المحرر موضوع: (كركوك.....المشاكل المؤجلة.......والحرب الاهلية ؟؟)  (زيارة 1733 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
         (كركوك .... المشاكل المؤجلة .... والحرب الاهلية ؟!..)
            ---------------------------
استطاعت الحكومات المتعاقبة في العراق بعد ( 2003 ) بالتنسيق مع الكتل والاحزاب السياسية والقومية والبرلمان وباالتعاون مع الامم المتحدة والقوات الامريكية تأجيل النظر في خصوصية وازمة مدينة كركوك الشائك  بحجة عدم نضوج الظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بها ولحساسية وتعقيد المشهد السياسي والاجتماعي والقومي والاقليمي فيها ..

حيث اعاد مجلس النواب العراقي الفيدرالي هذا الموضوع مؤخرا الى المربع الاول بعد مصادقته على قانون مجالس المحافظات خلافا وخارج التوافقات والتحالفات بين الكتل والاحزاب السياسية في البرلمان مما اثار حفيظة التحالف الكردستاني وانسحابه من قاعة الاجتماع ورفضه للقانون واعتبار هذا العمل مؤامرة وانقلابا على الدستور والمادة ( 140 ) منه ومحاولة لنسف كل مكاسب وانجازات الشعب الكردي المتحققة وتقويض الديمقراطية في العراق ...حيث رفع القانون الى مجلس الرئاسة للمصادقة عليه .

وتم رد ورفض القانون من قبل مجلس الرئاسة ودخل الموضوع في نفق مظلم بالكاد ترى النور في نهايته وحصلت ردود فعل سلبية وانفعالية متشددة ومتشنجة من قبل كل الاطراف في كركوك بشكل خاص وفي العراق بشكل عام وشهدت المدينة اعمال عنف بين الفرقاء المتخاصمين وتطور الموقف التصعيدي اكثر باعلان التحالف الكردستاني في مجلس محافظة كركوك الطلب بضم محافظة كركوك الى اقليم كرستان واعتبارها محافظة كردستانية في حالة عدم تنفيذ المادة ( 140 ) من الدستور

 وحصل الطلب على الاغلبية داخل المجلس وبذالك اصبح المشهد السياسي اكثر تعقيدا مما يقتضي تدخل القيادات والزعامات لحل الازمة بهدف التهدئة وفعلا هذا ما حصل لاحتواء الموقف المتوتر وازالة الاحتقان من الشارع العراقي ولكن .. حيث لازالت حادثة تفجير المرقدين العسكريين الشريفين الجبانة في سامراء ماثلة للعيان وطرية لولا تدخل الحكماءوالعقلاءمن قادتنا الدينين والسياسين لكانت البلاد على فوهة بركان للحرب الاهلية لا تحمد عقباها .

شكوك وهواجس الاكراد وتخوفهم ولماذا ؟؟
------------------
من خلال التحارب السابقة المؤلمة والمريرة للقيادة الكردية مع انظمة الحكم المختلفة المتعاقبة في بغداد ومنذ تأسيس الدولة العراقية ( 1921 ) لغاية سقوط النظام في(2003) فيما يتعلق بحقوقهم القومية استخلصت العبر والدروس نتيجة هذه المعانات والسياسات فعندما يكون الموقف والوضع السياسي والاقتصادي والشعبي والاقليمي والدولي للنظام في بغداد جيد وايجابي في مرحلة ما كانوا يتنصلون من التزاماتهم واتفاقاتهم وتعاونهم مع القيادة الكردية بل كانوا احيانا يعلنون الحرب والقتال على كردستان بدون سبب لمنع الاكراد من الحصول على جزء من حقوقهم القومية وخلاف ذلك اذا كان موقفهم ووضعهم يتسم بالضعف والهشاشة يتحدثون معهم بالناعم والمرونة والدبلوماسية وحقوق الكردالقومية والتعاون والاخوة ... و ... و ... لكسب الوقت .

