المحرر موضوع: نداء لأبناء الأمة الكلدانية البطلة  (زيارة 1527 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Fadi Gorgees

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 46
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا أبناء الأمّة الكلدانيّة البطلة:
يا أحفاد كلدو وآثور وآرام وأكّاد:
يا أبناء كنيسة المسيح السريانيّة الأنطاكيّة (كما يخبرنا تاريخ الكراسي الرسوليّة):
يا أبناء كنيسة المشرق الآشوريّة (حتّى عام 1555م):
أستحلفكم أوّلاً وآخراً بكلّ ما تؤمنون به أن تخبروني وتقولوا لي مَن لعب في عقول بعضنا أو ضحك علينا ليجعلنا ألعوبةً وسخريةً للآخرين على شبكات وسائل الإعلام والأنترنيت العربيّة والكورديّة والعالميّة،
وأستحلفكم بأغلى وأعلى ما تؤمنون به أن تقولوا لي من هم الكلدان؟!!! ومن أي عرقٍ أتوا أو من أيّ مكان جاؤوا؟!!!
فإن لم تعرفوا فأسألكم في وداعة أبناء المسيح أن تقرأوا الكتاب المقدّس الذي تؤمنون به وتعترفون به لتتعرفوا على أصلكم وأصلنا فيما إذا كنّا حقيقةً كلداناً_وأنا هنا لا أشكّك في أصلنا وإنّما فقط أتساءل_.
أو إسألوا حضرات السادة أساتذة التاريخ في جامعات العراق والعالم الذين سيخبروننا بأننا آراميين أولاد آراميين من بلاد آشور وآرام النهرين سكن آباؤنا وسط بلاد الرافدين في بابل ثم سمّوا كلداناً وبالسريانية (كلدايي) لعملهم بالسحر والفلك (كما يبيّن المعنى السرياني للكلمة) فقد كانوا كهنةً لملوك بابل وآشور......
ولا أريد أن أسترسل في كتب التاريخ والكتاب المقدس فهي واضحة كوضوح الشمس.
وأمّا بعد يا أبناء أمّتي الكلدانيّة البطلة:
من قال لكم أن كلدان اليوم هم كلدان الأمس!!! فطوال عمرنا كنّا منذ مجيء السيد المسيح - كل المجد لاسمه- سرياناً تابعين لكرسي أنطاكية الرسولي حتّى مجمع أفسس سنة 431م كما يخبرنا تاريخ الكنيسة حيث تبعنا نسطور وانفصلت كنيست المشرق عن الكنيسة الأنطاكيّة وانفصل معها السريان إلى شرقيّين وغربيّين ومعه(أي مع الانفصال) انفصلت لغتهم السريانية إلى لهجتين شرقيّة وغربيّة و تطوّر خط الكتابة أيضاً إلى شرقي وغربي – مع بقاء الخط السطرنجيلي مشتركاً- إلى أن جاءت حملات التبشير الكاثوليكية لكنيسة روما فانضم عدد كبير من أبناء كنيسة المشرق النسطورية إليها حيث صدر المرسوم البابوي رسميّاً بضمّهم في سنة 1555م حيث دعاهم منذ الآن كلداناً وبطريركهم على كرسي بابل. ولا أعتقد نفسي أتكلّم بأمور جديدة فهذه الحقائق يعرفها معظم الدارسين والإكليريكيين.

فيا أبناء أمّتي الكلدانيّة البطلة:
لا تسمحوا لأيّ كان مهما عَلا شأنه ومركزه أن يلعب في عقولكم النيّرة فيجعل منكم قوميّة منفصلةً عن أختيها السريانية والآشوريّة ، طبعاً سيقولون لكم لم توجد في التاريخ قوميّة في التاريخ كلّه اسمها الكلدانية السريانية الآشورية ولكنّكم سوف تجيبوهم بكل تاكيد وفي وداعة أبناء المسيح _المجد كله لاسمه_ بكل الكلام أعلاه،
فصحيح أنّه لم توجد هذه التسمية الثلاثيّة في التاريخ؛ ولكنّنا الآن بتنا كلٌّ في كنيسته يعتزّ باسمه فالسرياني يعتزّ بكنيسته واسمها وكذا الآشوري والكلداني، فلِما الاستغراب من هذه التسمية الجديدة طالما أنّها تحافظ على تسمياتنا وفي نفس الوقت تحافظ على وحدتنا الحقيقة التاريخيّة واللغوية والكنسيّة التي لا يمكن لأي إنسان مهما بلغ حقده وتعصّبه أن ينكرها.
