أصل تسمية "الكلدان"
هي المقدّمة لمعرفة مدلول لفظة العرب
الباحث/يوسف ككّا
أسئلة كثيرة تطرح نفسها على جميع الأصعده، وفي كل مضامير الدراسات السابقة وخاصة عن الاسماء التي لا زالت غير معروفة على وجه التحديد، هذا فضلا عن العديد من الوثائق التي كتبت عن أصل تسمية الاقوام وصلتنا ناقصة من بعض المصادر، لذلك ينبغي مواصلة العمل لإخراج هذه المسألة من إطارها الاسطوري القديم والإستعانة بعلم اللغات الذي وحده يستطيع أن يعيد لنا المنهاج العلمي الصحيح لموضوع بحثنا, ومن ضمنه أصل تسمية الكلدان التي تعني بالأشورية (المنطقه الحارة),, ففي عهد الكلدانيين كانت هذه المنطقه مقسّمه حسب طبيعتها المناخية الى قسمين (شومير) في الجنوب وهي المنطقة المشمسه و(أكاد) في المنطقة الوسطى, اي التي تبدأ بشريط حدودي من منطقة سامراء مرورا ببغداد والفرات الأوسط حتى الأهواز والبصره, وتعتبر هذه المناطق حارة جدا فيما لو قارناها بالمنطقة الجبلية, أي شمال العراق. ولما كان العراق القديم يسكنه شعب واحد وقومية واحده أي الكلدواشوريون, جاءت هذه الأسماء معبّره عن طبيعة بلاد ما بين النهرين الجغرافية والمناخية, فالشماليون عرفوا ب ( أطورايا), ومعناها سكنة الجبال أو المنطقة الجبليه, أما سكان المنطقة الوسطى والجنوبية ولكونها حارة عرفوا ب (( قال _ تا _ اني)) , ومعناها المنطقة الحارة التي تحرق الساكنين فيها , والتسمية من أصل فعل (قلايا) بالاشورية ومنها يقلي ,وأشتق منها ( CALDA) باللاتينية القديمة ومعناها المنطقة الحاره.
إذا أردنا أن نحيط علما بماهية الأرض المزروعة أو القابلة للزراعة,والأرض المتروكه بسبب طبيعتها الصحراويه أو الرمليه, يجب أن نلاحظ علاقة كل منهما بالحدث الذي جعل من طبيعة هذه الارض أو تلك الفاظا أو أسماء ذات مدلول خاص. ولكي لا ننزلق الى الفهم الحرفي لهذه الألفاظ أو الكلمات, وجب علينا إستعمال طريق التصنيف للأسماء متوخين من ذلك الصدق والأمانة كقولنا: ( أرا _ بشتا ) ومعناها : الأرض المتروكه بسبب طبيعتها الرملية أو الصحراوية كما قلت.
أما الأرض التي سكنها الإنسان والقابلة للزراعة , أو التي زرعها فعلا لإحتوائها على التربة الصالحه ,أطلق عليها أجدادنا الأشوريون :
( أرا – بلـّخ) بتشديد اللام, معناها :الأرض القابله للزراعة, أو الأرض التي تخضع لإرادة الإنسان أو نحوها ومن أصل هذه اللفظه أو الجمله أشتقت كلمة أو لفظة (ARAABLL ) باللغات الغربية , ومعناها الأرض المزروعة أو القابلة للزراعة أيضا.
أما لفظة "أرا _بشتا" والتي ورد ذكرها من قبل، فهي تتكون من مقطعين , الأول "أرا" ومنها "أرض" بالعربية (EARTH) باللغات الغربية.
والمقطع الثاني هو (بشتا) ومعناها المتروكه, أو المهمله أو نحوها, لذا فإن المعنى الحقيقي لهذه الأسماء يكون ناتجا من خلال عملية الفصل أو الفرز التي فرضتها الطبيعة على هذه الارض أو تلك. إلا أن الأقوام القديمه التي سكنت بمحاذات هذه الاراضي أعطتها مدلولات مختلفة عن طريق لغتهم, وخاصة لغة الاشورييين الذين وُجدوا في هذه الارض قبل غيرهم.
