المحرر موضوع: ماذا لو دخل مطربونا الانتخابات بقائمة؟  (زيارة 1119 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل abu lojana

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 24
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا لو دخل مطربونا الانتخابات بقائمة؟
بعد ان اقر الدستور العراقي سواءا بايجابياته أو سلبياته لم يعد يهمني الكثير عن عدد ممثلينا في مجلس النواب القادم بالقدر الذي يهمني هو الوجود الرمزي لمن يمثلنا في هذا المجلس العتيد من باب الاثبات فقط في ان الشعب الذي كان صاحب اكبر حضارة في هذه المنطقة لا يزال يتنفس، وحتما ليس تحمسي هذا من باب ان يقوم هذا الممثل سواءا كان الأوحد او هناك من يساعده وان كانوا هؤلاء مقدما سيتهمون بعدم تملكهم للشرعية القومية، بالدفاع عن الحقوق الشرعية لهذا الشعب المغلوب على أمره او بالاستقتال من أجل تغيير بنود الدستور أو بتثقيف هذا الشعب على وسائل ومفاهيم الاختيار الصائب أو بالعمل على نظرية (في كل مرة لن تسلم الجرة) بدلا من ما اختاروه طريقا وكاد ان يفقدنا حتى هذا التمثيل الرمزي، بل جل ما سيعمله ممثلنا هو التجيير المطلق لكل امتياز متوفر هناك من أجل ديمومة اخفاء الحقيقة تحت يافطات مطرزة بالانجازات الوهمية ومصبوغة بصفاء وزكاء دم الشهداء .
عذرا لقد ابتعدت قليلا عن فحوى ما وددت الكتابة فيه ولكن كما عودنا السياسيون بان لكل مقالة من مقدمة فابديت ملاحظاتي السابقة كي لا اصنف ضمن خانة الجهل السياسي، ولكن ووفق سياق ادراكي المتواضع بفنون اللعبة بدا لي وتجلى الدور المتميز والفاعل لمطربينا الأشاوس في دفع الناخبين باتجاه معين وان تفاوت تحمسهم ومناطق عملياتهم بقدر المدفوع له من أجر، فهذا يخاطر بحياته ويتحدى السيارات المفخخة ويزور الوطن المجروح وياخذه الحماس ليقوم بتاليف اغنية قومية ولكنها رقمية اي كما يسمى علميا ديجيتال لاتغلبها الأحاسيس والمشاعر التي تتناغم وصوت مطربنا الانتحاري الرخيم والذي يبدو انه قد اتفق ايضا ليكون اعلانا حيا وضع قبل كل ندوة سياسية لتجميع النفرات وللترفيه عن الحضور بعد ان يكون قد تخدروا من شدة صعوبة فهم البرنامج الانتخابي اثناء الندوة، وذاك الآخر تأخذه الحماسة القومية لأن يفتي بأن من لا ينتخب هذه القائمة فلا يحق له ان يدعي أو يطالب بان يسجل آشوري وذاك وذاك..
ومن خلال هذه المتابعات توصلت الى استنتاج لربما يبدو غريبا واطلب الاعتذار مقدما لكل من يعتبر استنتاجي هذا انتقاصا من قدرات شعبنا السياسية والفكرية، توصلت الى ان شعبنا لا تزال توجهه عواطفه وانفعالاته واحلامه النرجسية اكثر من قدراته على التحليل السياسي والمنطقي للقدرات السياسية من خلال البرامج الانتخابية والمتابعة اليومية لنشاطات السياسيين وتصريحاتهم، فشعبنا لا تزال تتحكم به كلمات اغنية عملا بمقولة العرب الشهيرة (أجمل الشعر أكذبه) اكثر من بيان سياسي يحمل بين ثناياه من الحقيقة والتي لربما تكون في اغلب الاحيان مرة وهذا الأمر حتما هو ما دفعني الى التساؤل الذي جعلته عنوان لمقالتي هذه، ماذا لو كان قد دخل مطربونا الانتخابات بقائمة موحدة؟؟
فقائمة عتيدة من كل مطربي شعبنا السرياني الاشوري الكلداني يتقدمها مطربنا الكبير ايوان آغاسي (هذا طبعا بعد ان يحل ممثلنا الجديد في مجلس النواب اشكالية تبعثرنا بين دول الجوار مثلما وعد في احدى ندواته الانتخابية) وتتسلسل الاسماء تباعا آخذين بنظر الاعتبار التسميات فيأتي ثانيا مثلا ماجد ككا وثالثا يجب ان تكون من الجنس اللطيف فتكون سعاد الياس وهكذا دواليك عمانوئيل بيت يونان وآشور سركيس وجوليانا جندو وجنان ساوا وهيثم يوسف (من أجل جمع الأصوات من غير ابناء شعبنا كونه يغني بالعربية) والقائمة طويلة جدا، مثل هذه القائمة كانت ستكتسح وبقوة وتجلب لنا المقاعد التي نترجاها وخاصة اذا كلف احد قادة الحملات الانتخابية ليكون مبرمج ومخطط حملتها الانتخابية، فكل ما تحتاج اليه مثل هذه القائمة هو توزيع هؤلاء المطربين كل حسب انتمائه أو حسب خصوصية أغانيه على مناطق تواجد شعبنا، فايوان آغاسي كونه رئيس القائمة اولا وكون اغانيه ذات طابع شمولي ثانيا فانه سيغني في كل المناطق وآشور سركيس الى بغداد منطقة الدورة أو كمب الكيلاني وسركون كبرئيل الى منطقة الصناعة وجنان ساوا الى دهوك وسعاد الياس الى عنكاوة  وجوليانا جندو الى مدن وقصبات سهل نينوى بدءا من القوش وانتهاءا ببغديدا وبزيارة خاطفة الى كوري كفانا وولسن ايشا الى منطقة نهلة ولندا جورج الى منطقة النعيرية في بغداد وهيثم يوسف الى مناطق بغداد الشيعية والسنية، عندها لن تكون القائمة العتيدة هذه لا بحاجة الى برنامج انتخابي ولا الى ندوات سياسية ولكن كل ما تحتاجه هو حفلة حتى لو كانت على الرصيف لتلهب المشاعر وتعيد الامجاد وتتحفز الغيرة القومية مما كان سيدفع بابناء شعبنا الى التحمس لها بدلا من الديمقراطية المنشودة والعلمانية الموعودة من خلال اعطاء الاصوات الى علاوي او غيره.
ولكن يبقى التساؤل ماذا كان سيفعل الفائزون في البرلمان القادم؟ حتما فانا اقولها لهم لا عليكم يا احبابنا فالف خطيئة قومية وسياسية يمكن محوها باغنية منمقة مليئة بالأحلام النرجسية، فسيروا الى امام والشعب كله من ورائكم وتجارتكم دائما هي الرائجة ومبيعات اغانيكم ستبقى هي الرائدة.
أليست فكرة جهنمية لربما قد فاتت مطربينا ولكن لابأس يمكن تحقيقها بعد اربع سنوات قادمة اذا بقي الحال كما كان ويمكنني ان اتنبأ لكم تطمينا بان واقع الحال سيبقى صامدا وغير متزحزحا كما كان لأربع عشر سنة الماضية، فهبوا يا مطربينا ولكن عليكم بتكريمي بوضعي في قائمتكم التعويضية كوني أنا صاحب الفكرة وكل عام وانتم بألف خير.