ان مثل هذه السياسة الحرباوية التي تتلون حسب الظروف وفق الاسلوب الميكافيلي (الغاية تبرر الوسيلة) في التعامل مع الشعب الكردي وقضيته القومية ادى الى انعدام الثقة وفقدان المصداقية بين الكرد وتلك الانظمة ..

وعلى هذا الاساس فأن مخاوف وهواجس وشكوك القيادة الكردية حاليا من استتباب الامن بشكل جيد في العراق وتدفق ايرادات النفط الضخمة عليه نتيجة زيادة اسعار النفط عالميا واستمرار تبدل خارطة التحالفات والاتفاقات بين الاحزاب والكتل السياسية فيه لاغراض غير نزيهة وشفافة وذو اهداف مصلحية وانتهازية او مذهبية او قومية لهذا فأن الموقف الكردي المتخوف له ما يبرره على ضوء تجاربه السابقة مع انظمة الحكم ...

خذ الذي حصل مؤخرا داخل قبة البرلمان الفيدرالي اثناء المصادقة على قانون مجالس المحافظات حيث تخلت او تناست قسم من الاحزاب والتكتلات السياسية العراقية تحالفاتها واتفاقاتها المعلنة سابقا مع التحالف الكردستاني الا يؤكد هذا ان هذه التحالفات هشة وانتهازية لاترتقي الى صفة التحالفات السياسيةوالمبدئية والمتعارف عليها ..للاعتماد عليها في المواقف الصعبة.

لذلك فأن هذه المواقف الضعيفة والمهزوزة لحلفائه ازدادت من هواجسه ومخاوفه على مستقبل وحقوق الكرد القومية المشروعة والتي قدموا في سبيلها قوافل من الشهداء قربانا لها هذا احد الاسباب الذي يجعل موقف التحالف الكردستاني متشددا وقويا اضافة لتخوفه من محاولة نسف مكاسب وانجازات الشعب الكردي المتحققة وتقويض الديمقراطية في العراق ..

كركوك .... وتباين المواقف :
------------
استطاع مؤخرا البرلمان الفيدرالي خلال شهر اب 2008 بعد مخاض طويل من تأجيل النظر الى موضوع مدينة كركوك لغاية بداية الدورة النيابية في ايلول القادم في محاولة لتهدئة الموقف المتأزم في هذه المدينة التي تسمى (العراق المصغر) لتنوعها القومي والديني والمذهبي والتي تم تأجيل النظر في موضوعها عدة مرات حيث كان من المؤمل بموجب المادة ( 140 ) من الدستور العراقي الدائمي الذي صوت عليه الشعب العراقي عام ( 2005 ) ان يتم الاستفتاء في المدينة قبل 31 / 12 / 2007  وتم تأجيله لغاية اليوم بسبب اختلاف وجهات النظر بين ممثلي ابناء شعبنا من الاحزاب والكتل السياسية والقومية في هذه المدينة ونوجز هذه الاراء كالاتي :

1_ كتلة التحالف الكردستاني :
-------------
يعتبر التحالف الكردستاني مدينة كركوك مدينة كردستانية جزء من اقليم كردستان ولايريد ضمها بالقوة الى كردستان وانما بالاجراءات الدستورية والقانونية وذلك بازالة التغيرات السكانية في المدينة التي حصلت خلال حكم النظام السابق اي لغاية 9 / 4 / 2003 ثم اجراء استفتاء بموجب المادة ( 140 ) من الدستور وعلى ضوء ذلك يتم تقرير مصير المدينة وبالتنسيق والتوافق مع كل مكونات شعبنا في المدينة ..

2_ كتلة التركمان في كركوك :
---------------
يعتبر التركمان مدينة كركوك استمرارا لارث الدولة العثمانية ويتشبثون بدعم الحكومة التركية لهم في  تحقيق مطاليبهمويريدون اعتبار مدينة كركوك منطقة فيدرالية بحد ذاتها مستقلة واعتماد احصاء 1957 لاجراء الاستفتاء فيها ولهم تنسيق وتحالف مع الكتلة العربية في المدينة ..

