المحرر موضوع: متى نتعلم الدرس ؟ / 2  (زيارة 1634 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abdullah Hirmiz JAJO

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 604
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
متى نتعلم الدرس ؟ / 2
« في: 10:31 09/01/2006 »
متى نتعلم الدرس؟/2
كتبنا في الحلقة الماضية عن اللعبة الانتخابية وكذلك عن الوعي ومتطلبات موازنة الأمور وجعلها تصب في صالح الأمة وهذا أمر ضروري جدا لاتخاذ القرار الصائب الذي من شأنه تحقيق ما نصبو إليه كأمة حية تبحث عن موقع لها بين أهل العراق وتنشد التفاعل معهم نحو تحقيق خير وصالح هذا الوطن الذي كنا مساهمين في بناءه وتحقيق هويته من خلال أجدادنا ونعمل اليوم أيضا على أعلاء شأنه بين أمم الأرض قاطبة.
الإدراك:
ومن متطلبات تعلم الدرس هو توفر الادراك لدى أبناء الأمة بكل ما يدور من حولها لكي تستثمره لصالحها وتجني ثماراً من هذه اللعبة تلك التي تحدد مستقبل العراق لسنوات إن لم يكن تأثيرها يمتد إلى أمد بعيد وكما حدث في السنة الماضية من خلال أقرار الدستور الذي أصبح قاعدة للحياة في العراق لوقت طويل وتغييره ليس من السهولة بمكان لكي نعود ونكتبه من جديد خاصة ونحن أمة قليلة العدد، فمهما نجحنا في هذه اللعبة سيكون عددنا غير مؤثرا في البرلمان إلا إذا قرَنا هذا العدد القليل بالفاعلية؛ أي قلةٍ نشطة وفاعلة تستطيع عمل المستحيل أينما وجدت، من هنا فالإدراك العالي لجميع متطلبات العملية الانتخابية شيء ضروري جدا.
أخوتي في الأمة: إن الغرباء عن الأمة مهما كانوا حريصين على مستقبل جميع أبناء العراق ومن ضمنهم أمتنا فلن يكون حرصهم كافيا لتحقيق حلمنا وما نصبو إليه سواء في القومية أو في الدين؛ فهناك أمورا خاصة جداً لدى كل أمة تختلف فيها عن غيرها، لذلك قال الحكماء: (ما حكَّ ظهركَ سوى أضفركَ)، فيجب أن ندرك هذا ونؤازر بعضنا بعضا ونعطي صوتنا لمن يمثلنا كأمة واحدة بألوانها الثلاثة، لا كما حدث في انتخابات كانون الأول 2005 حيث سمعنا من الكثير أنهم أعطو صوتهم إلى (س) من القوائم اعتقادا منهم أن تلك القائمة ستنجح وتحقق الاستقرار للعراق والامن لأهله، دون أدراك منهم أنه لو كان صوتهم لأبناء جلدتهم لأصبح أكثر أهمية والفائزون من أمتنا هم الذين كانوا سيرسمون مستقبل التحالف مع هذا أو ذاك لأنه حتما يتوفر لديهم وعياً عاليا وقراءة مستقبلية أفضل إضافة إلى العمل السياسي والخبرة التي تنقص عامة الناس.
ولو عدنا لمن أعطى صوته لخارج أبناء أمته، فما الذي جنى منه؟ وكيف كان يتوقع من تلك القائمة أن تدافع عنه وعن أهله وتحقق طموحاته للحاضر وللمستقبل؟:
.. هل كانت ستُعلم لغتنا الأم؟
.. هل كانت ستنصف الاولاد القاصرين الذين يتحول أحد آبائهم إلى ديانة أخرى من أن يتم تغيير دينهم دون الرجوع إلى رأيهم؟
.. هل كانت ستبني لنا الكنائس؟
.. هل كانت ستمنح لنا الحرية لكي نعلم أولادنا التعليم الديني في المدارس أينما وُجدوا ومهما كان عددهم؟
.. هل كانت ستدعم وجود منطقة أدارية لأهلنا في المناطق التي يتواجدون فيها بكثافة أباً عن جد؟
.. وهل كانت ستعطي المناصب لأبناء أمتنا وفي مفاصل الدولة المختلفة؟
.. وهل كانت ستمنع الارهاب من قيامه بقطع أرزاق الناس وغلق محلاتهم أو خطف أولادهم، أو تهجيرهم دون سبب، أو العطف عليهم ببضع دنانير تعويضا عن القرى والأراضي التي هُجّروا منها أبان عهود ماضية وذلك من خلال أعادتهم إليها وكأن فضلا يتم وضعه في اعناقهم ...
