذ حبيب ومصدر قلقه هي نفسها عند كل مهتم بصورة جدية بالشان القومي ، اي مثلا انا على الرغم من نقاط الاختلاف المار ذكرها بين رايي وراي استاذ حبيب تومي فمشاعر القلق هي نفسها ، فهناك حقيقة واضحة ومع كل الاسف تشير الى تفشي النعرات الطائفية والمناطقية ومالها من تاثير كبيرعلى المجتمع بصورة عامة والنخب السياسية والناشطة في المجال القومي بصورة خاصة ، وهذا ما يدعو للخجل فعلا فبينما الامم المتقدمة تسير بخطى سريعة نحو ايجاد المشتركات نحن الامة الصغيرة العدد المحاطة بكل انواع التهديد والارهاب الجسدي والاجتماعي نبحث ونتمسك بما يفرقنا! ، ولكن من جانب أخر يتحتم علينا ان نقدّر ونتفهّم امر ما وهو المنافسة الشريفة بين القوى السياسية ، فهذا الامر في بعض الاحيان قد يخدعنا ويجعلنا نتصور أن هذه الحالة هي امتداد لمسألة الانحياز الطائفي والمناطقي المستشري في مجتمعنا مما يدفعنا ان ننجر نحن بهذا الاتجاه كرد للفعل بينما الحقيقة ان المنافسة الحزبية السياسية في مرحلة ما قد تاخذ طابعا وبعدا اوسع مستخدمة اساليب متعددة تبحث عن المكاسب المادية و المعنوية لهذا التنظيم او ذاك ، التي بدورها قد تقودنا الى هذا التفكير .
فكما هو معلوم وواضح فان احزابنا لم تستطع ان تتغلب على هذه الضاهرة وكما هو الحال في الغالبية العضمى من احزاب البلد ايظا فاحزابنا ان كانت تحت اسم اشوري او سرياني او كلداني ، لم تستطع ان تثبت انها احزاب شعبية فوق التقسيمات الثانوية الموجودة فعلى الرغم من محاولة بعض الاحزاب التي تحمل الاسم الاشوري من احتواء اشخاص من اتباع الكنيسة الكلدانية او السريانية في صفوفها ولكنها حقيقة لم تنجح في ازالة الفوارق الطائفية والمناطقية بين شعبنا فيبقى الحزب ذو المسمى الاشوري هو حزب تابع لجزء من شعبنا على الرغم من احتواءه على اعضاء من اجزاء شعبنا الاخرى ، فقيادته تبقى تدور في نفس الدائرة المغلقة لتلك الطائفة، وكذلك الاحزاب الاخرى التي تحمل الاسم الكلداني او السرياني والتي هي اصلا لا تمتلك عضو واحد من بقية اجزاء شعبنا وهي بذلك تحكم على نفسها من انها احزاب طائفية ايظا ، طبعا ان هذا بحد ذاته ليس مشكلة وذلك لكون واقعنا يفرض هذا الحال ، وكما من الممكن التغلب على هذه المشكلة فيما اذا تألفت الاحزاب فيما بينها واتفقت على وثيقة عمل مشتركة كما في لجنة تنسيق العمل القومي بين احزاب ومؤسسات شعبنا التي تشكلت منذ سنتان والتي تضم كل من (الحزب الوطني الاشوري وحزب بيث نهرين الديمقراطي وجمعية الثقافة الكلدانية ومنظمة كلدوآشور للحزب الشيوعي الكوردستاني والمنبر الديمقراطي الكلداني وكذلك انضم الان المجلس القومي الكلداني ) وبهذا فاننا شكلنا جبهة واسعة تشمل اجزاء متنوعة من شعبنا الكلداني السرياني الاشوري طائفيا ومناطقيا وبنجاح هذا العمل نكون قد عالجنا بعض الامراض في جسم شعبنا ، لكن المشكلة هي في تفضيل الشأن الحزبي والاهتمام بصورة كبيرة في تقوية المكانة الحزبية على حساب عملية التقارب ما بين الاحزاب والتنظيمات وذلك بحجة اختلاف الاراء والمناهج والتي تحمّل تبريرات شتى من قبيل الحرص على مسيرة الحركة القومية وبالتالي سوف ترسخ الطائفية او الانقسام .
