المحرر موضوع: استقراءات في مقالة السيد جواد السعيد (انتقادات شجاعة لمكتب مفوضية الانتخابات في السويد)  (زيارة 1247 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Saad Faisal

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 استقراءات في مقالة السيد جواد السعيد (انتقادات شجاعة لمكتب مفوضية الانتخابات في السويد)




سعد  فيصل


نشر السيد جواد السعيد مقالاً في 21\12على صفحة موسوعة النهرين  بعنوان (إنتقادات شجاعة  لمكتب مفوضية الأنتخابات في السويد)،وهي مليئة بالأساءات والطعون للحزب الشيوعي العراقي ويعكس الحقد الدفين الذي يملأ كيان هذا الشخص ضد الحزب الشيوعي  ، فهو يتعرض  لنزاهة الشيوعيين وأخلاصهم وشجاعتهم وتأريخهم ، ويتباهى في عصر حرية الراي وحقوق الأنسان  ، بالفتاوى التي  توصم الشيوعيين بـ (الكفر والألحاد) وتحمل في  مضامينها أستباحة  دمائهم لا لشئ سوى لمعتقداتهم وأفكارهم السياسية  ،ويصل في نهاية المطاف الى ان الفكر الشيوعي غريب على الفرد العراقي .

  لو كانت  المقالة قد جاءت  بقلم  مواطن عادي لما أستحقت أية ألتفاتة ، الأ أنها جاءت
بقلم  شخص يمثل بشكل رسمي  أحدى القوى الأساسية في الحكم الحالي  في العراق (الجديد!) ، إلا إن عنوان مقالته لم يأت بما هو يريد  ، وأنما جاء عكس مبتغاه ، فهو كان يريد  من خلال تحفته أن ينال من شجاعة وبسالة ونزاهة وتفاني الشيوعيين من أجل وطنهم وشعبهم ، لكن لجهله جاء العنوان بعكس الغرض الذي كان يرومه ،ووضع بذلك من حيث لا يدري ، وسام آخر من اوسمة الشجاعة التي تزدان بها صدور الشيوعيين .
أود هنا أن أرد على بعض ما جاء في مقالته ، وليس كل ما جاء فيها ، لأن قسم منها لا يستحق الرد عليه.
 
  نعم  وفعلاً قدم الشيوعيون العراقيون  في أستوكهولم ملاحظات وأنتقادات شجاعة وصريحة وجهاً لوجه الي السيد فريد أيارفي لقاء معه في 9\12 وبحضور مدير التعيينات في المفوضية والذي ينتمي الى أحدى القوى الأسلامية المتنفذة حالياً ، و قالوا له بأن المفوضية في السويد تميل الى بعض القوائم الكبيرة  وإن تعيين أغلب الموظفين الذين هم  من التيار الأسلامي لم يكن  بمعزل عن ذلك ، فسيطرة التيار الأسلامي  السياسي الشيعي كان واضحاً في السويد  ، ووضع الشيوعيون كل ذلك أمام السيد فريد أيار بكل صراحة وبدون تملق أو رياء .
 
في تحفته هذه يبرز السيد جواد  حقده الدفين بشكل جلي على الشيوعيين ، ويعيرهم بأن لهم مقعدين في الجمعية الوطنية ، غريب ، مقعدان للشيوعيين والسيد جواد متهستر ! ماذا لو كان لهم  عشرين مقعداً ؟ حتماً كان يفقد صوابه ويخرج الى الشارع وبيده بلطة ليهشم رؤوس المارة عشوائياً !
أما عندما يتعلق الأمر  بالمواطنين المستقلين فهو لا يفرق أو لا يريد أن يفرق بين الميول
والأنتماءات ، فهو يتهم كل العراقيين المتواجدين فــــي السويد بالأنتماء الـــــى الأحزاب السياسية الدينية والعلمانية والقومية ، فحسب منطقه كل من صلى أو دخل الى المسجد فهو منتمي الى أحدى الأحزاب الأسلامية  ، وكل من طالب بفصل الدين عن الدولة  ، وطالب  بأعطاء الدور لمؤسسات المجتمع المدني ، وطالب بالديمقراطية وحقوق الأنسان وحقوق المرأة ، فهو منتمي الى الحزب الشيوعي العراقي ، وكل كوردي اذا أعتز بقوميته ودافع عنها ، فهو منتمي الى احدى الأحزاب القومية الكوردية ، منطق غريب !! فإذا كان في السويد 60 ألف عراقي من الذين بلغوا 18 عاماً من العمر بموجب منطقه منتمين الى الأحزاب السياسية ! فهذا يعني رصيد الأحزاب العراقية  في السويد فقط لاغير أكبر من رصيد........ وبكل بساطة أمحى السيد جواد بذلك كل المستقلين ، فلا يوجد برأيه متدين مستقل ولايساري مستقل ولا محافظ مستقل ولا..ولا !!وبهذا الأمر يسوق السيد جواد نفسه الىمنطق حزب البعث الفاشي ، عندما كان يؤخذ الأنسان لا لأنتمائه لهذا الحزب أو ذاك وليس لجرم سياسي أرتكبه ، وأنما فقط لميوله الدينية أو القومية أو السياسية وبنفس المنطق يحاكم الآن المنظمات والأتحادات الجماهيرية والنسوية والنوادي العراقية في السويد عندما يتهمها بالأنتماء الى الحزب الشيوعي العراقي ، وإذا أوصل القدر هكذا أنسان وبهذه الديدنة الى موقع المسؤولية ، فهل تتكرر انذاك مجازر التصفيات الجسدية في السجون ليس  للمناوئين السياسيين المنتميين الى الأحزاب  فقط ، لا بل لكل من يشك  بميوله اليسارية أو القومية أو الدينية ؟ وهل تتكرر  حينئذ المقابر الجماعية هذه المرة بحق جماهير المحافظات الغربية ؟وهل تتكررالأنفال وحلبجة بحق الشعب الكوردي ؟ فهي مجرد أسئلة  ، لكن الدلائل الأولية  والأستقراء لمفاهيم السيد جواد ا تشير بأن ذلك ممكن  ، ولا يستبعد أن تتكرر بدلاً من قصر النهاية ، قصر الجادرية ! وبدلاً من بيوت صدام المخابراتية السرية في أول عهده هذه المرة السجون السرية ، ولدى أشقاء العقيدة خبرة جيدة ممكن الأستفادة منها.
 
