المحرر موضوع: الوصية الرابعة: أحفظ يوم الرب (الأحد)  (زيارة 6923 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل alyood

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 18
  • الجنس: ذكر
  • سامر بهنام
    • رقم ICQ - 987654
    • MSN مسنجر - \danial_992
    • AOL مسنجر - samer_992
    • ياهو مسنجر - saher_cc
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • danial_992@yahoo.com
    • البريد الالكتروني
الوصية الرابعة: أحفظ يوم الرب (الأحد)‏

قبل أن نلج في وصية أحفظ يوم الرب (الأحد)، لابد أن نوضح معنى يوم السبت اليهودي الذي يحتفل به حالياً، كي نتمكن ‏أن نفهم ماذا يعني لنا يوم الرب (الأحد). ‏
‏1ـ يوم السبت:‏
‏ لقد وردت وصية السبت في موضوعين أحدهما يكمل الأخر: ‏
الأول في (سفر التثنية 5: 12ـ15). " اذكروا يوم السبت لتقديسه. في ستة أيام تعمل وتصنع كل عملك. وأما اليوم ‏السابع فسبت ليهوه إلهكَ ". ‏
إن كلمة التقديس: تعني فرزاً من الأيام الأخرى. أي بعدم العمل، التوقف عن العمل. التوقف إذاً قطعاً واضحاً. وأن السبت ‏لإسرائيل سبت ليهوه، أي خصوصية إسرائيلية. ‏
الثاني في (سفر الخروج 5: 12ـ15): " في ستة أيام تعمل وتصنع جميع أعمالك. أما يوم السابع فهو سبت للرب إلهكَ لا ‏تعمل فيه عملا أنت وأبنك وأبنتك وعبدك وثوركَ وحماركَ"‏
‏ في هذا النص يفسر السبت أيضاً كتوقف عن العمل، كما يبرز فيه إلى حماية الإنسان الضعيف في المجتمع، لا يلغى الرق  ‏كظاهرة اجتماعية ولكن في الاستراحة مثلك. أي يحاول مع الزمن هدم مؤسسة الرق نفسها. إذاً هدف السبت: التوقف عن ‏العمل، وتحرير السيد والعبد من عبودية الطمع الذي مراراً يتسم بالعمل البشري.‏
إن الاحتفال بالسبت هو علامة العهد بين الله وشعبه: كلم الله موسى قائلاً:" وأنت كلم بني إسرائيل وقل لهم: أحفظوا ‏سبوتي لأنها علامة عهد بيني وبينكم، ليعلموا إني أنا الرب مقدسكم .... (خروج31: 12ـ 17). ‏
كما أن الاحتفال بالسبت هو علامة التذكير بالتحرير من عبودية مصر."أذكر أنك كنت عبداً في أرض مصر فأخرجتك من ‏أرض العبودية ... (تثنية5: 15). ‏
لقد أودع الله إسرائيل السبت كهبة، ليكون يوماً مميزاً فيه يتذكر عظائم يهوه، ويستريح ليتأمل بالعالم ويرى ما حوله ‏حسن جداً. إنهُ يوم الراحة الذي باركه الرب وقدسه وفرزهُ عن بقية الأيام. بالطبع، حياة الإنسان كلها وزمنه كلهُ يجب أن ‏ينقضي تسبيحاً وشكراً للخالق. كما أن علاقة الإنسان بالله بحاجة إلى فترات محررة بالصلاة، فترات حوار حب لا ينصرم ‏ولا يقع في الرتابة، هذه العلاقة التي يرفع فيها الإنسان إلى الله تسبيحه ملتمساً صوت الخليقة كلها. ‏
‏2ـ يوم الأحد: ‏
‏ اعتبر المسيحيون أول يوم بعد السبت عيداً لهم لأنهم أدركوا فرادة الزمن الجديد وأن قيامة المسيح تمت في هذا اليوم ‏حيث يتحقق في المسيح السبت ملئ معناهُ. يقول القديس ايرونيموس:" ان يوم الأحد هو يوم القيامة، يوم المسيحيين، إنهُ ‏يومنا". أنه فصح الأسبوع، أي اليوم الذي نحتفل بهِ بانتصار المسيح على الخطيئة والموت.‏
ماذا يعني يوم الأحد لنا؟
يوم الأحد هو يوم الرب وهو يوم الجماعة. وجماعة المؤمنين هي كنيسة المسيح الموجودة كحقيقة منظورة، لذا تلتئم ‏الجماعات معاً كي تلتمس في الافخارستية رحمة الله التي يمنحها في موت المسيح وقيامته. كما أن هذا التجمع علامة       ‏ظاهرة لأيمانهم، كما هو ضرورة حيوية للجماعة. لذلك تؤكد الكنيسة بأن افخارستية الأحد هي الأساس والتثبيت لكل  ‏الممارسة المسيحية. لذا يلزم المؤمنين بالمشاركة في الأفخارستية  يوم الأحد (2181).‏
‏ لكن الأمر لا يقتصر على ذلك فقط:‏