وبفعل هذه العوامل أشتق أسم العراق أيضا, بإعتباره من الاراضي التي تكثر فيها المياه والتربة الصالحه للزراعة., هذا من ناحيه, ومن الناحيه الأخرى إستطاع سكان بلاد ما بين النهرين زراعة ما تبقى من الأراضي حتى أصبحت أرض العراق خضراء من شماله الى جنوبه, ومثل هذه الاراضي نطلق عليها بالأشورية (إيرقل) للعراق , وتلفظ (إيرقلا) للأرض ومنها أشتق أسم العراق. ومعناها الارض الخضراء , لأن اللغة الاشورية وكما قلت في السابق’ غالبا ما تحشو العين بالالف مثل ( أربايا) بدلا من عربايا, وإيرقل بدلا من عراق.
كما جاءت تسمية الورق من نفس المصدر كقولنا أورق الشجر: ظهر ورقه ومنها يرق و تورّق وإ رقاقا" بالعربية. وعلى اساس هذه القاعدة اللغوية, لم نجد حرف العين في المندائية التي ترجع الى ما يسمى بالارامية, ومما يتضح, ان حرف العين لم يكن له وجود في السامية ولا في الهندواوربية, ,أول من إستعمله هم أهل بلاد ما بين النهرين في نهاية الألف الأول قبل الميلاد لأنه من الحروف الصعبة , أي الحلقية. إلا أن ظهوره في اللغه الاشورية أملته الضرورة النطقية, وهي مسألة طبيعيه يوكدها علم المنطق شأنه شأن الحروف الجديده في الأنكليزيه التي ترجع أصولها الى اللاتينيه.
ونجد في المنجد لفظة( أرب) تعني الكبير أو الانسان العاقل, واصل هذه اللفظه هو (( أ + رابا )) ومعناها الكبير بالاشورية, أي أصبح عاقلا ومنها (أرابا ) ولفظة تأرّب هي من نفس المصدر, مثل أن نقول بالأشوريه ( دها رابا ) و معناها أصبح عاقلا بعد ان كبر, وحينما نشددّ حرف الراء في لفظة أرب أربا , معناها أربعه بالاشورية أيضا (أربا) مثل أرّب الشاة , أي قطعها "اربا اربا" , أي جَعَلها أربعة قطع.
ان التباعد الذي حصل بهذه الصورة بين المعنيين الأصلي والجديث للاقوام قد إسترعى إهتمام الباحثين لموضوع الأقوام القديمه, وأنا واحد منهم, مع الإختلاف الكبير بين ما يكتبه القومي المتعصب, والباحث الذي يكتب الحقائق التاريخيه مدعومه بالأسانيد الثبوتيه وعلم المنطق. وعندما تصفحت المعاجم اليونانية عن هذه الأسماء , تأكدّ لي صحة الموضوع الذي نحن بصدده, وذلك لأن مصادر الأغريق لا يرقى عليها شك لأنهم كانوا قد حكموا منطقة الشرق الاوسط سنوات كثيره, لا بل هم الذين وضعوا الكثير من التسميات على المناطق التي كانت ضمن إمبراطورياتهم, مثل اللاذقية والأسكندرية ونهر الكومل في العراق نسبة الى المعركة التي خسر فيها الفرس والمسماة (كاموتو) من الفعل كمأ, أي سحق و دمّر , اي (كماء) الكلدواشورية والتي تعني ذهب من دون رجعة, ومنها مكموع بالعربية. أما ما يخص إسم العرب باليونانية فهو على النحو التالي:
أولا: إن لفظة (أرا) معناها : بناءً عليه, وهي من اصل ( هر + أ ) بالاشوريه نلفظها حاليا ( هر أذي) .
ثانيا: ان لفظة ARABASO باليونانيه وتقرا ب أراباسو تعني عرب , وكما تفسر في القاموس اليوناني كما قلت, مما جلب إنتباهي عن الحروف الزائده التي أدغمت في لفظة عرب المكونّه من ثلاث حروف, حتى أن الباحث اللغوي يشكك في أمر هذا الإدغام ومن ثم التسمية.
ثالثا: ان لفظة ARABOSITOS تلفظ ارابوسيتوس , معناها الذره باليونانية.
