المحرر موضوع: موضوع: واخيرا مجلس النواب راد ايكحّلها , لكن عماها مجلس الرئاسة  (زيارة 966 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ادور ميرزا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 598
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
واخيرا خذلنا مجلس النواب
 
 يوم الأثنين المصادف 3.11.08 كان يوم اسود ووصمة عار في جبين مجلس النواب العراقي الذي وكما تدل تشكيلته وما نتج عنها وما سينتج لاحقا من قرارات وتوجيهات وقوانين وخاصة تلك المتعلقة بحقوق مكونات اصيلة معينة من الشعب العراقي , فانه كما يبدو مجلس انتهازي ومصلحي وفئوي , ولا حاجة لتذكيركم حول طريقة انتخابه والتي حامت حولها الشكوك في شرعيتها ونزاهتها .
6 سنوات ..وغالبية اعضاءه يستلمون مرتبهم الشهري بشكل منتظم ويتمتعون بحصانة وحماية امنية قوية , لا هم لهم ولا غم فكل شئ متوفر من السكن والماء والكهرباء والملبس حتى جوازات سفرهم ستاند باي كما يقولون , اما اهتماماتهم فهي الولاء لكتلهم واحزابهم وتوجهاتها فقط وهذا ما نشهده !
لقد صوت هذا المجلس وباغلبية 106 صوت من مجموع 150 نائبا حضروا الجلسة على مقترح تعديل قانون مجالس المحافظات , اي ان التعديل الذي اقر في هذا اليوم “ينص على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في مجلس محافظة بغداد، ومقعد واحد للمسيحيين في مجلس محافظة البصرة، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في مجلس محافظة نينوى .
فيا مجلسنا الذي لم يكتمل نصابه يوما واحدا ..نعلمكم ونعلم حكحومتنا بان شعبنا لم ولن يقف معارضا ضدكم ابدا, فنحن شعب مسالم نحب الحياة والسلام , ولا يمكن لنا ان نشبه انفسنا بكم ابدا حيث اننا نؤمن بان اي تغيير لا يمكن ان يتأتى عبر العنف , فبالرغم من ان شعبنا الأشوري المسيحي قد عان الكثير من سلبيات وسياسات سلطة النظام البعثي البائد , لكنه بقي يبحث عن مخرج سلمي وحواري مع سلطة البعثيين ولكنه لم يفلح , ان شعبنا شديد الحرص على وطنه وعلى حكومته بل حريص على كل شعب العراق , وان اي سلوك او قرار نشك في طائفيته او عنصريته فسوف نعارضه بكل ما اوتينا من قوة مدنية سلمية , لكن من يقدم نفسه خادما لشعب العراق مسلما كان او مسيحيا صابئا او يزيديا او غيرهم من المكونات سيكون الأجدر والأوفى حظا وسيلقى منا كل الدعم والمساندة , فيا مجلسنا المؤقر ...هل استكثرتم على شعبنا حصوله على 12 مقعد من اصل 270 مقعد , هل يخيفكم تواجد هذا العدد باعتباره البعبع الذي سيسرق منكم كراسيكم وجهدكم , لا اخفي عليكم وعلى شعبنا سرا , فاني متأكد بانكم ستستنكرون ما جرى وسيعاد الأمر كما كان , وحينها ساذكر شعبنا بكم لأن كل تقلباتكم اصبحت شيئا طبيعيا عندنا , فهل نسيتم ما قمتم به بالأمس حيث صوتم على الغاء المادة 50 وعدتم انفسكم مستنكرين وتطالبون باعادتها ..واني اتوقع بانكم ستعودون تستنكرون وتغيرون خطاباكم , يشبهكم البعض من العراقيين وكأنكم فرقة تمثيل كوميدية تعرض مسرحية بدون عنوان...!
 
ان بعض من الكتل المهيمنة على مجلس النواب باستثناء الكتلة الصدرية , ندعوها على مراجعة موقفها واثبات حسن نيتها من خلال الالتزام المبدئي والوقوف والثبات على موقف واحد لا ان يتصرفوا كمن هم انتهازيون ومراوغون كوميديون , ان تصرفاتهم هذه تؤشر لنا ان بعضهم في صدورهم مرض وحقد اتجاه العراقيين وخاصة المكونات الأصيلة المسالمة والوديعة من ابناء شعب العراق.
