المحرر موضوع: صناعة التنور في بخديدا  (زيارة 5371 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل laser

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
صناعة التنور في بخديدا
« في: 00:42 26/01/2006 »
‎     ‎‏  صناعة التنور في بخديدا                      ‏
‏                                                               نجيب شابا هدايا ‏
كلنا يعلم ان التنور كان يستخدم لاغراض متعددة منها خبز الرقاق (رَقا) وأقراص الخبز (رغيف) ‏واقراص الجريش (جَلي دِكريسا) واقراص البرغل (جلي دكرُكُر) وأقراص عيد السعانين (جلي دعيرق) ‏والكليجة وما الى ذلك.وكان يستخدم التنور ايظاً في طبخ بعض الآكلات الشهية كالهريسة والشوباتي ‏والبرمة و......الخ.‏
ومن خلال ذلك لابد ان نتطرف الى كيفية صناعة التنور في بخديدا وبعض القرى المجاورة تجتمعن مع ‏بعضهن وتقررّرنَ صناعة التنور لأحداهن الخبرة الكافية في الصناعة اما الباقيات فكنّ يساعدنَ الاولى ‏ذات الخبرة والتعاون فيما بينهن لتقديم المساعدة في العمل ولا يخفي عن بالنا الخديدية (زريفة منصور ‏نعمت) التي كانت لها الخبرة الكبيرة والمهارة الفائقة في صناعة التنور في بخديدا ،فكانت النسوة تجلب ‏الطين الحر (الحمراوي) ويخلط معه التبن الناعم جداً(العور) بعد نخله بالمنخل وفصله عن التبن الخشن ‏وفائدة التبن الناعم هي زيادة قوة التماسك بين جزيئات الطين وكان يستخدم لتقوية مادة الطين وتسليحها ‏بالتبن الناعم،وبعد خلط المزيج بشكل جيد بالايدي والارجل الى ان يتجانس الخليط يخمر لمدة يومان ‏وبعدها يعمل بشكل طيات متساوية وذات ابعاد مختلفة فكل مرحلة من مراحل العمل كانت تحتاج الى ‏طّية ذو أبعاد معينة وبنفس السمك وجميع القياسات تؤخذ بشكل تقديري وتقريبي،وتوضع الطية الاولى ‏بعد فرش الارض بواسطة الرماد لكي لاتلصق بالارض وبعد ترتيب الطبقة الاولى بشكل دائري توضع ‏الطية الثانية وتعمل بشكل سكة أو ساقية من الاسفل لكي تثبت بالطية الاولى وذلك بعد مرور ثلاثة ‏ساعات تقريباً.وفي اليوم التالي توضع الطية الثالثة والرابعة بنفس الطريقة الاولى ليكون مجموع الطيات ‏اربع طيات وتوضع طية أخيرة (خامسة)تسمى طية الفوهة في اليوم الثالث وتوضع نقشة مناسبة على ‏الافوهة ويعمل فتحة صغيرة دائرية من الامام والى الاسفل لغرض حصول عملية دخول الهواء وزيادة ‏نسية النار المشتعلة داخل التنور اثناء التسجير ومع وضع كل طية كانت تصقل من الداخل والخارج ‏بقطعة صغيرة تسمى صقالا (خشلتا) وهي عبارة عن قطعة خشبية ملساء جداً لها حافة حادة من جهة ‏ومحدبة من الجهة الاخرى.وفي حالة حدوث نتؤات أو بروز معينة فيتم معالجتها بإخراج الهواء من ‏داخلها بولسطة الآصابع ويجلب حجر صغير يشبة حجر الجاروش ويصقل من الداخل وذلك لتعديل ‏التنور لكي تصبح دائرة ملساء.‏
وبعد عدة ايام يوضع التنور الجاهز والمصنوع حديثاً في المكان المخصص له أو المراد نصبه هناك ‏بطريقة ذكية ويتم حساب كل شىء منها فواجهة التنور يجب ان تكون الفتحة الصغيرة في الامام وميلان ‏التنور واغرافه بدرجة معينة عن الشاقول.وتخصيص أماكن لوضع الخبز قبل الطهي على جهة اليسار ‏ومكان آخر يوضع فية الملصقة (المنزق) على جهة اليمين والى الخلف مكان يوضع فيه الخبز بعد ‏الطهي.‏
وكان يوضع أسفل التنور من جهة الخلف أحجار قوية (الصناطر) ويوضع الرماد حول التنور لكون ‏الاحجار القوية تكتسب الحرارة بسرعة وتفقدها ببطء لتحافظ على حرارة التنور أما الرماد لكونه خفيف ‏ولا يشكل ثقل على التنور من جهة ومن جهة اخرى يعتبر الرماد كمادة عازلة.‏
وبعد اكمال عملية نصب التنور تبدأ عملية التسجير فكانت تجلب بعض المواد كالتبن والبعر وفظلات ‏الحيوانات اليابسة وتجمع احياناً عظام قديمة لحيوانات متفسخة لمساعدة المواد الاخرى في عملية التسجير ‏حيث تسجر التنور من خمسة الى ست ساعات تقريباً وبصورة متقطعة الى ان يصبح لون التنور يميل ‏للأحمرار ثم يتغير تدريجياً الى أن يصبح باللون الابيض المصفر وبذلك تكون عملية التسجير قد انتهت ‏ويوضع دم أو دهن الحر فوق التنور ومن الداخل وذلك لتكوين طبقة رقيقة جداً من الداخل لتبقى عامل ‏مساعد لحفظ الحرارة أطول وقت ممكن ثم يغطي الفوهة العليا للتنور لمدة تقارب اليوم (اربعة وعشرون) ‏ساعة وبعدها يصبح التنور جاهزاً لعمل ما لذ وطاب من الاكلات القديمة والتي أصبح طعمها لحد الان ‏نتحسس به.‏


[الملحق حذف بواسطة المشرف]