المحرر موضوع: جوني خوشابا بين ثائر الامة او الكاتب المأجور و بعض العبر من ذلك  (زيارة 1019 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل sinan y shabilla

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 53
    • مشاهدة الملف الشخصي
ان النمطية التقليدية التي يسير عليها شرقنا تجعل من كل جديد شاذ وهذا الامر ينعكس ايضا على اسلوبنا في كتابة المقالات فاكثر كتاب مقالاتنا ارتأوا ان لا يخرجوا عن بعض الحدود التي رسمت لهم بالرغم من اختلافهم في الاتجاهات السياسية والفكرية التي ينتهجونها ، وكان عدم انتقاد والتشهير برجال الدين احد هذه الخطوط الحمراء التي انتهجها الكثيرون من كتابنا وشذ عليها الكاتب جوني خوشابا ، وجوني خوشابه لمن لا يعرفه هو كاتب اشوري من تلكيف اسس له موقع  الكتروني نشر من خلاله فضائح لرجال دين وسياسة مسيحيين في شمال العراق تنوعت بين فضائح فساد مالي الى فضائح جنسية يدعي الكاتب انهم متهمون بها، كما انه من المناوئين للتغلغل الكردي في مناطق شعبنا وللاحزاب المقربة منها ، وقد اعتقل قبل مدة بسبب هذه المقالات الا انه تم اطلاق سراحه مقابل عدم التعرض للاكراد مرة ثانية في مقالاته، وقد اتهم غير مرة بأن هناك من يدفع له المال لتشويه سمعة رجال دين يختلفون سياسيا عن جهة اخرى ، فيما راى اخرون في مقالاته نفسا ثوريا يحاول فضح ما سكت عليه الاخرون لاسباب تتعلق بأمنهم الشخصي او بسبب مبالغ المال التي اشترتهم او بكل بساطة لعدم الخروج عن حدود الكتابة التقليدية التي اشرنا اليها في بداية المقالة ، والحقيقة اعترف اني اعجبت ببعض مقالات جوني لما تحتويه من معلومات قيمة حول الفساد المالي لبعض احزابنا وشخصياتنا الدينية والتي انا اؤيد رأيه بأنه يجب فضحها لكي لا تعتقدوا انهم بدون رقيب، ولكن ما يؤخذ عليه الكاتب هو فضحه بعض الجوانب الشخصية من رجال الدين والتي كان من المفترض ان لا يتطرق اليها كونها شأنهم الخاص، ولكن لو اخذنا بنظر الاعتبار طريقة تفكير الرجل الشرقي لوجدنا انه يعتبر نفسه محق في ان يعترض في حال وجد رئيسه الديني يخالف امور الديانة وخاصة في مثل هذه المواضيع التي يخصص لها الشرقيون اهمية خاصة ، فهم يعتبرون ان رجل الدين يجب ان يكون المثل الاعلى والقدوة لذا لا مجال لهفوات شخصية حتى لو كانت في لحظات الضعف ، ومن هنا نستطيع ان نجد مبرر لمقالات جوني خوشابا التي انتقدت الحياة الشخصية لرجال الدين.