رابعا: ان لفظة ARBOURKHIMA تلفظ ارابورخيما ومعناها بناء مزخرف, أو الزخرفة.
خامسا: أن لفظة ARAA( وبين الحرفين الاخيرين يوجد حرف يرمز الى الدال على شكل مثلث يصعب علي طباعته) وتلفظ ارادا أو بالاحرى أراثا بالاشورية , ومعناها بالانكليزية to arrange in line أي الخطوط الأرضية المزروعة وهي الارض المطلّه على الماء وهي أراثا بالاشورية أيضا.
سادسا: ان لفظة ARADEUSIMOS تلفظ اراديوّسيموس معناها أرض قابله للسقي او قابله للري او نحوها.
إنّ جميع الألفاظ التي ذكرناها, سواء كانت اشورية, لاتينية, انكليزية أو يونانيه فإنها ترمزالى الأرض أي المكان,أي أنها لا تعني الانسان,, ومن الطبيعي أن نجد في الخرائط القديمة ما يثبت بأن المنطقة التي تبدأ من جنوب مدينة بابل مرورا بالأراضي السعودية, كانت خالية من المدن, ولم يذكر التاريخ إن كان فيها أحداث أجتماعية وسياسية وعسكرية, وخاصة في عهد السلوقيين أحفاد إسكندر العظيم الذي شملت فتوحاته ثلاث قارات.
وفيما إذا تتبّعنا خريطة الأغريق في عهد أسكندر, نجد فيها مدينة بابل, وقد توفي فيها, كما نجد في هذه الخريطة سوريا الكبرى , والتي كانت مركز الأحداث في ذلك الوقت.
يقول الكاتب أحمد سوسه(عضو المجمع العراقي سابقا)وهو يهودي الأصل إستعرب بالقوة, وصاحب كتاب حضارة العرب ومراحل تطورها ما نصه أن اقدم ذكر للفظة عرب ورد في الكتابات الاشورية, وأقدم إشارة الى العرب وصلت الينا من المدوّنات القديمة من نفس الملك الاشوري شلمنصر الثالث (860 _825 ق.م ) ثم يستطرد الكاتب قائلا : "ولما كان من الصعب ضبط كيفية النطق بهذه الكلمات من النصوص الاشوريه التي لم تحرّك المقاطع, فقد اختلف العلماء في كيفية النطق بهذه الكلمة, فقرأت عروب وعريبو وعربي ,,الى أخره".
أما في التوراة وكما يقول الكاتب نفسه,فقد وردت لفظة عرب مرادفة للبداوة او ساكن البادية,ومن نفس الكتاب صفحة 58 وردت لفظة أرباية في نص فارس باللغة الأخمينية يعود الى زمن داريوس 512 ق.م . هذا ما أورده أحمد سوسه عن اصل تسمية العرب في كتابه المذكور.
ومما هو جدير بالإنتباه عن أحمد سوسه, أنه كان أكثر حماسا وتعصبا للقومية العربية من باقي الكتّاب العراقيين,شأنه شأن ساطع الحصري الذي يقول في كتابه "أبحاث مختارة في القومية العربية" ص 57 ما نصّه: "ان كل من ينتسب الى البلاد العربية ويتكلم اللغة العربية هو عربي, سواء كان مسلما أومسيحيا,وسواء كان سنيا أم جعفريا أم درزيا, وسواء كان كاثوليكيا او بروتستانتيا فهو من ابناء العروبة"وفي صفحة 37 يقول : "إن العوامل التي تؤثر في تكوين الأمه, وتميزها عن باقي الامم هو العامل الديني, لأن الدين يولد نوعا من الوحدة في شعور الأفراد الذين ينتمون اليه".
