المحرر موضوع: مسيحية تدير إحدى مدارس «ثانويات المتميزات» في العراق : الدين والطائفة والقومية لا مكان لها في مدارسن  (زيارة 3630 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل coptreal

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 881
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
«ثانويات المتميزات» في العراق.. مدرسات وطالبات من كل الطوائف والأديان

مسيحية تدير إحداها في بغداد: الدين والطائفة والقومية لا مكان لها في مدارسنا

بغداد: هدى جاسم
قالت «لديَّ من البنات 922 واحدة، ومن المربيات 73 مربية». قد يبدو العدد هائلا بالنسبة إلى تلك المرأة ذات الـ 57 عاما، التي لم تتزوج إلى الآن، لكن أنجيل ايشو مكي مديرة مدرسة المتميزات في جانب الرصافة ببغداد تقول لـ «الشرق الأوسط» إنها عملت منذ سنوات طويلة في مجال التعليم وهي تدير مدرسة المتميزات منذ ثلاث سنوات، بعد أن أصبحت في عام 1994 معاونة للمدرسة، التي تأسست في عام 1990.
وأشارت أنجيل ـ التي تنتمي إلى الطائفة المسيحية، وخمس أخريات من المدرسات ـ إلى أنها تشعر أن المتميزات في مدرستها جميعهن بناتها التي حُرمت منهن، لأنها لم تتزوج، مؤكدة أن الدين والطائفة والقومية لم تدخل كعناصر إلى المدرسة، لأن التميز والعلم هو الأساس في مناهج هذه المدارس، التي يوجد منها في العراق أربعون مدرسة، منها 12 في بغداد وحدها.
وأكدت أنجيل أنها لم تشعر يوما من الأيام بأن تهديدا قد يصلها بفعل الانتماء إلى الطائفة المسيحية، وهو ما أكدته المدرسات والطالبات أيضا. وتؤكد أيضا أن كل الفترات التي مرت بالعراق إبان النزاعات الطائفية، كانت فيها مدرستها بمنأى عن هذا الصراع.
وقالت أنجيل إن مدرستها، وكذلك جميع مدارس المتميزات في العراق تقبل الطالبة المتخرجة من المرحلة الابتدائية بمعدل لا يقل عن 95 %، ويجري للطالبة اختبار لمستوى الذكاء مع امتحان وزاري، واللواتي يجتزن هذين الاختبارين؛ يؤهلن للدخول إلى المدرسة، مشيرة إلى أن أية طالبة يقل معدلها عن 80 % خلال دراستها الثانوية في هذه المدرسة؛ تُطرَد من المدرسة؛ وتحول إلى مدرسة اعتيادية.
وأوضحت أنجيل أن في مدرستها مدرسات وطالبات مسيحيات ومسلمات وعربيات وكرديات وتركمانيات، والجميع يبحثن عن أعلى مستوى علمي، وليس اللون أو الطائفة أو الدين، مؤكدة أن مدارس المتميزات عادة ما تحقق نسبة نجاح في المرحلة الإعدادية تصل إلى 100 %، كاشفة عن أن السنة الأخيرة التحقت من طالباتها 56 طالبة بكليات الطب، و24 بكليات الهندسة، و18 بكليات متفرقة، بينما هناك خمس طالبات فقط لم يؤدين الامتحان لأسباب متعددة، وجميع هؤلاء الطالبات من جميع الطوائف، ولم تميز المربيات بينهن للأسباب المطروحة في الشارع السياسي، وكان بينهن مَنْ حصلت على مرتبات عليا على صعيد العراق كله.
وتؤكد آمنة سالم ـ وهي مدرسة للتربية الإسلامية في مدرسة المتميزات، وتعمل فيها منذ عشر سنوات، وتخرجت على يدها مئات الطالبات ـ أنها وجميع المدرسات والطالبات يتبادلن الهدايا في المناسبات الدينية لكل طائفة، بدون تمييز، والجميع يحتفل بمناسبات الجميع، دون أن يقال هذه مسيحية وهذه مسلمة، أو تلك شيعية، أو هذه سنية، لأن كلهن طالبات علم، وما يهمنا هو المستوى العلمي، مؤكدة لـ «الشرق الأوسط» أن طالباتها يشعرن بالحزن فقط عندما تكون درجاتهن بمستوى أقل من أخريات في نفس المرحلة، فالجميع يتسابق من أجل نيل أعلى الدرجات، وهذا ما أكدته منى سامي الطالبة في المرحلة الخامسة، التي تهوى الرياضة والخطابة وكتابة الشعر، في نفس الوقت الذي تحصل فيه على أعلى الدرجات في اللغة الفرنسية والرياضيات، وتؤكد أن همّها الدرس، ولا هَمّ لها في مواضيع السياسة وما تفرزه الساحة من مفردات هي بعيدة عن طموحاتها وتفكيرها. وتؤكد سامي ذات العقل الراجح، كما بدت لنا، أن الثقافة والعلم.. مفردات لا تلتقي إطلاقا مع مفردات طائفية، وأن من يتحدث وفق هذا المنهج مجرد إنسان جاهل. أما انعام نايف حمادي، وهي مديرة مدرسة للمتميزات أيضا في بغداد، فتؤكد أن طالباتها من أكثر طالبات العراق تفوقا، وأن اهتماماتهن العلمية والأدبية تفوق الوصف. وتشير حمادي إلى «الشرق الأوسط» بأن مدرستها التي تأسست عام 1997 كانت تدعى بـ (ثانوية الحريري)، ثم تحولت إلى (المتميزات)، وفق شروط وضعتها وزارة التربية العراقية. وتضم مدرستها 450 طالبة، مؤكدة أن طالبات المدرسة ومدرساتها من جميع الطوائف والأديان، ولا فرق بين طالبة وأخرى إلا في المستوى العلمي والأدبي.

 المزيد من اخبار المسيحيين من جريدة الشرق الأوسط اللندنية

http://www.coptreal.com/showscat.aspx?c=5&s=47

المزيد من اخبار المسيحيين

http://www.coptreal.com

للمزيد من اخبار المسيحيين
http://coptreal.com/