المحرر موضوع: غموض يكتنف المسؤولين عن تهجير المسيحيين العراقيين  (زيارة 2060 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Sabah Yalda

  • الاداري الذهبي
  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 32867
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
غموض يكتنف المسؤولين عن تهجير المسيحيين العراقيين

الموصل      الحياة     - 24/10/08//

في حي هادئ حيث تطل الأشجار والورود من فوق أسوار الحدائق، تتناثر بقايا أصص زهور محطمة، قرب كتل من الخرسانة والتراب، هذا كل ما تبقى من منزل أسرة مسيحية فجر هذا الشهر. وعلى مقربة منه تلمح العين أطلال منزلين آخرين لعائلتين مسيحيتين ولم يبق سوى الانقاض تحتهما.
فجرت المنازل الثلاثة بفارق دقائق قليلة، في إطار حملة العنف التي تسببت في نزوح 1500عائلة مسيحية من الموصل التي تعد واحدة من أكثر المدن العراقية تنوعا من الناحيتين العرقية والدينية. ويقول جيران أصحاب المنازل الثلاثة ان مجهولين أنذروهم  بالمغادرة قبل دقائق من تدمير منازلهم.
والهجمات والتهديدات التي استهدفت المسيحيين تسببت في رد فعل امتد من بغداد الى الفاتيكان والى الأمم المتحدة.
وسلطت أعمال العنف الاضواء على مأساة أقلية دينية يقدر عددها بمئات الآلاف في العراق الذي يشكل المسلمون غالبية سكانه الساحقة، وكشفت التصدعات في بلاد أدى التنوع العرقي فيها الى توازن دقيق للقوى.
وتقدر السلطات المحلية ان هناك مبالغة في المخاوف من موجة أعمال العنف ضد المسيحيين بهدف اثارة الذعر. وتتوقع عودة العائلات الى بيوتها سريعا.
وقال زهير محسن الأعرجي، رئيس بلدية الموصل ان 35 عائلة مسيحية على الاقل عادت. وأضاف ان وسائل الإعلام بالغت في تصوير حادث أو حادثين، مؤكدا أنه على ثقة من أن العائلات المسيحية ستعود وتحيا حياة طبيعية وان أحدا لن يهاجمها. والأعرجي أحد أفراد طائفة الشبك وهي أقلية عراقية صغيرة العدد.
وأعلن الجيش الاميركي ايضا ان أعمال العنف ربما شهدت تضخيما في اطار محاولة لإثارة التوترات. واجتمع رئيس الوزراء نوري المالكي مع زعماء مسيحيين وكرر وعده بحمايتهم. وجاء في بيان لمكتب المالكي انه وعد بمعاقبة الجماعات التي تقف وراء نزوح المسيحيين ومحاسبة الاطراف التي تقف وراء العناصر المسلحة.
وكان أعلن مقتل حوالي 12 مسيحيا، ولكن القوات الاميركية تقول انه لا يمكن التحقق من عدد الهجمات.
والتزم المسؤولون العراقيون الحذر في إلقاء المسؤولية. ففي الموصل الكل يتحدث عن مؤامرات خفية ومتآمرين مجهولين. وقال الأعرجي ان جماعات معينة تستغل التصعيد ضد المسيحيين لتنفيذ مخططاتها متعهداً كشف هذه الجماعات قريبا.
وأكد بيان المالكي ان ما يتعرض له المسيحيون في الموصل «جزء من مخطط سياسي» لكنه لم يوضح من يقف وراء المخطط المقصود.
وألقى البريغادير جنرال توني توماس، قائد القوات الاميركية في الموصل مسؤولية الهجمات على متشددين إسلاميين من السنة. وتكافح القوات الاميركية والعراقية للقضاء على التمرد في المدينة بينما يتراجع العنف على المستوى القومي. ويشير آخرون، بينهم مسيحيون كثيرون في صمت، بأصابع الاتهام الى الأكراد الذين يسيطرون على المجلس الاقليمي. ويقول البعض ان الاكراد يريدون اظهار أنه لا يمكن السيطرة على الموصل من دونهم.
وقد تشهد الانتخابات الاقليمية المقررة نهاية كانون الثاني (يناير) تقليص سلطتهم في الاقليم عندما يشارك فيها العرب للمرة الاولى، بعد أن قاطع كثير منهم الانتخابات الماضية.
وكانت مسودة أولية لقانون الانتخاب تضمن للمسيحيين عدداً صغيراً من المقاعد في المجلس الإقليمي لكن البرلمان ألغى هذه الحصة الشهر الماضي مما دفع بعض المسيحيين للتظاهر في الشوارع. ويقول مسؤولون أميركيون ان عودة المسيحيين قد تتطلب شهوراً، على رغم تطمينات رئيس البلدية.
وقال الاب جبرائيل توما، وهو كاهن في دير قريب من الموصل لاذ به بعض العائلات، «انها مستعدة للعودة شرط توافر الامن»، مضيفا أنهم «في انتظار أن تفعل السلطات المركزية شيئا».


http://www.daralhayat.com/arab_news/levant_news/10-2008/Article-20081023-2b3238c8-c0a8-10ed-00aa-b9bd358941a5/story.html
مرحبآ بكم في منتديات عنكاوا كوم