المحرر موضوع: (( انا لست وحدي))  (زيارة 2106 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Harth78

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 431
  • الجنس: ذكر
  • الرب راعي فلا يعوزني شي
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
(( انا لست وحدي))
« في: 01:56 16/08/2008 »
                                                               



                           ((  انا لست وحدي))

ان الانسان هو كائن اجتماعي بطبعه وليس من السهل ان يعيش وحيداَ ومنعزلاَ عن المجتمع الذي يحيا فيه ولايقدر ان يستغنى عن اخيه الانسان :واغلب البشر لهم الطبيعة الاجتماعية التي تميل الى اقامة العلاقات والصداقات والمحبة والانفتاح نحو الغير وقبول الاخر في حياته ،وهناك نوعية من الناس تميل بطبيعتها الى الانغلاق والانعزال عن الاخرين . لكن احيانا بسبب ظروف قاسية يمر بها  الانسان او بسبب وفاة الطرف الاخر كالزوج او الزوجة مثلا او بسبب الانفصالات العائلية وغيرها من الاسباب الاخرى التي تجعل الانسان يعيش في وحدة.
وقد يكون الانسان احيانا قليل الاختلاط بالناس تجنبا للمشاكل الكلامية وسوء الاحاديث والاخبار غير السارة التي لاتروق له سماعها لانه لايرى في هذه الاحاديث سوى القال والقيل والنيل من سمعة الناس والوقوع في مشاكل وتشويش الفكر وتلوثه ،فيفضّل حياة الوحدة والانسحاب من حلبة هذا المجتمع على حياة الاختلاط به ، او ربما قد يكون الانسان حساس جداَ ولا يحتمل اي تصرف او اي كلام لا يتفق مع افكاره ومشاعره

في اية حالة من هذه الاحوال سيضطر الانسان يعيش في وحدة منعزلا عن المجتمع وسيشعر انه يعيش وحده لاشريك له في الحياة وان بينه وبين المجتمع فجوة كبيرة ، ولن يجد من يفهمه ام يسمعه او يريحه كي يقيم علاقة معه .
في الحقيقة انه ليس باستطاعة كل انسان ان يعيش في وحدة منعزلة لان الوحدة غالبا ما تسبب له كثرة الافكار وتجعله يعيش في قلق وخوف وتملكه الكآبة واليأس والشعور بالنقص والاحساس بانه انسان غير مبالٍ به من قبل افراد المجتمع وانه لاقيمة له في الوسط الذي يعيش فيه وليس من يسال عنه .
ان الكثيرين يعيشون اليوم في مثل هذه الحالات ... فما هو العلاج اذن ؟
ان العلاج الاوحد لهذه الوحدة هو عند الرب يسوع المسيح معلمنا الاعظم وراعينا الصالح والذي عالج هذا الامر بطريقة موضوعية اختبارية كان قد مر بها في فترة تجسده على الارض حيث قال لتلاميذة ( وتتركونني وحدي وانا لست وحدي لان الاب معي) يو 16 :32 .
 ان الاحساس بهذه الامر يحتاج الى ايمان وثقة بأن الله معه وانه لن يتركه ابداً فقد قال يسوع للتلاميذ (لا اترككم يتامى ) يو 14: 18 وهذا الموعد من يسوع لم يكن للتلاميذ فقط وانما لكل من يؤمن به ،فهو عمانوئيل الذي تفسيره " الله معنا" وفي موعد اخر قال ( وها انا معكم كل الايام الى انقضاء الدهر امين) مت 28: 20.
ليت الانسان  الذي يعيش في وحدة وعزلة  يشعر بوجود الله معه ، فهناك فرق بين انك تؤمن بعقلك ان الله موجود وكفى وبين انك تؤمن بوجوده معك حقيقةً وتثق بحضوره الى جانبك وسكناه فيك بالايمان ، ففي هذه الحالة سوف لاتشعر بصعوبة الوحدة وتقدر ان تقول " لست انا وحدي لان الاب معي وان كان الله معنا فمن علينا!
ان آمنت ان الرب يسوع معك فسوف لاتشعر انك وحيد لانه سيكون معك لا يتركك ولا يهملك ويحفظك في خروجك وفي دخولك ويحررك من الخوف من المستقبل ، لانه المسيح هو الكائن الوحيد الذي يضمن مستقبلك ويحررك من القلق والكآبة ومن كل خيبة امل لان الله لايخزي ابدا.
اذا عشت منعزلا عن الناس فلا تعش منعزلا عن المسيح الذي هو كفايتك ورجاءك وأملَك والذي يملأك بالسلام والعزاء ويجعل الحياة جميلة في نظرك وذات قيمة وهدف لان يسوع سيصبح هو هدفك في الحياة.

 




                                                                                                             
                                                                                                           الربان بولس جورج توزا
                                                                                              كاهن كنيسه مارمتى ومار بهنام
                                                                                                                 السويد
  لست استحي بانجيل المسيح