 يقول السيد جواد السعيد بأن الشيوعيين يتهمون الشيعة بألأنتماء الى إيران !!وبأنهم تعلموا ذلك من البعثيين الجدد !! أولاً، البعثيون الجدد و(العتـّك)هم يشكلون الآن القاعدة الأساسية لأطراف رئيسية في قائمة السيد جواد وهم يمارسون نفس ممارساتهم القديمة التي مارسوها أيام الطاغية سواء في الأنتخابات أو في مصادرة حقوق الأخرين أو ترهيب المواطنين أو توجيه الأتهامات جزافاً ، فلا تلبسنا قميصك ،وثانياً ، الشيوعيون لا يتهمون الشيعة بالأنتماء لأيران ، فهم وقفوا ضد كل العمليات المدانة التي اُرتكبت بحق جماهير الشيعة من عمليات التهجير والتصفيات الجسدية ومصادرة أموالهم ووثائقهم العراقية  سواء في التهجير الأول أعوام 70ـ71 أو في التهجير الثاني أثناء الحرب العراقية الأيرانية ، وكان بين هؤلاء المهجرين الألاف من المناضلين ينتمون الى الأحزاب الوطنية ومنها الحزب الشيوعي العراقي ، فلا تجعلوا من أنفسكم ممثلي شيعة العراق ، فشيعة العراق يتوزعون بين جميع الأحزاب العراقية وكانوا ولا يزالوا يشكلون الشبكة الواسعة من الكادر القيادي  في تلك الأحزاب ، فلا يأخذكم زهو بذلك ،فأذا فرضت الظروف الأستثنائية  نفسها بسبب جرائم الطاغية وأعطت الفرصة للنزعة الطائفية بأن تبرز  فهي مؤقتة ، فسرعان ما تنهض الجماهير وتحاكم وتقارن الأحزاب على ضوء برامجها السياسية وليس الطائفية .
  يتهم السيد جواد الشيوعيون بتنكرهم لمبادئهم من أجل حفنة كرونات !! الشيوعيون ليسوا بحاجة الى تزكية السيد جواد فهم معروفون بنزاهتهم وأخلاصهم لمبادئهم  عند أعدائهم قبل أصدقائهم ،و في ظروف كان العراق تحت سيطرة البعث ،والأوضاع كانت مؤهلة لبحر من الأموال مقابل التنازل عن المبادئ ، أبوا ذلك و فضلوا التشرد في بقاع العالم على أن يتنازلوا عن معتقداتهم ، والذين حملوا السلاح على ذرى جبال كوردستان لسنوات طويلة لمقارعة النظام الدكتاتوري كان جلهم من أصحاب الشهادات العليا والكفاءات العلمية ، تركوا وظائفهم المرموقة في الداخل وفي الدول الأخرى، وقسم آخر تركوا مقاعدهم الدراسية وقضوا سنوات من الحرمان ، وكانوا بين الآفتين ، النيران الأيرانية من جهة ونيران الدكتاتورية من جهة أخرى ، كل ذلك ليس من أجل حفنة (تومانات) بل لأجل الحفاظ على كرامتهم ، وفي المهجر فضلوا كل الأعمال ، رغم شهاداتهم وكفاءاتهم لكسب لقمة العيش الشريفة على التسكع في (كوجّي مروّي)للتضارب بالسوق السوداء وأبتزاز المواطنين العراقيين المنكوبين الذين كانوا في امسِّ الحاجة الى الوثائق المزورة للنجاة من جحيم الفردوس ، أو  التحايل للحصول على المساعدات الأجتماعية (سوسيال بيدراك) في دول اللجؤ ، فهؤلاء هم الشيوعيون الذين فضلوا  أن يعانوا  من شظف العيش على طريقة أبوذر الغفاري من أن يعيشوا في نعيم مذل .
  يقول السيد جواد بأن الشيوعيين لا يمتلكون الشجاعة كي يقولوا ان هناك عناصر كوردية  غير مستقلة قد تواجدت في المفوضية ...الخ ثم يضيف بأنهم أي( الشيوعيين ) يذكرونهم أي (الأكراد) بكل السيئات في جلساتهم الخاصة  ، يا له من دورٍ منافق ، لا أعرف أين جلس مع الشيوعيين كي يعرف ذلك وهو يرتعب عندما يرى شيوعي !! فكيف يجالسهم ؟!! الأخوة الأكراد واثقين من أنفسهم ومن جماهيرهم ومن أصدقائهم وهم ليسوا بحاجة الى اللف والدوران ، وهم يعرفون الشيوعيين وتاريخهم ولهم نضالات مشتركة على مدى أكثر من نصف قرن وليسوا بحاجة الى أقاويل السيد جواد ، فالمجازر التي اُرتكبت بحق بني جلدتهم في كوردستان إيران لازالت طرية في أذهانهم لا يمحوها  الكلام المعسول  .
  ويقول بأنهم أي ( الشيوعيين ) يتملقون للسفير خوفاً من أستفزازه !! نحن نحترم السفير العراقي لأنه يمثل بلدنا أولاً ، وثانياً أنه أنسان مناضل ، ناضل وكافح ضد النظام الدكتاتوري ، وثالثاً أن صدره واسع ويتحمل هموم المواطنين العراقيين وكل الأطياف  السياسية للمجتمع العراقي ، نتعامل  معه كصديق وليس كمسؤول ، فهو ليس بحاجة الى التملق .
 