ثم اين هي الديمقراطية التي تتبجحون بها يا مجلسنا المؤقر , واين الحرص على حماية حقوق اهم مكون من مكونات الشعب العراقي .
يتسائل البعض ماذا عملت الحكومة ومجلس نوابها للاجابة على تظاهراتنا واستنكاراتنا وادانتنا لما يتعرض له شعبنا ورموزنا الدينية للقتل والترهيب والتهجير , واين نتائج اعتراض شعبنا وممثلينا والقوى الخيرة من العراقيين عندما تم الغاء المادة 50 , واين ذهبت تصريحات البعض من قادة الأخوة الكرد وبعض العرب المستنكرين لتهميشنا , ثم اين الحكومة ومجلسها لتجيب على تساؤلات ممثلينا في بغداد واربيل والذين بح صوتهم ليل نهار يحتجون هنا وهناك على ما يحدث لشعبنا من قتل وتهجير وتهميش .....!
ولكن ولتجربتنا مع تصريحات المسؤولين العراقيين الجدد وخاصة اعضاء مجلس النواب فانني اقول لممثلينا ...لا تتعجلوا وابقوا في مكانكم وانتظروا فستستمعون عن قريب تصريحات جديدة وعلى لسان انفسهم من الذين صوتوا ضد مصالحنا سيصرحون تصريحات تستنكر تهميشنا او الوقوف ضد مصالحنا , وهذه هي طريقة وسلوك غالبية اعضاء مجلسنا المؤقر.. لقد اهنتم علم الحديث وعلم السياسة والله  , ولا ادري لماذا الكذب والمراوغة وتغيير المواقف وارد في مفهومكم , ولماذا تجبرون شعبنا ان يطرق ابواب الأخرين , اتعلمون بان الأمر الوحيد الذي قد يسعدنا ويساعدنا على تحقيق امننا هو ايصال صوتنا الى منظمات دول العالم الحرة والمدافعة عن حقوق الانسان , لأنكم اثبتم للعراقيين بانكم غير جادين وغير صادقين .
كفى ايها الحكام , ست سنوات نهب المال العام وتدمير الثقافة وقتل وتهجير وفساد ودجل وكذب , كفى لهذه المحاصصة البائسة والتي ثبت ان غايتها كسب الغنائم والمناصب فقط ,وكفى استهتار وشعارت فارغة , افصحوا عن نواياكم مباشرة , قولوها علانية انكم موظفون واياديكم مقيدة , صارحوا شعبكم انكم غير قادرون على فعل اي شئ , اعلنوها ان المحتل الأمريكي الذي اعدم الدكتاتور صدام والغى الدولة العراقية , وهو القائد وهو المتحكم الوحيد على كل الساحة العراقية , لماذا تحاولون الظهور وكأنكم محرري وسادة العراق وانكم قادرين على تحقيق الديمقراطية والأمن للعراقيين , لقد غاب عنكم ان شعب العراق هو امتداد لشعب آشور واكد وانه ذلك الشعب الذي وقف ضد الذل والاستعمار والطغيان في ثورة العشرين , فلماذا الاستهانة به وبمن تسمونهم اقليات وانتم تقرون على انهم هم اصحاب الأرض وهم كيانات اصيلة وجزء اساسي من شعب العراق ..اليس هذا كلامكم , ولكن .. مالعمل ولمن تنادي ... فالعراقيون عرفوا لعبتكم وحيلكم وتقلبات امزجتكم , لقد خنتم العهد بمن انتخبكم وغررتم ورشوتم حتى بمن يمثلنا معكم , بل ولم يتحرك ضميركم اتجاه ما جرى لشعبنا من قتل وتهجير وحرق وتدمير لكنائسه المقدسة , قولوا لنا من هم قتلة شعبنا ومهجريه في الموصل والبصرة وبغداد وبعقوبة , هل نزلوا من السماء هل هم اشباح , الاف الجرائم والقتلى تسجل ضد مجهول , اي حكومة هذه تدعي انها تسيطر على امن البلاد , في حين ان امن البلاد تسيطر عليه الميليشيات والعصابات الاجرامية , واليوم ها هي مآسي وجراحات واحزان اهلنا في الموصل تتصدر وسائل الاعلام والتي ما زالت ندية , هل القيتم القبض على الجناة وتعرفتم على هوياتهم وجنسياتهم ...وقبل ان تجيبوا نقول ...انكم كذابون اذا لم تصارحوا شعبنا عن هوية هؤلاء القتلة , وعندها ستستحقون كل التأييد والدعم من قبل شعبنا بكل قياداته الدينية والدنيوية .
