المحرر موضوع: أنه ليس رثاء يا عايد !!  (زيارة 1362 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل SABAH AL-JAZAIERI

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 18
    • مشاهدة الملف الشخصي
أنه ليس رثاء يا عايد !!
« في: 18:01 09/12/2005 »
أنه ليس رثاء يا عايد !!
أبو همام

عندما تفقد شيئاً  ينتابك شعوراً بالأسى، عندما تفقد إنساناً تشعر إنك فقدت قيمة حياتية و لكن عندما تفقد إنساناُ عزيزاُ تتألم جداً و تشعر أنك فقدت قيمة حياتية عالية ، تشعر أنك فقدت جزءاً منك،  لكنك عندما تفقد أنسانا عزيزاً ومنتجاُ و فاعلاً فإنك و الحالة هذه لابد و أن تشعربالخسارة الفـادحة قد أصابتك، وأنك أنما خسرت ليس أنساناُ عزيزاُ و منتجاُ فقط  بل ولأن فراغاً كبيراً لابد وان يكون قد نشأ بسبب هذا الفقدان.

أمس ــ 7 كانون الأول ــ كانت الذكرى السنوية للفقيد عايد ( عباس كاظم ) الشيوعي و النصير والشاب في عز العطاء و العضو الفاعل و النشط في الجمعية الثقتافية و في رابطة الأنصار الشيوعيين و غيرها من الأنشطة و الفعاليات في مالمو. لقد أستذكرناه بما يليق عبر حفل تأبيني في مقر الجمعية الثقافية العراقية في مالمو  ــ أقل ما يمكن أن نقوم به لأستذكاره ــ القيت فيها كلمات تشيد بالفقيد و دوره و فاعليته .

و نحن احوج ما نكون لعطاء كعطاءك، و نشاط كنشاطك ، و فاعلية كفاعليتك.... هاهو عام مر، و الزمن يجري ، و لازلنا تشعر بوحشة الفراق و بخسارة فقدانك. لكن نم قرير العين ، فأنت قوة مثل حتى عند اللذين كانوا على خلاف معك ـ فالخلاف ، أي خلاف لايجب ان يلغي حقيقة كونك كنت معطاءاً و فاعلاً ــ و هذا ما يجب أن يتعلمه الكثيرون  ممن لا يجرأون على قول الحقيقة لمجرد إنهم على خلاف معك، هذا إن لم يفعلوا كل شيء من أجل التقليل من شأن ما تفعل.

لكنك ــ أيها العزيز عايد و أنا أحب أن أناديك عايد لأنه أحب الى نفسي ــ تركت أثراً ليس من السهل على الزمن أن يمحوه. ذلك لأن لك رفاق وأصدقاء صادقون يستمدون العزيمة  من ذكراك و من  ذكرى كل اللذين فقدناهم  وكانوا في ذروة العطاء مثل علي الشاهر و ابو نبأ و ابو سناء و آخر من فقدنا الأنسانة الرائعة  الدافئة حد العجب أم تمارا ... و غيرهم ، حيث يحث هؤلاء الرفاق و الأصدقاء السير في ذات الخطى التي قضيتم من أجلها أنتم وغيركم سواء في الوطن أو في الغربة.
ذلك لآن هناك و طناُ ــ أسمه عراق ــ جريحاً مثقلاً بالأوجاع والآلام و المعاناة ينادينا و يريد منا ، من كل الخيرين والشرفاء العمل المتفاني في كل لحظة من أجل أن يسترد عافيته و يستعيد أستقلاله الذي صادرته ــ وأنت تعلم ذلك ــ قوى عالمية تحت ذرائع عديدة لا علاقة لشعبنا بها، او تصادره من جهة أخرى قوى داخلية تريد تحت غطاءات طائفية أو قومية لا أنسانية، تمزيقه و تفكيكه وبناء دكتاتورية  جديدة  ملثمة أحياناً أوتعتمد التقيّة أحياناً أخرى عبر صندوق الإنتخاب مستغلة ولاءات مستلبة ووعي مشوه لتنفيذ غاياتهم. لهذه و غيرها من الأسباب سوف تبقى في ذاكرتنا و ضميرنا و قلوبنا أبداً لن تموت. 

لقد فارقنا الكثير من الأعزاء، وفي كل مرة أشعر بفداحة الخسارة، و في كل مرة أتمنى من كل قلبي أن يكون لفقدان الأعزة و من نحب و نُكْبر محفزاً و دافعاً للمزيد من العطاء  بهدف تعويض الخسارة. و لأنني لا أجيد كلمات الرثاء، أغلب على نفسي بالوحدة و انفرد مع نفسي في الغالب لكي أضعها أمام وعداً جديداً أقطعه على نفسي لرفع مستوى فاعليتي وفاءاً لكل من فقدت ، و هآنذا أكتب لكي أقول لك ذلك ، أنه عهداً هذا الذي أُعلن،  إنه ليس رثاءاً يا عايد!

أبو همام
مالمو  [/b] [/size][/font]