المحرر موضوع: من يوميات الأنتظار لما سيقرره الرئيس .. مُبَارك حسين أوباما  (زيارة 1606 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
من يوميات الأنتظار لما سيقرره الرئيس .. مُبَارك حسين أوباما

مارسيل فيليب
marcelphillip@yahoo.com.au

               في نهاية كانون الأول وكما يحدث بشكل طبيعي كل عام  ،  سنستقبل بداية سنةٍ جديدة ، والكل سيردد العبارة نفسها " كل عام انتم والوطن بخير " ، رغم اننا يجب أن نستعد حينها ايضاً لنطوي العام السادس لمرحلة ما بعد سقوط النظام المقبور ، وبداية " عصر " العراق الديمقراطي الأتحادي ودولة المؤسسات الدستورية " المفترض " ... لكن كما ارى لا يبدو أن هناك نية أو توجه لهذا الخير المرتجى لمجرد " تلويحه " لشعبنا والوطن العراقي  ولو على سبيل المجاملة ، يعني بصراحة .. المستقبل قاتم ، لكن لنقل .. ليس ميؤساً منه .
             وايضاً بعد سبعين يوماً سيستلم الرئيس الأمريكي باراك اوباما السلطة الفعلية في البيت الأبيض  في 20 يناير/ كانون الثاني 2009 ،  بعد الفوز الكاسح الذي حققه كمرشح للديمقراطيين في الأنتخابات الأخيرة  ، أضافة للأكثرية العددية  التي حاز عليها في مجلس الشيوخ والنواب ، لكن دون التمكن طبعاً من إحكام سيطرة الحزب الديمقراطي بشكل أكبر على الكونغرس ... أي بمعنى الحصول على الفوز برقم ( كش ملك ) المطلوب من المقاعد ، وهو الرقم ( 60 ) الذي كان سيضمن للديمقراطيين والرئيس أوباما ، إجازة كل القوانين التي يريدها  دون ان يتمكن الحزب الجمهوري من استعمال اي وسيلة أو حيلة  برلمانية لتأجيلها او رفضها .
             وطبعاً هناك ترقب من خبراء السياسة الدولية للحكم على قدرة الرئيس الجديد ، من خلال فرضية ، أن الملف العراقي سيشكل الاختبار الأول لمهاراته ، في وزن المخاطر والخيارات ، مؤكدين أن الأشهر القليلة القادمة يجب أن تسفر عن مؤشرات لحجم المخاطر التي تهدد المصالح الأميركية في المنطقة بأسرها .
      هنا أتساءل ...  هل سيلتزم أوباما  بوعده الذي أعلنه خلال  مقابلة مع شبكة CNN يوم الأثنين الماضي 3 نوفبر الجاري عندما صرح .. (  من أنه سيعمل على  تحقيق " إنسحاب مسؤول " من العراق في غضون مدة تتراوح بين 18 و 24 شهرا ... مع التركيز على محاربة تنظيم القاعدة ، وانه سيبدأ على الفور  إذا ما انتخب ، في مناقشة قضيتي الحرب في العراق وأفغانستان خصوصا مع قيادات الجيش الأميركي على الأرض )  .
  مع العلم انه قد  اعاد تأكيد ذلك في خطاب النصر الذي أوضح رؤيته وأختصر  فلسفته في الحكم  لشعوب المعمورة  بمفهوم (( قصصنا منفردة ، لكن مصيرنا مشترك )) ، مقدّماً نفسه على أنه رئيس سيعمل على تغيير السياسة الأميركية الخارجية، ومعلناً افتتاح "عصر أميركي جديد " .
   طبعاً هذا جرى في الجانب " المستيقط "  من الكرة الأرضية ، بعكس ما صرح به قادتنا في العراق الديمقراطي .   
 مثلاً  ((صرح وزير الخارجية العراقية السيد هوشيار زيباري في وقت ‏مبكر من صباح  الاربعاء  5 الجاري ، ان الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما ابلغ ‏العراقيين انه لن يتسرع في سحب القوات الاميركية من العراق، معربا عن ‏اعتقاده بان السياسة الاميركية تجاه العراق لن تتغير كثيرا بمجيء اوباما الى سدة ‏الحكم في الولايات المتحدة  )) .
   أما  الناطق الرسمي للحكومة العراقية الدكتور علي الدباغ الذي شارك، فضلا عن العاني، بحلقة برنامج " في صلب الموضوع " الجمعة 5 الجاري أيضاً فقد صرح بما يلي  ، (( عدم إمكانية الرئيس الأميركي المنتخب باراك اوباما سحب قواته خلال الفترة  التي اعلن عنها خلال حملته الانتخابية ، مضيفاً وبثقة .. السيناتور أوباما يرى أنه يستطيع أن يسحب القوات الأميركية من العراق خلال 16 شهرا، وأنا أشك في ذلك ، عندما سيأتي إلى البيت الأبيض ويراجع كل الملفات الموجودة سيجد أن هناك حاجة استراتيجية للتعاون مع الجانب العراقي ، وبأن لا يمكن أن يكون انسحابا مفاجأ أو انسحابا غير منظما أو انسحابا غير متوافق عليه مع الجانب العراقي )) .