وفي صفحة 12 من نفس الكتاب يقول: " فلنلق نظرة سريعة على ماضي الامة العربية, لنترك جانبا ما يعود منه للتاريخ القديم ولنغض النظر عن الأدوار الهامة التي لعبتها الشعوب في تاريخ حضارة الشعوب التي نزحت من الجزيرة العربية في مختلف العصور, ولنقف قليلا أمام الوثبة الكبرى التي قامت بها الامة العربية, بعد هجرة النبي العربي العظيم"
وفي نفس الصفحة يستطرد قائلا" أن الفتوحات العربية جعلت حكمها يمتد قبل إنتهاء القرن الأول للهجرة, حتى سواحل المحيط الأطلسي من ناحيه, وحتى هضبات الصين وأنهر الهند من ناحيه أخرى" ويستطرد فيما بعد بشكل خيالي قائلا:"وفتح العرب بهذه الصورة خلال قرن واحد, أوسع بكثير مما فتحه الرومان خلا ثمانية قرون", ومثل هذه الأراء الدونكيشوتيه تتعارض مع الحقائق التاريخية, بدليل أن إجمالي سكان سوريا كان أربعة ملايين عام 730 م أو 100 هجرية, حيث بلغ عدد السكان المسلمين 250 ألف مسلم, بينما بلغ عدد اليهود في نفس التاريخ 40000 أما البقيه الباقية والبالغة اكثر من ثلاثة ملايين 3000000 فكانوا من المسيحيين ومثل هذه الحقائق يؤكدها العلماء والباحثين في علم الأعراق.
فالديانه الاسلاميه كانت لا تزال في هذا التاريخ محصوره بين العراق وسوريا وبعض الأجزاء من إيران. و لكن ما ان دخل الإيرانيون والأتراك في الدين الإسلامي بعدئذ, أخذ أنصار هذا الدين او المذهب في الانتشار بواسطة القوة والحروب الطاحنه وخاصة في عهد الامبراطورية العثمانية بحدود عام 1450 م. ومن نفس التاريخ بدأ بتبديل المذاهب بالقوة شرقا وغربا - والتبديل الأيديولوجي نلاحظه في عصرنا الراهن أيضا , فسكان العراق في العام 1963 كان عشرين مليون ولم يكن فيهم مائة بعثي, أما في عهد صدام اصبح غالبية هذه الملايين بعثيين من النمط الصدامي, وهذه حقيقة يعرفها كل العراقيين.
ثمّة سؤال آخر نطرحه على أنصار ساطع الحصري: - متى كان الدين يشكّل أحد العوامل القوميه؟ فبحسب نظرية الحصري, يكون الجنس الأفريقي أي المصري وشمال أفريقيا والتركي والايراني والطردي والهندي والباكستاني من أصل الجزيرة العربية طالما انهم وفي الوقت الحاضر يدينون بالاسلام.
أما المؤرخ طه باقر, ذكر هو الاخر في كتابه (مقدمة في تاريخ الحضارات) , ان اسم العرب وجد في الكتابات الاشورية وخاصة في أخبار الملوك الاشوريين, وفي صفحة 72 من نفس الكتاب نجده يقع في خطأ كبير حينما يذكر عن بعض القبائل, مثل النبطيه في تدمر, وشمال الحجاز. وحسب قوله ان تلك القبائل كانت عربية الاصل إلا أنها كانت تتكلم الارامية وتكتب بها أيضا. وعلى اساس هذه النظرية التي لا تخلو من التعصب بإمكان أي باحث أو مؤرخ أن يرجع أصل القوميات الأخرى الى قوميته, ومهما كانت لغتها طالما ان هذا المؤرخ او ذاك لا يلتزم بأصول وقواعد نشأة القوميات, ومن ثم لا يميز بين هذه القومية او تلك حتة اذا توفرت فيها خصائصها الكامله و مع كل ذلك فالتأكيدات التي وصلتنا من كتاّب العرب وعلى لسانهم هي دعم للحقيقة التاريخية والتي تخبرنا بأن الاشوريين كانوا أول من كتب عن اصل الأقوام, وعن التسميات الأخرى التي رافقت حياتهم.