وعودة الى مسألة غياب الصوت الكلداني او تغييبه كما ذكر الاستاذ حبيب تومي ، فتاسيسا على ما تقدم وبناءا على الحالة الظاهرية للواقع السياسي لشعبنا ، فللكلدان وجود ودور وصوت في الساحة السياسية ، فهم ليسوا بغائبين عن حلبة المنافسة ولكن ونظرا للنسبة التي يشكلها الكلدان من عموم شعبنا وامتنا الكلدانية السريانية الاشورية فان هذا الصوت والدور هو ضعيف جدا قياسا لاخوتنا الاشوريين ، وبذلك ففي ظل المنافسة الحزبية لتحقيق المكتسبات (وهذا شيء طبيعي ) نرى ان الاحزاب التي تحمل الاسم الاشوري في مقدمة العمل السياسي وماسكين في يدهم زمام الأموركما هو واضح وبهذا فهم يفرضون مفهوم واقع الحال على بقية التنظيمات السياسية لعموم شعبنا وهذا حقهم نتيجة لجهودهم ونضالهم لسنين متراكمة في العمل القومي السياسي .
فاذا ومن خلال التحليل السابق والذي اتمنى ان اكون موفقا فيه هنالك ثلاث نقاط اساسية هي التي أدّت الى ظهور حالة غياب الصوت الكلداني او بتعبير ادق ضعف الصوت الكلداني :
a.   وجود ظاهرة التحيّز الطائفي والمناطقي في مجتمعنا وانسحابها على الواقع الحزبي
b.   المنافسة الحزبية
c.   ضعف الاداء الكلداني
هذه النقاط اعلاه مجتمعة هي السبب الذي يدفعنا الى الشعور بانه هنالك تغييب للصوت الكلداني او محاولة لتهميش دور الكلدان ، وعليه فان اصلاح هذا الخلل يتطلب امرين مهمين وهما :
1)   تقوية الاداء السياسي القومي لدى الكلدان وتحفيز النخب الكلدانية المهتمة بالشأن القومي ( على ان يكون باتجاه ايجابي توحيدي مؤمن بالوحدة القومية بثلاث اسماء مركبة تمثل عموم الامة بالتساوي ) لترتقي فعاليتهم لتصل مستوى اداء الجانب الاشوري بالمجال القومي .
2)   دعم مبادرات العمل المشترك بين مختلف التنظيمات السياسية لعموم شعبنا وامثلتها لجنة تنسيق العمل القومي والمجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري .
لقد اثبتت التجارب خلال ال 5 سنوات الماضية ان العمل بالاتجاهات الانفرادية والاستقلالية المتصفة بالسلبية لن تجنى منها اي فائدة او تقدم ، انما العمل بالاتجاه التوحيدي المتصف بالايجابية هو الذي نستطيع ان نجني منه فوائد جمة تقودنا الى تحقيق التقدم في العمل محققين اهدافنا وطموحات شعبنا المشروعة .
ختاما اود ان اوضح نقطة مهمة وهي انني على الرغم من تاكيدي على وجوب تجاوز المسميات الطائفية وتركيزي على اننا شعب واحد بثلاث اسماء كما اشرت في بداية المقال ، لكن عدم الاعتراف بحقيقة واقعنا الذي يشوبه بعض الخلل هو خطأ ايظا ، فلابد لنا ان اردنا ان نصلح خلل ما ان نشخص الخلل من دون ان نخفيه ، فعملية اخفاء الخلل سوف تؤدي الى ابقاءه من دون اصلاح وبالتالي الى تفاقمه ، فهدفي هو دفع عملية الاصلاح الى الامام من اجل تحقيق النجاح للمشاريع القومية المشروعة والتي يشكل مشروع الحكم الذاتي اهمها .
     
                                                                                          فاضل رمو