المحرر موضوع: العراقيون سيدلون باصواتهم في صحيح الرجال  (زيارة 652 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يضع العراقيون ما يقارب 14413 مرشح لانتخابات مجالس المحافظات أمام المسئولية والأمانة التاريخية حين يثق بهم الناخبين ويختاروا ممثليهم من بينهم . ومع إن العدد يبدوا كبيرا إلا إنه في القياسات العامة تعتبر مؤشرا امنيا ذات دلالات على تطور كبير في  هذا الجانب المهم  بالحياة العامة للشارع العراقي ومع إن هذا الجانب له سلبياته في تشتيت الأصوات إلا إن العراقيون قد يستعينون بخبرة الخمس سنوات الماضية التي مارسوا فيه الانتخابات البرلمانية والدستورية . ومع زيادة عدد الكيانات التي بلغت 402 كيان بين أفكار وأيدلوجيات مختلفة تسمح للعراقي أن يختار ما يشاء من الاتجاهات التي يرغب في الانتماء الأيدلوجي لها  أو تتطابق مع رؤيته السياسية المستقبلية التي يتمنى أن تسير عليها البلاد .
إذن فليس هناك أي مبرر للعزوف عن المشاركة في وضع البصمة السياسية لأننا وكما عرفنا فان أعداد المرشحين والكيانات المتنوعة قد أغلقت الباب بوجه الاعتذار عن المشاركة في الانتخاب . إضافة إلى توفر 42 ألف محطة انتخابية ستستقبل الناخبين موزعة على طول البلاد وعرضها تسهل عملية وصول الناخب إلى مركز الاقتراع الذي سوف لن يكون على مبعدة من محل سكناه . ومع إننا لسنا من رجال الإحصاء التي تهتم بالأرقام لكننا نتحدث بهذه الطريقة الحسابية لأجل رفع التكليف والسماح لأكبر عدد من الناخبين في المشاركة وتذليل العقبات في نجاح عملية الاقتراع . ونؤكد على إننا أيضا لسنا من المعنيين بعدد المشاركين الذين سيصوتون للعراق ولمجالس محافظاتهم والنجاح الذي نعنيه هو التغيير بقدر كبير من التحول الذي تنشده الجماهير العراقية على امتداد تراب العراق الطاهر فمع بعض الاحباطات التي أصابت جوانب من الحياة العامة في البلاد إلا إننا وجدنا ذلك يعتبر كضريبة حتمية للتغيير الذي حصل في البلاد وانتهاء حكم الدكتاتورية والانتقال إلى حكم الشعب والتداول السلمي للسلطة ورغم حداثة التجربة العراقية إلا أنها تلاقي قبولا واسعا من الجماهير التي طالما انتظرت أن يكون لها كلمة مسموعة أو رجل واحد يستمع إلى مطالبهم المشروعة في العيش بأمان أو توفير لقمة العيش أو السماح لهم بمعرفة مصير أبناءهم . تلك المرحلة السياسية الخانقة التي مر بها العراقيون ولا يمكن لأي احد منهم أن يتجاوزها رغم مرور السنين مما تجعل لديهم دافعا قويا في المشاركة الفعلية في صنع القرار السياسي .
وبالأمس القريب شعر الناس في كل أرجاء البلاد بالخطر المحدق الذي كان يتربص بنا موتا وخطفا واقتتالا مريرا لم يكن فيه رابح أبدا . سوى إننا كنا نلعق جراحنا الدامية ونتوسل أن تنتهي المحنة التي طالت الأخضر واليابس تحت مسميات دينية وقومية تارة ومذهبية ومناطقية تارة أخرى . فمن اجل أن لا تعود تلك الأيام ولأجل ان ينشر السلام أجنحته البيضاء ولأجل أن تتلاقى الأيدي من جديد وتتصافى القلوب من اجل العراق الجريح والإنسان مسلوب الإرادة بسبب أولئك الذين أوغلوا خناجرهم في خاصرة الوطن والمواطن .
فتنظيم القاعدة أو المليشيات المختفية عن الساحة تحاول أن تجد لها موطئ قدم في كراسي مجالس المحافظات تحت مسميات جديدة ولطالما أرعب أولئك القتلة بأساليبهم وإعمالهم التي بندى لها جبين الإنسانية .
لقد عاش العراقيون طوال ستة سنوات خبروا فيها الغث من السمين وعرفوا الكريم من اللئيم وهم آهل خبرة في معرفة الأفعال من الرجال . فيا ليت شعري كم سيسقط الناخبون حين إدلاءهم بأصواتهم من أولئك الذين يفكرون بطريقة مقلوبة لا تأبه بمستقبل أبناءنا ولا بطموحات أولئك الكبار في السن الذين افنوا زهرة شبابهم في خدمة العراق وشعبه
[/size]  [/font] [/color]