يردد السيد جواد نفس نغمة البعث ، سبحان الله ، كل المعادين للشيوعية لديهم النغمة نفسها من ان الحزب الشيوعي أصبح فكراً غريباً على الفرد العراقي !!!
يقول الأستاذ اسحاق نقاش في كتابه (شيعة العراق ) ..كانت الشيوعية أشد جاذبيةً للشباب الشيعة نظراُ لتأكيدها على المساوات بين الطبقات في البلاد وفئاتها العرقية والطائفية المختلفة وكذلك لصواب حلولها المطلوبة لتغيير الأوضاع الأقتصادية و الأجتماعية و السياسية في العراق ...!
 نعم يعتز الحزب الشيوعي العراقي بنفوذه وتنظيماته الواسعة في المدن الشيعية ، التي كانت على الدوام من أعمدة الحزب الرئيسية ، ورافداُ من الروافد التي تغذيه بالنخب الرائعة من كوادره القيادية ويفتخر بأمجاده وبشهدائه الذين كان جلهم ينحدر من المدن الشيعية  وكانت لمدينتي النجف وكربلاء المقدستين رصيد كبير بين هؤلاء الشهداء ، وهل المناداة بالأفكار الثورية للأمام علي (ع) وأصحابه عن العدالة الأجتماعية والمساوات بين طبقات الأمة ومصادرة الأموال التي اًخذت من بيت مال المسلمين عن غير حق والمطالبة  بأستخدام  بيت المال  لصالح  الفقراء والمحتاجين بدلاُ  من الأغنياء،  والمساوات بين الأعراق المختلفة  من العرب والموالي وأحترام  الأديان الأخرى ومنع أضطهاد  الناس بسبب أجناسهم  وأديانهم  وطوائفهم ، هل التنادي  بتلك الأفكار  الثورية  فكراً غريباً ؟؟ أم الغريب  أن تختزل  تلك الأفكار عند البعض الى لطم الصدور و...
 وهل يحتاج المرء وهو يرى باُم عينيه  ما يفعله التكفيريون وأذنابهم بحق الأبرياء على مجرد الهوية والأنتماء الطائفي  ويرى الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية والتصفيات الجسدية في سجون العهد المباد وأستعمال الغازات السامة ...الخ هل يحتاج الى المزيد من سفك دماء العراقيين وقتل  النفس البشرية  في عصر التطلع نحو الحرية  وحقوق الأنسان ليكف عن التباهي  في  أستباحة حرمة الانسان العراقي ، وليعلم البعض ان لكل ظروف استثنائية افرازاتها الوقتية .