المحرر موضوع: الأخ العزيز زهاء عباس .. مع التحية  (زيارة 920 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Abu Fady

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 84
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأخ العزيز زهاء عباس .. مع التحية

مارسيل فيليب

marcelphillip@yahoo.com.au

            كثيراً من الأحيان يخلط البعض بين العلمانية والإلحاد مع أن العلماني قد يكون مؤمنا .. أو ملحدا ... وفي مجتمعاتنا العربية والأسلامية بشكل عام وكعراقيين بشكل خاص هناك دائماً ( موضوعان )  لا يجوز لنا  خوض النقاش حولهم حتى بشكل منطقي ... هما الجنس والدين .. وإذا ما أستثنينا الجنس بسبب موروثنا الأجتماعي ..  بمعنى تربيتنا وتقالدينا المتحفظة على مناقشة هكذا امور بشكل علني ، خاصة على صفحات الأنترنيت ، فلماذا يستثني الدين ، رغم انه يفرض  في كل الأوطان العربية والأسلامية تعليم مادة الدين منذ المرحلة الأبتدائية ، لكن أيضاً  يفرض على الأنسان الشرقي ( أكتفائه بما يُحشَى به عقله من قبل الكنائس والجوامع ) ... والكثير مما يقوله رجال دين  ويملؤون به عقول الناس البسطاء من المتدينيين .. حتى ولو بوعي خاطىء ومشوه ؟
      رد على مقالي الموسوم " هيلاري كلنتون .. هل سيصافحها المعممين منعاً للأحراج ..! ( * )  والمنشور على موقع صوت العراق يوم الثلاثاء الماضي 2 نوفمبر .. رد احد الأخوة بأسم  " زهاء عباس  ( ** ) " أتهمني بالأستهزاء برجال الدين مع ان جوهر الموضوع الذي طرحته كان نقداً واضحاً لدجل الكثيريين في أسْتحلال ما يتوافقون عليه .. ومصالحهم ، وتحريم ما يتقاطع ومصالحهم .
         عزيزي زهاء عباس ..  أن كان هذا أسمك الحقيقي طبعاً  .. لأن من جانبي أذيل كل كتاباتي بعنوان البريد الألكتروني ، لأسهل الأتصال بي مع من يريد التعليق أو الأختلاف ، لكن لم أجد عنوانك البريدي لذلك لجأت لنشر هذا الرد على نفس موقع صوت العراق الديمقراطي الأصيل .
          مجرد تسائل ايها العزيز .. هل يمكن أن تبرير مصافحة زوجة رئيس وزراء أستراليا  جون هاورد بـ " منعاً للأحراج " بينما تحتقر العراقية أختك وبنت بلدك بحجة ما حرمه الشرع  ... أنا سأجيبك .. إذ لم تمد يدك مبادراً لمصافحة يد زوجة رئيس وزراء أستراليا السابق  "جون هاورد " الممدودة لك .. ستعتبر أهانة لها ، وسينتقدك المجتمع والأعلام وحتى ستفقد احترامك بين الأخرين .. لأنك اهنت زوجة رئيس الوزراء علانية ، لأننا نعيش في مجتمع يقدر كرامة الأنسان وكل حرياته وحقوقه ، مجتمع يساوي بين المرأة والرجل .. لابل المرأة تمتلك في بعض المجالات الأجتماعية القانونية ، دستورياً حقوقاً اكثر من الرجل " الفحل " .
        هذا ما قصدته أن البعض يتعامل مع زوجة الأجنبي بأحترام ومع بنات وطنه بأحتقار .. وهذا ليس تدين أو ايمان ، بل تدليس ..  فالتحجيب و التنقيب و التعليب و الترهيب  ، واعتبار  المرأة التي هي ام واخت وزوجة أو بنتاً لنا  ، ناقصة عقل ودين ، أو أن العفيفة هي من تتشح بالسواد فقط بعيد عن الصواب كبعد السماء عن الأرض  .
        إذاً من خلال مأعتقده وبناءً عن قناعة ووعي .. يمكن القول .. أن وعي الأنسان ، أي انسان مرتبط بالمستوى الحضاري للمجتمع وظروف انتاجه ، أما ممارسة بعض ما ينسب للدين في شرقنا المكبوت من المحيط الى الخليج كثوابت وحقائق قاطعة  ، فهو بسبب أنعكاس الواقع الأجتماعي الذي ننشأ فيه في وعينا البشري بشكل تراكمي منذ بداية تلقين الطفل معنى ((  الرجل مفضل على المرأة للسبب الديني المعروف في قصة الخلق أو  " ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف وللرجال عليهنّ درجة والله عزيز حكيم "  ... والرجال قوامون على النساء وعلى المرأة إطاعة الزوج ))  .
          عزيزي زهاء ، حتى في  زمان المجتمع الإقطاعي البطريركي في أوربا كان للرجل الإقطاعي الحق في الليلية الأولى  ..  أي الحق بأن يضاجع كل عروس من أتباعه قبل عريسها .. وأيضاً في نفس المجتمع الإقطاعي الأوربي أصبح الحاكم ولي الله فأمسكت في النظام الفويدالي (الإقطاعي الأوروبي ) طبقة من النبلاء على رأسها القيصر أو الملك  بالسلطة السياسية بينما احتكرت الكنيسة السلطة الدينية وقام بين السلطتين تعاون وثيق لإخضاع العامة واستغلالهم .
            لا أريد الأطالة فهذا الموضوع بحاجة لمجلدات ، لم اقصد الأستهزاء أبداً ايها الأخ العزيز ، فحتى التكفيريين الأرهابيين القتلة يدعون انهم جنود الرحمن .. أو هكذا يتصورون أنفسهم ، رغم عدم تقديمهم أي دليل على تعيين الله لهم بهذه الوظيفة ... لذلك كلنا بحاجة لمراجعة قناعاتنا ولتصويب أخطائنا ..لأنه وببساطة ليس لبشر في كل هذا العالم الحق بأدعاء امتلاكه " الصدقُ المُطلق " مع خالص محبتي وتقديري  ..!

http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=27693    **
 

http://www.sotaliraq.com/articlesiraq.php?id=27674    *