المحرر موضوع: ناكرُ الجميلِ لا يصنع جميلا  (زيارة 1118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ADNAN FARIS

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 49
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

ناكرُ الجميلِ لا يصنع جميلا

المشكلة الاساسية في الانتخابات العراقية الاخيرة والتي، كما في سابقتها، هي ان قائمة الائتلاف الشيعي قد دخلت الانتخابات رافعة لواء التمثيل الطائفي على انها تمثل شيعة العراق وعلى أن انكسارها المرتقب في الانتخابات انما هو انكسار للمذهب الشيعي!؟.. أيُّ تضليلٍ وأيّ إذكاءٍ للروح الطائفية هذا!.. أيُّة مساهمة هذه في افشاء التغبية السياسية بين اوساط شيعة العراق!
لقد اتسم سلوك وفعاليات قائمة الائتلاف الشيعي (الموحد سابقاً والمتشرذم حالياً) منذ قيامها ومن ثم تولي هذه القائمة رئاسة الحكومة وأكثرية الحقائب الوزارية للفترة الانتقالية، اتسم بشيئين اساسيين: اولهما الالتفاف حول الديمقراطية واشاعة النفس الطائفي واغراق البلد بالمظاهر الطائفية في محاولة لإفراغ عملية اسقاط نظام صدام حسين من محتواها الديمقراطي واستبدالها بمحتوىً طائفي (مظلومية الاغلبية الشيعية).. وثانيهما التضحية والتفريط بالتحالف الاستراتيجي مع الاميركيين، صانعي العراق الجديد، لصالح الولاء الطائفي لايران وذلك من خلال التستر على تدخلات ايران ودسائسها ضد ديمقراطية العراق الجديد الى حد ان الناطقين باسم قائمة الائتلاف، وهم كُثرُ، يطالبون قوات التحالف التحريرية ويطالبون حتى الشعب العراقي ( !؟ ) بالأدلة والبراهين على التدخل الايراني في شؤون العراق!
ناهيك عن الزرقاوي وما تحصل عليه عصاباته من دعم متنوع من لدن النظام الايراني.. فان مجاميع الجندرمة الشيعية، الكبيرة منها والصغيرة، المنتشرة والمتحكمة في وسط وجنوب العراق والتي بعضها تأسس في ايران أصلاً ودخل العراق بعد سقوط صدام وبعضها الآخر تأسس في العراق بعد سقوط صدام!؟ .. من هو المُعيل وماهو الهدف؟... ماذا يعني أن السيد هاشمي رفسنجاني أحد قادة النظام الايراني يحذر من التزوير في الانتخابات العراقية الاخيرة التي اعتبرها لاحقاً "نصراً لايران والعراق"!!!... التزوير الذي حذر منه رفسنجاني و تخوّف منه قادة قائمة الائتلاف قد وقع فعلاً ولكنه من قبل ميليشيات وفيالق قائمة الائتلاف نفسها بدلالة ال 1100 شكوى المقدمة من قبل بقية القوائم والكتل السياسية الى المفوضية العليا والتي أقرّ مديرها العام السيد علاء اللامي  بخطورة وجدية 20 شكوى موثّقة وأنها قد تؤدى الى إعادة الانتخابات في العديد من المراكز الانتخابية.
ان الذي يفعله قادة ومشايخ قائمة الائتلاف انما هو تفريط بالطموح الديمقراطي للعراقيين وهو دعم لعدوانية النظام الايراني ضد امن واسقرار العراق وضد السلام والديمقراطية في العراق وفي عموم المنطقة... ماذا يعني أن قائمة الائتلاف تكذب تقارير وتأكيدات الحلفاء الاميركيين والبريطانيين على حقيقة التورط الايراني في الشأن السياسي العراقي.. لماذا هذه القائمة تتجاهل بل وتحاول قمع العراقيين انفسهم عندما يتذمرون ويعبرون عن شجبهم وإدانتهم للتدخل الايراني المتنوع والفاضح في شؤون بلدهم.. لماذا صعّد قادة قائمة الائتلاف ووسائل اعلامهم وفي هذه الايام بالذات من تركيزهم على ضرورة التخلص من الوجود الاجنبي ووجوب انهاء الاحتلال؟.. دُلونا على مشكلة واحدة من مشكلات العراق العديدة والمتزايدة يتوقف حلها على رحيل القوات الاجنبية وإنهاء الاحتلال.. أي ّ نفعٍ للعراقيين، وللشيعة منهم باذات، جرّاء محاولات التستر على نوايا ودسائس النظام الايراني العدوانية ضد العراق الجديد وأهله؟.. بدلاً من أن يطالبوا أنفسهم ببناء نُصب تذكاري لجنود التحرير من قوات التحالف وفي مقدمتهم الجنود الاميركان الذين ضحوا بحياتهم كي يشفوا غليل الشعب العراقي من نظام صدام وبعثه والأن يساعدونه في البناء والاعمار.. نراهم يتنكرون للجميل وينعتون المحررين بالمحتلين!
لقد استغل قادة وشيوخ وأغوات قائمة الائتلاف الشيعي التفجيرات الارهابية الأخيرة في مدينة كربلاء، التي لم يعلن أحد مسؤوليته عنها لحد الآن، ليصبوا جام غضبهم وبغير مناسبة على قوات الحلفاء الاميركيين بدعوى أن هذه القوات وبالتواطؤ (!!؟؟) مع قوى سياسية عراقية (؟) هي المسؤولة عن العمليات الارهابية في العراق (هكذا).. انهم بذلك يُبعدون الشبهات عن الدور الايراني في تأسيس واستمرار الارهاب ضد العراق وشعبه وما تقدمه ايران من دعم وإسناد لعصابات الزرقاوي وفلول النظام السابق المندحر.. كما يتسترون بنفس الوقت على الدور التخريبي لفصائل وعصابات الجندرمة الشيعية ضد أمن واستقرار العراق. والآن يهدّدون بإعلان النتائج النهائية للانتخابات المزورة قبل أن تعلن نتائج التحقيق الدولي بشأن التجاوزات والتزويرات التي رافقت الانتخابات الأخيرة!
  الانتخابات العراقية بكانونيها الثاني والاول من العام 2005 تمت وفق استحقاق طائفي وليس وفق استحقاق سياسي ولذلك نرى أن (الفائزين) في الانتخابات الاولى فشلوا فشلاً ذريعاً في ارساءأسس البناء السياسي الذي ينشده العراقيون بعد سقوط نظام صدام وبعثه.. وهم انفسهم هؤلاء (الفائزون) في الانتخابات الثانية وقبل ان تظهر النتائج الرسمية والنهائية نراهم يرفعون ألوية وشعارات التوافق الطائفي تحت خيمة الاغلبية الطائفية مما حدا بقوى الحرية والديمقراطية والسلام الاجتماعي الى تجميع صفوفها في جبهة "مرام.. مؤتمر رافضي الانتخابات المزورة" التي تدعو وتعمل من اجل تأسيس تحالف سياسي وطني ديمقراطي عريض موالٍ للعراق واهله وفي سبيل إخماد أنفاس الطائفية البغيضة ووضع حد للتجارة بالدين على حساب المصالح العليا للشعب العراقي!

عدنان فارس
adnanfares_1@hotmail.com
7 / 1 / 2006