تؤكد الكنيسة على أن المسيحيين الذين تتوفر لهم أسباب الراحة عليهم أن يتذكروا إخوانهم الذين لهم الاحتياجات ‏والحقوق نفسها، ولكنهم لا يستطيعون الاستراحة بسبب الفقر والعوز. وقد درجت التقوى المسيحية تقليدياً على تخصيص ‏يوم الأحد بالأعمال الصالحة والخدمات المتواضعة للمرضى وذوي العاهات والمسنين (2186). ‏
إن هذا اليوم هو نعمة للإنسان، عليه أن يلتفت إلى أخيه الإنسان المحتاج، وهكذا سيعبر عن فرحه في يوم الرب ‏وسيعطيه طابعه الخاص. لكن في الكثير من الأحيان لا تسير الأمور على هذا المنوال ممكن أن نرى ذلك خلال قراءتنا ‏لرسالة البابا يوم الرب حيث يورد فيها:‏
‏" أنه لا يخفى علينا أن تقديس نهار الأحد حتى تاريخ غير بعيد، كان ميسراً في البلاد المسيحية التقليد عبر مشاركة ‏شعبية واسعة وعبر النظام المجتمعي نفسهُ، الذي كان يلاحظ راحة يوم الأحد عنصراً ثابتاً في القواعد المتصلة بالحياة ‏المهنية. أما اليوم نرى أن تطور الظروف الاقتصادية والاجتماعية قد أدى إلى تغير التصرفات الجماعية تغيراً عميقاً ومن ‏ثم تغير ملامح الأحد. لقد رسخت رسوخاً واسعاً ممارسة نهاية الأسبوع بمعنى زمن الراحة الأسبوعية التي يقضيها الناس ‏أحياناً خارج المنزل والتي تتميز بطابع المشاركة في نشاطات ثقافية ورياضية تتزامن مع أيام العطلة. نحن هنا بإزاء ‏ظاهرة اجتماعية ثقافية تساهم في النمو البشري وتقدم الحياة الاجتماعية. وكل ذلك أفقد يوم الرب طابعه الخاص وأمسى ‏مجرد نهاية الأسبوع".‏
المطلوب من أتباع المسيح أن لا يخلطوا بين الاحتفال بالأحد بصفته تقديساً حقيقيا ليوم الرب مع نهاية الأسبوع المفهومة ‏كمجرد وقت لراحة أو الهروب من العمل. ولكن العكس من ذلك، على أتباع المسيح أن يسعوا إلى الاعتراف بأيام الآحاد ‏والأيام الكنسية كعطلة رسمية، عليهم أن يعطوا للجميع مثلاً علنياً على الصلاة والاحترام والفرح، وان يدافعوا عن ‏تقاليدهم (2188).‏
إن يوم الرب هو ليجد الإنسان ذاته، بعيداً عن العمل والدوران الذي يعيشه طوال الأسبوع. لذلك ممكن أن يكون لعطلة ‏نهاية الأسبوع مدلولاً إيجابياً عندما تصبح مجالاً لـ:‏
‎1‎ـ تحرير الإنسان من ضغوط العمل اليومي وإتاحة التصرف الشخصي بوقت فراغه.‏
‏2- توفير الإنسان، فيما وراء ما يتوجب عليه من عمل فردي، وقت لراحة والترفيه والتأمل، إضافة إلى الاشتراك في ‏الاحتفال بالقداس الإلهي.‏
‏3ـ إفساح المجال للمشاركة في مختلف الاحتفالات ودروس التثقيف المسيحي واللقاءات مع الأهل والأصدقاء، وإقامة ‏العلاقات الاجتماعية وتقويتها.‏
‏4ـ من خلال تعاقب العمل والوقت الحر، تجعل الكثيرين يفطنون إلى تنظيم مشترك للحياة.‏
‏5ـ تقديم للعائلة حيزاً من الحرية يمكن استغلاله في سبيل التفرغ لها أكثر من أيام الأسبوع في العمل.‏
‏ هكذا تكون عطلة نهاية الأسبوع مكسب مهم، ينبغي عدم انتهاكها أو تفريغها من معناها بسبب مصالح اقتصادية أو ‏غيرها. ‏
المصادر:  ـ يوم الرب، رسالة البابا يوحنا بولس الثاني.‏               ‏                                                      ‏
‏ ـ المسيحية في أخلاقيتها، المطران سليم بسترس‏            ‏              ‏
‏          - الكلمات العشر (الوصايا العشر)، الأب كوب ألمخلصي.‏            ‏ ‏
‏                                                                                                      مع محبي ‏
‏                                                                                                  الأب أنور زومايا ‏
‏                                                                                                30 \11 \ 2005‏
eeee_55