أنا أجمل منها ...! ( قصة قصيرة )
- هل ترين كم هو جميل ذلك القمر ؟
- و لكني أعتقد أن هناك أشياء أخرى أجمل بكثير.
- أجمل من القمر !!!؟
- نعم .
- ماذا تقصدين ؟
- أنا.
- أنت ! ؟؟
- نعم هل لديك شك في ذلك ؟
- مطلقا. ولكني لم أفكر بهذا الأمر.
- وهناك لون السماء، أليس أجمل من القمر ؟
- ولكن ما لون السماء ؟
- أعتقد بأنه أزرق .
- ولكني أراه داكنا أقرب إلى السواد.
- بل هو أزرق كحلي وأقرب إلى أعماق البحار والمحيطات البعيدة .
- وهل رأيت المحيطات البعيدة ؟
- وكيف أراها ؟؟؟.. لقد سمعت ذلك من الشاب الذي جلس يتغزل
بحبيبته بالقرب منا قبل قليل ، وأعتقد أنه قال جملة أعماق المحيطات البعيدة
وهو يحدق في عينيها .
- هل تعتقدين بأنه يحبها ؟؟
- أنا متأكدة من ذلك ولكني متأكدة أيضا من أنه إذا رآني سيتركها ويعشقني
أنا بل وسيلثمني فور رؤيته لي و سيضع أنفه هنا هنا، وأشارت إلى مكان الرحيق.
- ولكنك مغرورة جدا .
- أنظري هل ترين من هي أجمل مني ؟
- لا أعرف لا أعرف والآن دعيني أنام.
- نامي كما تشائين ولكني سأوقعه بحبي هذه الليلة .
* * *
ولم تكمل الوردة المغرورة كلامها، لأن الشاب أقتلعها وتشممها بقوة ثم
ضمها إلى صدره بحنان وركض باتجاه فتاته وقدمها لها .
وضعتها الفتاة مثبتة على شعرها أعلى الأذن .
كان الشاب يكلم محبوبته ويحدق بالوردة الجميلة. وكانت الوردة تنظر إليه
بحب ووله. وتقول لنفسها: ها هو ينظر إلي أكثر من نظره للفتاة.
فشعرت بالسعادة والجبروت رغم أنها كانت على علم بموتها القريب.
وفي البعيد البعيد حيث البيت الأسمنتي، كانت الوردة واقفة في كأس ماء
تتأمل نفسها بالمرآة وتقول: أنا أجمل منها بكثير.
كانت تقول هذه الجملة وأوراقها النضرة تذبل شيئا فشيئا وصوتها يغيب
يغيب خلف اليباس .
نضال زيا كابريال