المحرر موضوع: فساد.. يشيب له الفؤاد  (زيارة 2613 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عبدالمنعم الاعسم

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 788
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
فساد.. يشيب له الفؤاد
« في: 18:06 25/06/2005 »


فساد.. يشيب له الفؤاد

 

عبدالمنعم الاعسم 

aalassam@hotmail.com 

  الغازات المنبعثة من عوادم السيارات لا تقتل فورا، وكذا حال الفساد الذي يحقن الكيان الاجتماعي بفايروسات قاتلة على دفعات، بطيئة او سريعة، ليتحول في نهاية المطاف الى جحيم لا يطاق، ولتصبح كل عائداته، بما فيها الاخلاق، قيد البيع والمساومة..آنذاك، لا فرق ان ينقرض الكيان الاجتماعي، كما انقرضت امم، أو ان يبقى محسوبا على قائمة الاحياء المعتلين. 

 وهذا الاسبوع سمعت الكثير من التصريحات التي ادلى بها مسؤولون عن اخطار الفساد، ووعود بمحاربته(رحم الله عرقوب)في نفس الوقت الذي كنت اقلب وثائق (يشيب لها الراس) عن مسؤولين برعوا في النصب، وبنهم واحد يشار له بالبنان "كانت لديه علاقات مع احد مستشاري السيد القائد، حفظه الله " كما جاء في واحدة من الوثائق المسجلة لدى (مديرية الامن العامة-مكتب المدير العام).

 أقول: كل حديث عن الفساد المستشري في مفاصل الدولة العراقية الجديدة لا يشير الى ابطاله ومناسيبه في الحلقات الحاكمة والمتنفذه يصبح تسلية للنفس، ودفعا  للشبهة.

 وكل حديث لا يسمي الوقائع باسمائها يخلط الاوراق  بحيث  تتسع الشبهة لتشمل اسماء لا يطالها الكلام، ولا تقترب منها الظنة، لا من قريب ولا من بعيد،  واشير ، قبل الاستطراد في مشوار التحليل، ان العديد من المسؤولين والوزراء، وبخاصة اولئك المناضلين من اجل الحرية، لم يدنسوا ماضيهم بالرشى، ولم يثقبوا صفحاتهم  بالنصب، ولم تشملهم الظنون، لا من قريب ولا من بعيد، ولولاهم   لغرقت السفينة من زمان..ولو خليت لقلبت.

 بعض المسؤولين اختير في غفلة من الزمن الى موقع يدير من خلاله دفة حساسة تتصل بالنخب المتنورة والمثقفة، ولا ادري هل ان الذين اختاروا ذلك المسؤول لم يقرأوا ما ورد في وثيقة حكومية  لصيقة بسيرته، فقد كان حسبها "يقوم باستلام الرشاوي من المواطنين لتمشية امورهم " وكان"يكسر المزايدات" على المقاولات عبر البرطيل  وبواسطة شبكة الاتصالات بكبار المسؤولين، بل انه، نفسه، اصبح عبئا على حلقة النصب والرشوة والمتاجرة بدماء العراقيين المرتبطة بالدائرة الجهنمية لنظام الدكتاتورية البائد، بسبب لجاجته في استخدام علاقاته مع" الرفيق عبدالغني عبدالغفور وزير المواصلات والرفيق سعدي عياش عريم،  كذلك ثبت ان له علاقات مع  حمد حسن المجيد وله صفقات تجارية معه" ربما في مجال الاعلاف..اكرر، الاعلاف، لصلة الموضوع، بالاتي:

 فقد  تأمل هذا المسؤول مذكرة تطلب مساعدة الشاعرة(ر. م. ز) التي تقيم في مستشفى(...) على مواجهة تكاليف العلاج فكتب على المذكرة: تحال الى(الاعلاف) فكشفت زلة اللسان هذه عن زلات قدم صاحبها(من دون ان يدري) الى مستنقع الفساد.

ــــــــــــــــــــــــــــ

...وكلام مفيد

ـــــــــــــــــــــــــــ 

"من يختلس فلسا واحدا كمن يقتل نفسا".

بولدفور