وليس غريبا ان قلنا بان غالبية العراقيين على علم بان تغيير النظام الحكومي البعثي الفاسد في العراق في 2003 قد جاء على يد القوات الامريكية العسكرية حصريا , ويكذب من يقول ان التغيير جاء من داخل العراق وعلى يد عراقيين وطنيين أصلاء , ومنذ ذلك اليوم ونحن نتابع الأخبار والتصريحات والاراء التي كانت تصدر من قبل العديد من المثقفين العراقيين , لقد كانت في غالبيتها تحذر من ان اميركا لم تأتي لغزو العراق من اجل سواد عيون العراقيين , ولا من اجل تقتيل وتهجير شعبنا , انما من اجل مصالحها والتي التقت مع مصالح بعض القوى الطائفيو والعنصرية والتي تسعى لتقسيم العراق , ولهذا السبب حدث ما حدث لشعبنا والظاهر انه سيستمر . 
ان تقتيل شعبنا وترويعه وتهجيره من البصرة وبغداد الى الموصل وغيرها جاء منظما وتقوده مجموعة فصائل متنفذة في الحكومة وتشارك معها فصائل وعصابات ارهابية دخلت من خارج الحدود .
لقد تبين بان سياسة تفريغ العراق من مكوناته الأصيلة ومنها الشعب الأشوري المسيحي بعد 2003 اخذ بالتزايد ويبدو انه لن يتوقف الى ان يقضى على آخر فرد منهم سواء بالقتل او التهجير , ولكن هيهات لهذه القوى الطائفية او الارهابية او العنصرية والتي تريد النيل من هذه المكونات الأصيلة , لأن شعب العراق الكردي والعربي المسلم الأصيل بتنوعه المذهبي والعرقي لن يقبل بذلك ابدا , وان استمر تعرض شعبنا لهذا المنهج فانه لن يقف مكتوف الأيدي , بل سيوصل صوته الى كل ارجاء المعمورة لمساعدته وانقاذه من الظلم والتطهير الذي يناله.
 
ان بعض الكتل المتنفذة في مجلس النواب العراقي اذا ما استمرت في تشريع قوانين ومواد تقلل من اهمية وجود الشعب الأشوري المسيحي وتهميشه كمكون اصيل من مكونات الشعب العراقي وتقيده لتذويبه الى حد منعه من الحركة في الساحة السياسية فانه بذلك اي {المجلس} يعبر عن عدم ايمانه بالديمقراطية وبحقوق الانسان مما سيجعلنا نحشره مع الداعين والداعمين لعمليات التطهير العرقي والديني في العراق .
ولكن وفي نفس الوقت نقول لهذا المجلس المخترق من قبل قوى وميليشيات طائفية وقومية عنصرية لا تريد خيرا لمكونات شعب العراق , بان ما يحدث في العراق وامام انظار غالبية اعضاءه من اغتيال وتهجير لهذه الأقوام الأصيلة لا يمكن إلا أن يزيدهم صلابة في وطنيتهم ويزيد تمسكهم بالهوية العراقية الموحدة , هذه الهوية التي ينبغي على كل عراقي مخلص شريف أن يحميها بكل قوة من كل ظلم يقع عليها سواء يقع الظلم عليها في الشمال وتحديدا الموصل أو في البصرة والعمارة او في بغداد والرمادي ان هذه الأقوام هي هوية كل العراقيين وهي عرضهم وشرفهم .