مع أن الحقيقة تُقال بأن كل شعب يسمّى باسم لغته فالكوردية لغة الشعب الكوردي والعربية للعربي والصينية للصيني واليابانية للياباني وهكذا دواليكِ..... أي إن شعبنا الكلداني السرياني الآشوري يجب أن يُسمّى حقيقةً بالشعب السرياني لأن لغته سريانيّة وثقافته سريانية وأدبه وتراثه سرياني إلا أن القوانين والدساتير ليست هي مَن يصنع التاريخ والإنسان بل إن الإنسان هو من يصيغها ويغيّرها ويخلقها نظراً للواقع المعاش وللمتطلبات الحضارية الواعية والخلّاقة التي لا تتعصّب لتسميةٍ ما طالما أننا ممثلون ضمنها،
فمثلاً إذا كانت التسميّة الكلدانية هي المتّفق عليها فهي تتضمّن الآشوري والسرياني أيضاً وكذا التسمية الآشورية والسريانية أيضاً، فكلّنا نقبلها،
أما وقد اتُّفق على المصطلح الثلاثي وهو الأشمل فلا أقول نقبل بل يجب أن نقبل به طالما أنّه يجمعنا ويشملنا ويوحّدنا ونحن كما ذكرنا أعلاه واحد تاريخيّاً وكنسيّاً ولغويّاً ومسيحيّاً ...
أنا أعرف أن كلمة الشعب الكلداني أو الآشوري أو السرياني ككلمة واحدة لغويّاً هي أقوى من التسمية الثلاثيّة لكن طالما إن الواقع يفرض علينا أن نسجل اِسمنا في دستور العراق وكوردستان فيجب أن لا نرضى إلا بالتسمية الموحّدة لشعبنا وإن كانت ثلاثيّة ،
فعندما وكلّما تذكر التسميات الثلاث لشعبنا الواحد يشعر كل فرد منّا بانتمائه لهذا الشعب حقيقةً نظراً لانقساماتنا الكنسيّة المتعدّدة كما أشرتُ أعلاه.
وكما قال الشاعر اللبناني الكبير جبران خليل جبران في كتابه(حديقة النبي):
((ويلٌ لأمّةٍ مقسّمةٍ إلى أجزاء وكل جزء فيها يحسب نفسه أمّةً))
وأمّا أخيراً وليس آخراً أتمنى من الرب الإله عزّ وجل وارتفع اسمه وتَعالَى جلاله فوق كل العقول؛ أن تكون هذه السطور القليلة رسالة محبّة يقرؤها كلّ أبناء أمّتي الحبيبة السريانية الآشورية الكلدانية وإلى كل العراقيين والشرفاء في العالم أجمع وأقول لهم كفاكم انقساماً وتقسيماً لهذا الشعب الحضاري العريق والمؤمن فإن زمان التقسيمات قد ولّى وآن أوان الوحدة ونفض غبار أزمنة الحرمان والتهميش، فارفعوا أصواتكم يا أبناء أمّتي الكلدانية السريانية الآشورية وحطّموا أغلال الحاقدين والمتعصّبين فإن جذوركم عميقة عميقة في الأرض وأعمق من أن يقتلعها أي تافهٍ متعصّب كائناً من كان.
كما إنّني أناشد كل الخيرين وأصحاب الضمائر الحيّة ليس في إقليمنا الحبيب إقليم كردستان العراق حفظته عناية الله العلي القدّوس وحسب وإنّما في كل العراق الحبيب من شماله إلى جنوبه حكومةً وقيادةً وبرلماناً وجيشاً وشعباً، أن يكونوا مع هذا الشعب المسيحي الكداني السرياني الآشوري البطل كيف لا وإن الرب الإله هو مع هذا الشعب الأبي والله هو خير حافظٍ وناصر ونصير آمين.