المحرر موضوع: العالم يراقب العراق  (زيارة 712 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل علي الياسري

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 30
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
العالم يراقب العراق
« في: 00:39 04/03/2009 »

منذ سقوط الدولة العباسية عام 1258م عاش العراق ضمن فترة انحطاط
دامت زهاء ستة قرون حتى منتصف القرن التاسع عشر شهدت البلاد خلالها تحول ثقافي قادم من الغرب وان كان بطيئا وئيدا تقاطريا لتضمحل تلك الأسس المتخلفة  ومرحلة الانحطاط وسيطرة قيم بعيدة عن الحضارة .
كما واجهت البلاد منذ سقوط بغداد ومن ثم وقوعها تحت السيطرة العثمانية 1534م مختلف أشكال الغزوات الخارجية علاوة على الحروب الطائفية الفارسية-التركية الطويلة المتقطعة من أجل السيطرة على العراق، مع ما صاحبها من تعميق الانقسام والتناحر الطائفي بين أغلبيته المسلمة . إن نظرة سريعة تعطينا مدلولات كبيرة على ما مر به العراق وشعبه من انقسامات دينية ووطنية واضمحلال الانتماء الوطني . فكانت عبارة الانتماء ليس للعراق وإنما للمدن التي كان ينتمي لها الإنسان التي كان يقطنها فمثلا كان يعرف الشخص في العراق او الدول المجاورة انه بصري أو بغدادي أو حلي أو موصلي فلم يكن يشار الى بلد اسمه العراق إلا في الخارطة الجغرافية . ثم وبمرور سريع على تأسيس الدولة العراقية وسقوطها أيضا على أيدي الانقلابين أبان حكم العقيد عبد الكريم قاسم وما رافقه من انقسامات حزبية وتحولات في السياسة الداخلية بسبب تسلط الحزبيين آنذاك مع إن الزعيم لم يكن ينتمي الى طائفة أو حزب . إن نظرة سريعة الى قرون من الزمن مرت بالعراق وكان أخرها الدكتاتورية التسلطية الطائفية التي حكمت البلاد بالنار والحديد والحروب التي أهلكت الحرث والنسل وخمس سنوات من الحرب الطاحنة التي صنعها الرجعيون من المليشيات والتنظيمات  الدينية والقومية ضد شعب يتوق للحرية والعيش الآمن .
العالم اليوم يراقب التحول الديمقراطي السريع الذي يمر بالبلاد بين صديق منبهر بالانجازات الكبيرة التي تتحقق سريعا وبين مراقب يخشى هذه الديمقراطية التي بدأت تقترب من نهايتها عندما يعتمد العراقيون أخيرا على أنفسهم في كل المجالات ويصبحون قادرين فعلا على إدارة شئون البلاد وحماية مواطنيه وسلامة امن حدوده .
الخوف والترقب يأتي من خلال مايدور في الدول المجاورة من أساليب حكم هي أشبه بأنظمة العراق السابقة وتختلف في طريقة القمع التي تعانيه تلك الشعوب أو كيفية تعاملها معه .
فإيران الجارة التي كانت تنشد الحرية وشارك أبناءها من جميع الطوائف والأحزاب في التمرد الذي قاد البلاد الى اندلاع توتر بين السلطة والشعب أدى الى سقوط النظام الشاهنشاهي في إيران وتسلم رجال الدين لمقاليد الحكم . قد ابرز في حينه قوة وإرادة الأمم عندما تقرر أن تكون كلمتها هي الفصل في تحديد مسيرة الحياة مع ما يتناسب معها من تقاليد وأعراف وقيم . إلا إن مقارنة بين التغيير الديمقراطي في العراق الذي حصل عام 2003 وبين الثورة الإيرانية التي حصلت في إيران عام 1979 أي قبل ثلاثون عاما فترى تلك الفروق واضحة من الناحية الزمنية والمكانية . فالشعب الإيراني الذي صفق وهلل لحكم رجال الدين ظنا منه انه سينتقل الى أجواء أكثر ديمقراطية مما كان عليه فوجئ بأنه يعود إدراجه بخفي حنين . عندما شعر المواطن الإيراني ان ظنونه قد خابت وأمواله تهدر وان كل تلك الشعارات البراقة للثورة قد زال بريقها . فالسجون ازدادت ومن يعارض مصيره تلك المؤسسات الضخمة من أقبية الداخلية . وان حقوق الشعوب الإيرانية ذهبت إدراج الرياح . فعرب الاحواز لا يستطيعون إن يتجمعوا حتى في المناسبات العائلية خوفا من بطش وإرهاب رجال الأمن هناك . والزائر الى عربستان يشعر بذلك بكل بساطة عندما يشاهد الدبابات وهي تتمركز في مفترقات الطرق معلنة عن توتر مخفي وساعة ثورة لايعلمها إلا الله .
ان أشد ما يزعج الإيرانيين هو ذلك النفاق السياسي الذي ينتهجه حكام إيران عندما يعلنون أنهم ( يدعمون جنوب لبنان ولابد ان يأتي اليوم الذي ستحرر فيه القدس على أيديهم ) مع تعالي صيحات من الضحك المتواصل من المواطنين حين يتذكروا بان طنب الصغرى وطنب الكبرى وأبي موسى  والمحمرة مازالت ترزح تحت حكم الفرس . ولابد لنا من التعريج على دول الخليج العربي التي هالها ما وصل إليه العراق من تقدم كبير في مجال الحكم والاختيار بالانتخاب . وبذلك يكون العراق محط أنظار العالم مما حققه سريعا في الوصول الى أفضل نظم الحكم في العالم .  وللحقيقة أقول ((( إننا بدأنا من حيث انتهى العالم وسنصل سريعا الى ارقي المستويات العلمية والحضارية )) ونبني آمالنا على أن العراقيون قد استطاعوا أن يتجاوزوا سنين الظلام والاقتتال بفترة قياسية لم تكن في حسبان احد من الذين لا يعرفون حقيقة هذا الشعب
[/size] [/font]
. [/color]