ان الشعب الأشوري المسيحي بكل كنائسه يمثل هوية وطنية وقومية كبرى يجب الحفاظ على استقلاليتها وعدم السماح بذوبانها في الهويات القومية والمذهبية السائدة كما يراد لها ، ان المطلوب من الحكومة ومجلس النواب والأحزاب الديمقراطية هو حماية هذا الشعب المسالم والنزيه وفسح المجال واسعا أمامه لكي ينهض كباقي أبناء الشعب العراقي بدور قيادي في ادارة سياسة الوطن للمساهمة في اعماره وترسيخ روح الديمقراطية في العمل وهذا لن يتأتى الا من خلال ضخ اكبر عدد من ممثليه في كل مؤسسات الدولة ومحافظاتها , وهذا هو الأجراء العادل الذي سيشعره بجوهر وطنيته ومساواته في الحقوق والواجبات , كما ان العمل بكل جدية على إقصاء البعد الديني الطائفي في كل نظرة سياسية أو ثقافية تتنافى مع الديمقراطية المنشودة والتي يتمناها الشعب العراقي كله هو مطلب شعبي عراقي واسع , فلكل عراقي ومنهم الأشوريون المسيحيون حقوق وواجبات متساوية ..ولا اخفي سرا فاني لست من المشجعين على ما روج مؤخرا بما تسمى بالكوتة بل اتمنى اسقاطها من كل العملية السياسية العراقية مستقبلا والى الأبد لأنها لا تخدم اي مكون عراقي اصيل ..انها وجهة نظر ليس الا .
وكما اكد السيد المهندس يوناذم كنة والسيد ابلحد افرام والسيد سركيس آغاجان وقادة آخرين وجماهير احزابنا القومية جميعا ومنهم لا الحصر الحركة الديمقراطية الأشورية وحزب بيت نهرين الديمقراطي , ومؤسساتنا ومجالسنا الشعبية والرسمية وقادة كنائسنا الاجلاء فان هؤلاء جميعا وهم يشكلون امة واحدة , متفقون على اهمية الحصول على حقوقنا القومية, وقد لخصها وبكل جدية ومسؤولية الحزب الوطني الأشوري في بيانه الأخير.......
فاننا نجدد تأييدنا والوقوف معهم جميعا دون استثناء لضمان تمثيل عادل لشعبنا الأشوري المسيحي بخصوصيته القومية وليس الدينية وذلك للمشاركة في مجالس المحافظات وفي كل مؤسسات الدولة العراقية التشريعية منها والتنفيذية , ان التعامل مع شعبنا على اساس الخصوصية الدينية فقط فانه مرفوض من قبل غالبية ابناء شعبنا , اننا أمة قومية واحدة يحتمي تحت سقفها جميع اتباع الكنائس الكلدانية والسريانية والأشورية , ولنا وجود تأريخي على هذه الأرض منذ اكثر من سبعة الاف سنة , أمة انتمينا الى المسيحية قبل حوالي 2000  سنة فقط , فهل يعقل ان نعامل على اساس انتماءنا الديني لكي ينفرد بنا المتطرفون اعداء الحياة لاكمال عملية الغاء ديننا وجودنا القومي , ان تحقيق المطالب القومية المشروعة لشعبنا ومشاركته في القرار الوطني وتمثيله بخصوصيته القومية في جميع مؤسسات الدولة العراقية وفي اقرار حقه في الحكم الذاتي وتثبيته في الدستور مطلب اساسي وشرعي وهو الضمانة الوحيدة لحمايتنا نت التطهير والتشريد , وان اي رأي يخالف ذلك فانه يعد خروجا عن الاجماع الشعبي للامة ويعتبر خيانة عظمى ليس لتأريخ وماضي شعبنا فقط انما لماضي تأريخ وحظارات العراق جميعا .
وقبل انهاء هذا المقال وردني نبأ موافقة مجلس الرئاسة وعلى لسان السيد رئيس الجمهورية على التعديل والذي ينص على منح مقعد واحد لكل من المسيحيين والصابئة في مجلس محافظة بغداد، ومقعد واحد للمسيحيين في مجلس محافظة البصرة، ومقعد واحد لكل من المسيحيين والايزيديين والشبك في مجلس محافظة نينوى ....وهذا التصريح لم يفاجئني لأن السياسيون الجدد في العراق يفهمون السياسة على انها فن تغيير الموقف والابداع في اقصر طرق جني المكاسب ...لننتظر فهناك المزيد من المتغيرات .

{ ِردناهم عون طلعوا اكثر من فرعون } !
   

ملاحظة.., نقصد بالشعب الأشوري المسيحي , اتباع الكنائس ... الأشورية والكلدانية والسريانية بكل اقسامها الشرقية والغربية .

 
ادورد ميرزا
استاذ جامعي مستقل
؟ـ،إظ
ادور ميرزا