اما الفرضية الثانية والتي يؤمن بها جزء من الناس – وكاتب هذه السطور كان من بينهم في البداية – هي ان جوني خوشابا مدعوم من قبل جهات تختلف في رأيها مع  رأي سركيس اغاجان وحججهم في ذلك ان جوني لا يركز سوى على مهاجة [السركيسيين]  ، وذكره لبعض الاخطاء في حياتهم الشخصية التي لم يكن من الداعي ذكرها ، تجعله شخص يريد الانتقام اكثر مما يريد ان يوصل رسالة نبيلة الى الناس، ولكن ما يحيرني في هذا الرأي هو استعداده لاعتقال من قبل ميليشيا وهو ما يخشاه حتى الكتاب النزيهين وعلى فرض انه مدعوم من جهة فلابد ان تكون تلك الجهة على عداوة مع الاكراد وبالتالي لا يمكنها التوسط لديهم لانقاذه ، وبالتالي فإن صفة الثورية هي التي ترجح اكثر، والحق يقال ان الكثير من اراء جوني هي صحيحة الى حد بعيد او على الاقل منطقية وكان الكثير يعرفونها ولكن ليس ليدهم دليل لتوثيقها فأتى جوني بما يعتبره ادلة ولا نعرف مدى دقة او صحة ادلته، ولهذا اعتقد انه كان المفروض تشجيع الكاتب لا مقاطعته وفي نفس الوقت تنبيهه الى تجنب تناول الحياة الشخصية للاشخاص بغض النظر عن منصبهم الا في حال كان هناك خطر على العامة من تلك التصرفات، ولكن يبدو ان الكاتب كان له مشاكل ومطاليب مع بعض رجال الدين واراد الانتقام منهم لعدم استجابتهم لها، ولم استطع من مقالاته ان اتعرف على طبيعة تلك المشاكل بالضبط ، وما يضاف على مأخذ جوني خوشابا انه خص طائفة معينة من رجال الكنيسة ولم يتطرق مثلا الى رجال الكنسية الكلدانية، وهنا ايضا يكون احد الاحتمالين اما لان له عداوة شخصية مع طائفته او ان الادلة التي يمتلكها هي فقط ضد طائفته وهنا يكون معذورا لانه لم يرد ان يكتب بما لا يعرفه .
وبعيدا عن جوني خوشابا كنت اتمنى ان نجد كتابا يملكون الجرأة لمحاسبة شخصياتنا بدون دوافع شخصية اي ان يكون نقدهم نقدا بناءا من صالح الشعب، وان يقوموا بفضح كل مستور ليس بصالح شعبنا، فربما جوني هو كغيره من الكتاب اصاب بعضا واخطأ في البعض الاخر، ولا نستطيع ان ننكر ان الكتاب كغيرهم من الناس يكتبون بدوافع لا تكون دائما نفسها الدوافع المعلنة فقد يكتب احدهم بدافع الشهرة واخر بدافع التملق لجهة او الانتقام وهكذا.
حقيقة ان ما شدني  اكثر هو استعداده للاعتقال من اجل ارائه(على الرغم من عدم تيقني من نواياه ) وهو شيء قلما نجده في هذه الايام بين ابناء شعبنا  ، وكما تبين فإن البيشمركة لم يستطيعوا ان يؤذوه خوفا من الضجة الاعلامية التي يمكن ان تحدث بسببه خاصة انه يسكن في سهل نينوى وهي الجزء الذي يحاول الاكراد تحسين صورتهم به قدر الامكان ولاسباب معروفة. وانا على يقين لولا حساسية واهمية تلك المنطقة في الوقت الحاضر لما خرج جوني صحيحا معافى من الاعتقال، ان هذا الدرس يعلمنا ان نحسب الوضع السياسي جيدا ونرى ما بيدنا من اوراق قبل اتخاذ القرارات فربما كنا نستطيع زيادة سقف مطاليبنا او المطالبة بمطالب لم يكن بوسعنا في وضع مختلف المطالبة بها، كما ادعو شخصياتنا الدينية ان لا يخافوا من السياسيين وميليشياتهم ان ارادوا الاعتراض على خطأ لانه في كثير من الاحيان لا يستطيع السياسي بسهولة ان يؤذي رجل الدين لما سيسببه ذلك من ضجة محلية وعالمية، بل احيانا حتى الحكومات الدكتاتورية تجد نفسها مضطرة الى حماية رجال الدين لكي لا يتعرضوا الى اذى من قبل المتطرفين ، وليس ذلك حبا بهم بس خوفا من الاحراج امام العالم ، لهذا ادعو الكردينال عمانوئيل دلي وكافة المطارنة ان يكونوا اكثر حزما ولا يتحولوا الى ناطقين بأسم احد فليس هناك قوة بالعراق تجبرهم على قول شيء لا يريدونه ، فقد تلوح لهم بالسيف لكنها لن تستطيع استعامله ، فهم مع رجال الدين كالثعلب الذي كان يهدد الحمامة برمي بيضها من الشجرة والا سيصعد لاكلها وكانت الحمامة كل مرة ترضخ له وترمي ببيضها لانها لم تكن تعلم ان الثعالب لا تستطيع تسلق الاشجار وما اكثر ما وقع مسؤولينا بنفس ما وقعت به الحمامة .



سنان شبلا