.. وهل .. وهل.. وهل أسئلة كثيرة وممكن أن نكتب الكثير منها، والتي تعتبر خصوصية لنا، لا يعرفها غيرنا أو أقله لا يفهما أو يدركها كما نحن نفهما ونعاني منها، إن حقوقا كثيرة تضيع إن لم يكن صاحب العلاقة هو المدافع عنها فكيف لي أن أعرف أنا المسيحي بمعاناة الصابئي مثلا؛ هذه الديانة الصغيرة العدد أيضا والتي كان لها عدد من المناصب في السابق، واليوم هي شبه خالية اليدين لا أحد يحسّ بحالها لعدم وجود من يمثلها في مركز صنع القرار في العراق!!!!
وهذا الأمر ينطبق علينا أيضا؛ كم نفرح نحن أبناء الأمة عندما نجد حتى ولو موظفا بسيطا من أمتنا في دائرة ما عندما نراجعها لأننا نتوقع أن هذا سينصفنا حتما ولا يجعلنا نقع في فلك الروتين القاتل على أقل تقدير. فكيف إذ كان هذا الموظف هو رئيس دائرة؟ ألا نفتخر به ؟ وكيف أيضا إذا أصبح في منصب أعلى أو في موقع صنع القرار!!! حتما وهذا مؤكد جدا أنه سيضع هموم شعبه في مفكرته وسيكون المدافع الأول عنها في جميع المناسبات التي يتم الحديث عنها.
أخوتي: إن هموم بيتي تكون من أولياتي يجب أن ندرك هذا، والجار مهما كان حريصا على جاره فإنه لن يستطيع الالمام بكافة هموم جاره ليدافع عنه، لذلك نقول أن أصواتنا يجب أن تنحصر بأهلنا لكي يكونوا هم في المقدمة وهذا مؤكد عند الدفاع عن مشاكلنا، لأن الغرباء لديهم مشاكلهم وعند الضرورة تكون مشكلتي وحلّها أهم من مشكلة جاري، وسابقا كان أبناء الموصل يرددون المقولة التالية (ثِمْي أقرب من إِمْي) هذا فيما يخص القريب، الأمر الذي يعني أن ذات الإنسان أقرب إليه من أقرب الناس وهي أمه، فكيف إذا صار هذا غريبا عني؟ والمصيبة أن نفضله على القريب بقرارنا وبمحض إرادتنا!!! ألا تستحق هذه علامات تعجب كثيرة؟ إن أهلنا عندما نساعدهم على الفوز بالانتخابات لا يتطلب منا أن نذهب ونشرح لهم ما نريد وما نشتهي لأنهم معنا في الصورة، وعلى علم بكافة تفاصيل الحياة الخاصة لأبناء الأمة ودون عناء منا سنجد أن قضايانا ستكون حاضرة في كافة حلقات النقاش والمؤتمرات والندوات والتشريعات وغيرها، التي من شأنها أن تنصفنا كما أن هؤلاء سيأتون باخوتهم ليشغلوا المناصب هنا أو هناك، عندما يتم الحديث عن توزيع المناصب لأنهم سيكونون حاضرين، وعند غيابهم من سيتذكر ججو أو بطرس أو آشور أو توما أو ... من الأسماء ذات الخصوصية الدينية أو القومية ؟
لذلك أقول علينا أن ندرك جميع جوانب اللعبة الانتخابية وأن نعي المسؤولية الجسيمة التي يترتب عليها أو تفرزها عملية التصويت، وعند أدراكنا الصائب للأمور سيكون تصرفنا صائبا، ويصبُّ في الجانب الصحبح لكي يأتي بنتائج صحيحة ويرسم المستقبل المتين لأمتنا (الكلدانية السريانية الآشورية)  فكم ستفتخر يا ابن الامة عندما تجد من اسمه بهنام وزيرا وأيشو مديرا عاما وبطرس مسؤولا كبيرا؟ إنه يكون فقط من اسمه فخرا كبيرا عندما تنقل وكالات الانباء اسمه وكعراقي ووزير ممثلا، فقط هذا سيدعو الكثيرين لتقصي الكثير عن هذا الاسم غير المعتاد في التسمية العربية، ليعرفوا مصيره وليعلموا أنه منك أيها الشعب المبارك، وبهذا الجانب الاعلامي سيسلط الضوء على الأمة ويدفع المهتمين للبحث عن أمتنا وتاريخها للتحري عن الرحم الذي أنجب هذا المسؤول الكبير، وعندها كم من الابواب ستنفتح لأبناء الأمة للعمل والكسب المشروع ؟
إن ذلك ليس أنانية منا لكنه طموح مشروع لجميعنا وحافزا لنا لكي نتعلم أكثر ونتسلق سلّم المجد الذي هو مشاع للجميع خاصة في النظم الديمقراطية.
فعلينا إذن تحديد خياراتنا المستقبلية بدقة لكي تكون أهدافنا دقيقة وواضحة ونحصل على النتائج الصحيحة التي تضع أمتنا في المسار الصحح.

عبدالله النوفلي