        .. هنا وكمحاولة لربط وإيضاح الفكرة التي احاول طرحها ...  سأعود بالقارئ الى  منتصف 2007 تقريباً  حين كتب توماس فريدمان الكاتب والصحفي ألأمريكي اليهودي الأصل ، والمتخصص بالشؤون الدولية بصحيفة نيويورك تايمز ... كتب في مقال موسوم بـ " أميركا في العراق ..  مزايا الخروج ومخاطر البقاء " .... ((  قال فريدمان ..  أفضل تحديد موعد للانسحاب على أن يكون مصحوباً بمحاولة أخيرة تقودها الأمم المتحدة  وليس الولايات المتحدة ، لتكثيف الجهود الدبلوماسية ودفع العراقيين لحل خلافاتهم السياسية ...  فأذا نجحت الأمم المتحدة يمكن تأجيل الانسحاب ، أما إذا أخفق الساسة العراقيون في الاتفاق حتى عبر مساعدة الهيئة الدولية ، فسيغدو البقاء في العراق ضرباً من العبث ليظل الانسحاب هو الحل الوحيد ...  وكما عبر عن ذلك " مايكل ماندلبوم "، خبير السياسة الخارجية قائلاً ... " إن السعي إلى فض اشتباك بين شخصين أمر ، ومحاولة فض الاشتباك في مظاهرة أمر آخر ، ففي الحالة الأخيرة يجرفك التيار إلى قلب المظاهرة "...  لذا يتعين علينا اليوم تحديد هل أن  ما يجري في العراق ،  مجرد اشتباك يمكن فضه بالتدخل ، أم أنها مظاهرة عارمة يتعين إحاطتها بسور والانتظار حتى تستنفد قوتها ؟؟؟ )) . 
         لا أدري ماذا سيكون رأي القارئ في ما طرحه  الصحافي توماس فريدمان من فرضية ..  لكني أتساءل ،هل  علينا الأنتظار كما ينتظر ويترقب الجميع ؟ .. أقصد  " أمساك العصا من الوسط " ... والتي قطعاً ليس موقف كل الأطراف  ، أعني  دول وأفراد وكتل ومؤسسات في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام ، وبكل مالها  من مصالح واطماع علنية وسرية ، وأعتقد أن هذا يشمل حتى الأطراف والأحزاب والكتل العراقية  المشاركة في السلطة الحالية  والتي يمكن تصنيفها  ضمن نقيضين لاثالث بينهما ... " للقائلين بنعم  .. أو لا .. للتوقيع على الأتفاقية الأمريكية ، أو بين معسكر التطرف .. والأعتدال  .
         وبعيداً عن السيناريو السابق وبشكل أوضح  أود طرح تسائل آخر ... هل على المثقف أو الوطني العراقي  ممن يعتبر نفسه خارج  النقيضين ... الأنتظار مرة أخرى لمعرفة نوعية  وتفاصيل البيرسترويكا الأمريكية المباركة لحسين أوباما ، .. وأن كان الجواب بنعم " فعساها  بخت الماينام الليل "   ،  أن لا تشبه بيرسترويكة غورباتشوف .. لوغلاسنوست يلتسن  .

     / توماس فريدمان http://www.voltairenet.org/article149939.html#article149939