 3_ كتلة العرب في كركوك :
---------
يتسم موقف العرب بالمطالبة بتوزيع حصص الادارة ومجلس المحافظة بنسبة ( 32 % ) لكل من ( الاكراد  والعرب والتركمان ) و ( 4 % )  ( للكلدان السريان الاشوريين ) واعتماد احصاء 1977 اساسا للاستفتاء  فيها ...ويؤيدون بقاء علاقتها مع بغداد.

4_ بقية الاحزاب والتكتلات السياسية في العراق :
---------------------------
يتسم موقفها بالحيادية احيانا واحيانا اخرى الميل بخجل الى هذا الموقف او ذلك  ويريدون حلا توفيقيا لارضاء كل مكونات شعبنا في المدينة وميلهم ان تبقى المدينة ضمن سيطرة حكومة بغداد ..

5_ الموقف الامريكي :
----------
لازال الموقف الامريكي بشأن ازمة كركوك غير واضح ومحدد وترك الموضوع للقوى والتكتلات والاحزاب السياسية العراقية لايجاد الحلول التي تتناسب مع فسيفساء المدينة المنوع وظروفها الخاصة ..

6_ موقف الامم المتحدة :
-------------
 اعطى قرار مجلس الامن المرقم ( 1770 ) لسنة ( 2007 ) الصلاحية والحق للامم المتحدة للمشاركة  بايجاد حلول سياسية لمشكلة المناطق المتنازع عليها بين العراقيين ومنها كركوك واقترح ممثل الامين العام للامم المتحدة السيد ( دي مستورا ) مايلي :
أ _ اجراء انتخابات بعد القيام بأحصاء سكاني او بعد التسوية النهائية لوضع كركوك ..
ب _ قيام لجنة برلمانية بالتدقيق والمراجعة لبيانات ودراسة الوقائع حول المدينة ..
ج _اجراء انتخابات بعد توافق الاطراف المعنية حول الية تقاسم السلطة في المدينة ..

كركوك .... والحل :
---------
ان يسبب اختلاف الرؤى بين الاحزاب والكتل السياسية والقومية في ايجاد مخرج لازمة مدينة كركوك سوف يؤدي الى منزلق واتون الحرب الاهلية وصراعات دموية قومية وطائفية بين ابناء الوطن الواحد ؟؟
 
حيث الشكوك والمخاوف تتجه في هذا المنحنى في حالة تمسك كل طرف او حزب او تحالف بسقف مطالبه السياسية او القومية او الادارية وكذلك التخوف من تدخل اقليمي غير مقبول قد يعقد المشهد السياسي والقومي في المدينة ويؤدي الى التصعيد والاحتقان .

لذلك فأنه المطلوب من قادتنا السياسيين والقوميين والدينيين في العراق كله التحلي بالحكمة والتعقل وابداء المرونة والتنازلات المتبادلة والجلوس الى طاولة الحوار لايجاد حل ناضج ومقنع ومتوازن لجميع  الفرقاء بعيدا عن الانفعال والتعصب والتشدد والتشنج والحساسية والحصول على المكاسب المصلحيةعلى حساب الاطراف الاخرى وبالتنسيق والتعاون مع الامم المتحدة وجميع القوى الخيرة من احزابنا وتكتلاتنا السياسية على الساحة العراقية بما يضمن حقوق الجميع وحسب نصوص الدستور العراقي الدائمي والقوانين والقرارات الاخرى المتعلقة بمستقبل المدينة المتفق عليها من كل الاطراف  لابقاء كركوك مدينة التنوع العرقي والمذهبي والقومي والديني ومدينة التأخي والوحدة والمحبة في المشهد العراقي لانها تمثل تنوع كل العراق اذا قرر شعبنا في  المدينة البقاء مع حكومة بغداد او الانضمام الى حكومة اقليم كردستان ... فأن كله وطن واحد .... سقفه  العراق ...العراق....العراق


 
                                                                                                   انطوان دنخا الصنا
                                                                                                                   
                                                                                         antwanprince@yahoo.com   


 
[/size] [/size]