المحرر موضوع: لقد سرقت الورقة الاخيرة من المسيحيين  (زيارة 2273 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سمير القس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 140
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

بقلم سمير القس يونان
   


لقد ترسخ عندي ترسيخ الاقانيم المقدسة الثلاثة ان العراق الجديد بلد ديموقراطي فيدرالي تعددي والعراق للكل والكل للعراق وله تركيب موزائيكي جميل تصان فيه حقوق كل الاطياف والمكونات عبر التاخي والاحترام ورؤية الاخر بحدقتين رحومتين عبر الانسانية والدستور ..ومن خلال المقابلات واللقاءات عبر هذه السنين الطوال أكد المعنيون واصحاب القرار انهم اتوا لاسدال الستار على حقبة سوداء المت بالجميع ضيرا وغبنا وكانت كالجلمود على صدور العراقيين جميعا .. تحمسنا جميعا لمساندة هذه الهيئة المنتخبة وزدنا اصرارا وتمسكا بالعراق وان لم نكن قد قصرنا سابقا تجاهه الا ان بعد التغيير والديمقراطية المرتقبة اعتلت كلمة العراق على الجبين بحروف مضيئة ترى من كل الاصقاع .. لقد عانينا مالم يعانيه غيرنا من الاضطهاد والتهجير والقتل وسلب كل ما لدينا والبرلمان والحكومة يفتحون عينا ويغمضون الاخرى والان يحاسبوننا على بعض المعيارات التي هم سببا في تغييرها وان ثلاثة اعضاء في مجلس محافظتي بغداد والموصل لا نستحقها لعددنا المتضاءل والسبب الحقيقي وراء ذلك هو الهجرة والعزوف عن البقاء في الوطن التي يتمناها كل من صوت ضد المادة 50 .. نحن الاقليات وجودنا ضروري ن لم يكن اساسي في هذا المجتمع وان لم ننهش ونقظم بفكين قويين حادين فاننا نضيف  نكهة خاصة ورونقا جميلا لا اتصور وجودها يكون مصدر ازعاج وقلق لمصالح الغير .. اليس من المنطقي ان تظيف هذه التعددية النزيهة الى الكيان العراقي قوة ومناعة وان نشعر الغير اننا رغم حداثتنا وعمرنا القصير في مجال الديمقراطية فاننا قطعنا منها الكثير ..ولكن سمح بذبح الحمل بمدية عمياء ليكون الالم المصاحب للذبح اقوى من الذبح نفسه ولتطول عملية الذبح والتاوه والنواح لتخترق كل المسامع .. لماذا ايها الاصحاب الاجلاء .. ماذا سيفعل هؤلاء في مجالس محافظات العراق الواسع الشاسع غير اضافة الحب والاخلاص والتفاني للعراق ولتكونوا على يقين انهم لم ولن يشكلوا خطرا على ماتنوون اليه انها الطبطبة على الخد ايها الاعزاء .. وهل مجلسنا بهذه الهشاشة ينقض ماوافق عليه يوم امس لمجرد تدخل بسيط من قبل ممثل الاخوة الايزيدية والخلاف على مكنونة الشبك .. هل تقبلوا ان هذه القشة الخفيفة تقصم ظهر البعير الضخم الذي يجوب الصحراء بطلاقة وله معرفة دقيقة بمواقع الواحات كلها .. نحن الاقليات لا نشكل اي خطر على الثور المذبوح ونحن لا ناكل الا من بقايا المائدة ثم وعلى حين غرة تحجب عنا هذه البقايا والفتاتات ..
اهذا هو وفاءكم لاناس امناء مسالمين بنو الدار ورصفوا الطرق والمسالك بالقرميد واهدوا للعراق القديم والحديث تلك البدايات الحسنة تلك العربات والمسلات وانظمة الري والقوانين والزقورات واسود وايائل التي تكالبت النفوس الان على سرقتها واصبحوا اناس وراء الباب
غير مرغوب فيهم عليهم الرحيل والانزواء في زاوية معتمة . انها وليمة بحق ان يساق الحمل للمقصلة ولم يحتاروا من سيكون السياف لان السيوف كانت مشرعة وبدون غمد لكي لا يتاخروا وتفوت عنهم الفرصة ..لنصوت بنعم اولا لمادة  اتفقنا عليها مسبقا  وهي خاصة بنفر قليل لا يملكون شيئا غير حب الوطن وآهاته وحفظ الوطن كقلادة حفرت الجلد واصبحت جزء من الجسم المثخن  بجراح كلمة العراق .. ان الفيلة دائمة الصراع والمناطحة ولكن بعد هنيهه تعود لتعانق وتغازل تاركة الحشيش المدمر نتيجة ضخامتها وثقلها ... نحن الحشيش يا سادة اتركوه على لونه فتارة تقتلوه واخرى ترشوه بالمبيد وغيرها تسحقوه الا ان تعم الصحراء والبيداء وقد زال الزهو والجمال.. لماذا اقصاء الاخر وتهميش الاخرين لنكن مثل السبحة التي بيدكم وانتم تصوغون القرارات المصيرية فان خرزاتها ضرورية جميعا لا يمكن ان تصل الى احداها دون الاخرى حيث هي دورة حياة متكاملة ليكن عددها 33 و 55 او 99 خرزة فهذه هي المادية الديالكتيكية التي لا ترغبونها ولا تستسيغون سمعها فهي الحياة بحقها. . بقدر هذا الكلام كله واكثر منه اناشد بقية اجزائي واشلائي المتناحرة المتخاصمة التي يسودها التبرم والتراشق والقذف بكلمات وجمل لا تفيد ابدا بل تزيد من الهوه التي خلقها وصنعها لكم غيركم وليعرف الجميع ان الزمن لا يرحم وان الحرية والحقوق لاتمنح بل تؤخذ.. نحن المسالمون لا ناخذها بالقوة حيث لا ايمان بالسلاح والقوة والجبروت والعنوة بل بالتسامح فيما بيننا والوحدة في الدين والجلوس على المائدة المستديرة لا رئيس فيها .. لقد وصل الماء الذقون وقد يجتازه فلنرجم الهوه ونرقع الرداء ونعيد جسور المحبة ولنقل ان المسيح بحبه ودمه وامه وصليبه يكون جامعنا وموحدنا. لنجعل هذه الصفعة ردة فعل قوية لاعادة تنظيم اشلاءنا ونبذ الكراسي والمناصب لاجل الاسم القديم الذي تنادون به بل انتم مغرورون بهذا التاريخ وليكن ذلك ولكنكم تحاولون ازالته بكلتا يداكم وباقدامكم ايضا عبر تناحركم وكراهيتكم الواحد للاخر لتصحوا وتعودوا الى رشدكم فانكم بلا محال نحو الهلاك سائرون .