أن النصوص التي ثبتها الاشوريون لهذا الموضوع الذي نحن بصدده, وخاصة تلك التي كانت ترمز الى طبيعة المناطق هي التي ذكرتها في هذا البحث, وليست كما أوردها أحمد سوسه أو غيره، فحين دوّن الاشوريون في مخطوطاتهم او سجلاتهم الاسماء الاصلية للمناطق مثل( ارا بشتا, أو وشتا, وارابلـّخ) التي جاء ذكرها لم يكن قصدهم أو غرضهم من ذلك, أو من تلك الألقاب التي دونوها على وجود الأجناس المختلفه في هذه المناطق, لأن الجنس الاشوري والعبري والعربي يرجع بأصوله الى السلالة الواحدة ولغتهم كانت ولا زالت واحدة, بدليل ان جميع الملامح التي تحملها هذه "القوميات" في الوقت الحاضر تكاد تكون واحدة, وهو الأمر الذي دفعني الى التوسع والتعمّق بهذا الموضوع الذي لم يتطرق اليه أي باحث أخر من قبل.
يتبيّن من كل ما تقدم أن أهم الصفات التي تميز القومية الآشورية عن سائر القوميات الاخرى, هي الارض التي سكنها هذا القوم وكذلك اللغه التي تكلم بها, ولما كانت اللغة الاشورية أقدم من اللغه العبرية والعربيه وحسب ما هو مدوّن في النظرية والجدول المقارن الذي وضعه العلماء الالمان باور و لندر, تأتي اللغه العربية في المرتبة السادسة, أي بعد الارامية الاشورية ب 4000 سنة ويكون ظهور اللهجة العربية بحدود الالف بعد الميلاد.
وقبل أن نختم موضوع العرب واصل تسميتهم, رأيت من المفيد إن لم أقل الضرورة القصوى أن اعطي لهذا الموضوع الشيّق أبعاده التاريخية والعلمية, ليشمل المنطقة الشرق أوسطيه بما فيها (الجزيره العربية), أي منطقة الحجاز بالاضافة الى أرض اليمن , أو بالأحرى (يامن) التي يفصلها البحر الاحمر عن القارة الافريقيه, وخاصة اثيوبيا وجيبوتي اللتان تقعان في الجهة الغربية.
ويعتبر باب المندب أقرب نقطة للإلتقاء بين الشرق والغرب, وإذا نظرنا الى الموضوع الذي نحن بصدده من الناحية الأنثروبولوجية, نجد انّ حضارة الانسان في المنطقة الارامية , أي سوريا ولبنان تسبق بقية الحضارات المكتشفه في الشرق الاوسط, وبعباره أخرى , ان الحضاره المكتشفه في بلاد ما بين النهرين بما فيها سوريا تسبق حضارة اليمن بالاف السنين.
وما أفدحه خطأ من يعتبر حضارة اليمن أكثر قدما من حضارة فلسطين والعراق, واذا نظرنا الى نفس الموضوع من وجهة نظر دينيه نجد أم احفاد اسماعيل كانوا أول من هاجر الى اليمن ولمحاذاة البحر الاحمر. وحول هذا الموضوع نجد الكثير من النصوص التوراتيه التي تشير الى هذه المسأله.
ولما تعرّضت منطقة الهلال الخصيب الى الحملات الميدية,والحروب الأغريقية مع الفرس, هاجرت الكثير من العوائل الى منطقة اليمن, لأنها كانت أكثر إستقرارا , وبعيدة عن الحروب الطاحنة, وما أن كثر عدد المهاجرين اليها بعدئذ, حتى بدأوا بتعمير المنطقة وفرض سيطرتهم على البحر الاحمر لوجود الثروة السمكية فيه.
وبالمقابل حاول الأفارقه من جهتهم السيطره على نفس البحر,ولما كانت لغة اليمنيين القديمة فرع من العبرية الكلدانية, أطلقوا على البحر الاحمر (يامن) ومعناها مياهنا الاقليمية او البحر العائد لنا ومنها اشتقت لفظة (يم) بالعربية ايضا.
إن مشكلتنا الحاتلية هي عدم فهم المفردات القديمة, أو محاولة إرجاعها الى اللهجات الجديدة, ويبدو أمرا خاطئا, لا بل سلاحاً ضعيفاً بيد من يريد إحتواء الحضارات القديمه وتنسيبها الى أفكار عروبيه متزمته.
وهناك المئات ان لم نقل الالاف من الالفاظ العربية التي تعود بأصولها إلى اللغة الأم - الآشورية.
- إنتهى -