المحرر موضوع: بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية للرأي العام  (زيارة 2008 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل A D O

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 129
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
بيان المنظمة الآثورية الديمقراطية
للرأي العام

ܛܟܣܬܐ ܐܬ̣ܘܪܝܬܐ ܕܝܡܩܪܛܝܬܐ
ܡܟܬ̣ܒܐ ܦܘܠܝܛܝܩܝܐ

تابعت المنظمة الآثورية الديمقراطية، كما تابع شعبنا الآشوري الكلداني السرياني بقلق شديد، المنحى الخطير الذي بدأت تأخذه ردود الأفعال والتظاهرات في بعض الدول العربية والإسلامية، خاصة في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، والتي جاءت احتجاجا على نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للإسلام، في صحيفة ( جيلاندز بوستن) الدانمركية في شهر أيلول الماضي، ثم أعيد نشرها في صحف أخرى، وذلك بعد خروجها وتجاوزها حدود التنديد والشجب.

إذ أدت هذه الاحتجاجات إلى اعتداءات طالت ستة من كنائس شعبنا في بغداد وكركوك، وكنيستين في بيروت، فضلا عن التهديد بحرق كنائس في غزة، واعتداءات على الطلاب المسيحيين في جامعة الموصل، إضافة لحرق سفارات في دمشق وبيروت، في سابقة خطيرة لم تعهدها مجتمعاتنا. ورافق ذلك سقوط ضحايا بريئة، وأعمال حرق وتخريب للممتلكات العامة والخاصة. وزاد الأمر خطورة تصاعد نبرة الاستفزاز للمشاعر لدرجة كادت أن تجر اللبنانيين إلى حرب أهلية جديدة، لولا تطويق الأمر من قبل العقلاء. اندرج كل ذلك في إطار حملة ظلامية منظمة، تواطأت فيها مجموعات التطرف الأصولي مع نظم وتيارات سياسية انتهازية، ركبت موجة الاحتجاج على الرسوم المسيئة للرسول الكريم، تحقيقا لغايات سياسية هي أبعد ما تكون عن الغايات الدينية النبيلة.

ترى المنظمة الآثورية الديمقراطية، أن تصعيد أزمة الرسوم بعد أربعة أشهر من نشرها، لا يمكن فصله عن أجواء الاحتقان السياسي والتوتر الأمني المخيم على منطقة الشرق الأوسط، وعن الأزمة القائمة بين العديد من دول المنطقة من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية من جهة أخرى، وذلك على خلفية العديد من الملفات الإقليمية الساخنة، وفي مقدمتها، الموضوع اللبناني والوضع في فلسطين والعراق وأفغانستان، والملف النووي الإيراني. فقد أرادت الجهات والأطراف، أنظمة وتيارات سياسية، المحرضة على هذه التظاهرات أن تخوض " معارك سياسية " على أكثر من جبهة، تحت العباءة الدينية، مستغلة المشاعر والعواطف الدينية للمؤمنين والناس البسطاء، الذين كان من الأولى بهم أن يخرجوا للمطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية والتعليمية والصحية، والمطالبة بحقوقهم الديمقراطية المنتهكة من قبل نظم الاستبداد.

إن المنظمة الآثورية الديمقراطية، في الوقت الذي تدين وتشجب ما قامت به الصحيفة الدانمركية، وغيرها من الصحف التي أعادت نشر الرسوم المسيئة للإسلام والمسلمين، فهي تدين في الوقت نفسه أيضا، جميع أعمال التخريب والقتل والحرق التي رافقت مسيرات الاحتجاج على هذه الرسوم. وتدعو الجميع، إلى احترام كل العقائد والأديان، لما لها من مكانة مقدسة لدى جميع البشر. كما تتوجه إلى شعوب وحكومات المنطقة ومرجعياتها الدينية وقواها السياسية، ووسائل إعلامها، التخلي عن أساليب الشحن الطائفي والديني وإثارة الغرائز، والعمل على نشر ثقافة التسامح والتآخي والسلام، ونبذ كل أشكال التعصب الديني والقومي، وخلق أفضل العلاقات بين شعوب المنطقة وشعوب العالم، على قاعدة الاحترام المتبادل، وتعزيز مبدأ حوار الحضارات.

وفي هذا السياق تدعوها إلى التنبه إلى مسألة هامة وخطيرة، وهي تكرار الاعتداءات على مسيحيي المنطقة وكنائسهم- كما يجري في العراق- انتقاما في كل مرة دون وجه حق، لإساءات ترتكب هنا وهناك في بعض دول الغرب من قبل أفراد أو مؤسسات أو حكومات نحو دول و شعوب المنطقة وعقائدها الدينية، متناسين أن مسيحيي المنطقة كانوا ولا زالوا، إلى جانب أخوتهم المسلمين عبر تاريخ طويل في صف واحد في بناء وحماية الوطن المشترك، بل كانوا الأسبق فيها لسبعة قرون. وترى المنظمة أن هذه الاعتداءات التي تقوم بها قوى ظلامية متطرفة معروفة، تنطوي على مخاطر كبيرة، وما هي إلا تنفيذا لأجندة خفية وخبيثة، تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وزرع بذور الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد وتمزيق نسيجه الاجتماعي القائم تاريخيا على التنوع القومي والثقافي والديني. ويأتي ذلك في خدمة أهداف تتعارض مع مصالح شعوبها الطامحة إلى الحرية والاستقرار والازدهار.

سوريا- في - 8 شباط 2006

المنظمة الآثورية الديمقراطية
المكتب السياسي [/b]