أعلان جمعية نينوى الاشورية في الدانمارك حول ألغاء حفلها المزمع عقده في 25 . 10 . 2008
وذلك بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها أبناء شعبنا في الموصل وتهجيرهم ألقسري،
وبسبب الموت المفاجئ الذي ألم بواحد من مواطنينا الشباب القادمين الجدد عصام قرياقوس خوشابا 31 سنة والذي كان قد وصل الى الدانمارك منذ ستة أشهر كطالب لجوء وكان قد حصل على موافقة اللجوء قبل شهرين وكان بصدد القيام بأجراءات لمعاملة لم شمل لزوجته بتول أوشانا وأبنتيه بيرتا البالغة 7 سنوات وماريانا البالغة 5 سنوات.
حيث وافت المنية ابن شعبنا الشاب عصام قرياقوس خوشابا بشكل مفاجئ نتيجة جلطة قلبية صباح يوم 14 . 10 .2008 .
حيث بكى عصام كافة أصدقاءه الجدد في منطقة سكنه الجديدة في هينروب. واصيبوا بصدمة قوية حيث كانوا معه مساءا نفس الليلة ليخففوا عنه الم بعده عن عائلته الصغيرة الذي كان يعد الايام لملتقاهم مرة أخرة وكان على موعد مع البلدية في اليوم نفسه 14 .10 لبدء اجراءات لم الشمل حين أصابتة الجلطة وهو في بيته الجميل المكون من ثلاث غرف وصالة وملحقاته الذي منحته له الدولة وكانت تعد العدة معه لاستقبال عائلته وتساعده في تجهيز كل شئ عندما تصل عائلته.
ولكن أنه لمن المؤلم جداً ان نرى شبابنا يرحلون صغاراً وذلك لان الظروف التي مروا بها. وكان عصام قد مر بها أيضاً لم تكن بالسهلة وكانت جداً عصيبة وصعبة لما تتطلبه من طول بال وصبر وقوة ارادة وتحمل وتضحيات بالانفصال عن العائلة والوحدة والتأثيرات النفسية التي تصاحبها من جراء كل الظروف الصعبة التي مر بها اخونا عصام وعندما وصل الى بر الامان سمح لنفسه بالارتخاء وماكان ليستمع الى صوت وخزات قلبه التي كان من الممكن انه يعللها من انها الام الفراق عن حبيبته وزوجته وأبنتيه.
فتألم كافة أبناء شعبنا لموت عصام المفاجئ وكذلك الدانماركيين والعاملين في البلدية التي يقيم فيها.
وحيث انه بقبول عصام كلاجئ سياسي معنى ذلك انه أصبحت الدانمارك مسؤولة عنه وعن عائلته وعليها بمساعدتهم بكل مايحتاجون من نفقات للعيش الكريم وتأهيلهم الى ان يستطيعوا الوقوف على ارجلهم مرة اخرى وكسب رزقهم من عرق جبينهم.
وهكذا لم تترك حكومة الدانمارك زوجة عصام بتول وابنتيه فقد وصلت بتول وبيرتا وماريانا البارحة 22 . 10 . 2008 الى الدانمارك حيث قامت الدانمارك بكل اجراءات مجيئهم. وهكذا وصل أيضاً أخو المرحوم عصام، أشور من اليونان لتشييع أخوه الى مثواه الاخير في مدينة أورهس الذي سيتم غداً الجمعة الساعة الثالثة ظهراً في مقبرة فيسترا كيركيه كورد في أورهس.
ونحن نتسائل لو كانت ألمت المصيبة هذه ببتول وهي في وطننا ألعراق فماذا كان سيكون مصيرها ومصير بنتيها وهل كان هناك من بلدية كانت ستحتضنها وتجفف عنها احزانها وتضمن لها العيش الكريم بكرامة وعزة أنسانية.
وهنا لابد لنا أن نتسائل ماذا ألم بعوائل شهدائنا الجدد هؤلاء الذي لااتذكر الان عددهم ان كانوا 11 او 14 الذين سقطوا في الموصل برصاص خونة الشعب من يهتم بعوائلهم ومن يجفف دموعهم ومن هب لنجدتهم. وهل عملت الدولة كل مافي وسعها لكشف اذا لم يكن للثائر لمقتل ابناءها من جلاديهم. فمابالكم بضمان عيشهم الكريم بعزة نفس انسانية وبدون ان يحسوا انهم فعلاً لاجئين مشردين حينما يقفوا في طابور المساعدات لتلقي المعونات. ونحن اللاجئين هنا في الدانمارك لم نقف ولا يوم واحد ولا ساعة واحدة في الطابور ونحن ايضاً كنا مشردين ولاجئين. وانما كانت كرامتنا الانسانية محفوظة وكانت معوناتنا الشهرية ترسل الى حساب في البنك خاص بنا قامت الدولة بفتحه لنا.
فمتى سندخل في طابور الحضارة ياسادة ياكرام.. هل من مجيب على سؤالنا ونوجه سؤالنا الى اكبر رأس في الولة ونزولاً عند اقدام أصغرهم عسى من مجيب.
لذا نحن نعتذر من ابناء شعبنا وممن كانوا قد حجزوا للحفل منذ مدة. فشعبنا يمزق ويهان ويطرد ويشرد وقلوبنا تخفق بقوة الى درجة اننا نشعر من انها ستتوقف مثل قلب عصام لما نتألم لما يصيب ابناء شعبنا في الوطن.
لذا أرتأت الهيئة الادارية لجمعية نينوى الاشورية ألغاء الحفل الذي كان مزمع اقامته بعد غد المصادف 25 . 10 . 2008
المجد والخلود لشهداء الموصل الجدد.
الصبر والسلوان لعزيزتنا الجديدة في الدانمارك بتول اوشانا وبنتيها بيرتا وماريانا ونقول لابناء شعبنا هنا في الدانمارك، انه ينتظر من الجميع تقديم كل ما بوسعهم من مساعدة وتضامن وأحتضان ودعم لاختنا بتول وأبنتيها التي كانت مؤكد تمني نفسها بلقاء عرسي جديد مع شريك حياتها عصام لتبدأ مشوار حياتها معه من جديد. ومؤكد انه ما كان يخطر في بالها أبداً ان تقبله وتلقي عليه نظرة الوداع الاخيرة من تابوته.
ألصبر والسلوان لاخت عصام وعمته وأبناء وبنات عمته وأقاربه المتواجدين في الدانمارك.
جمعية نينوى الاشورية في الدانمارك
23 . 10 . 2008
