المحرر موضوع: أهواركوردستان وجبال فرات الاوسط وجنوب الكدح العراقي  (زيارة 1636 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Dana Jalal

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 49
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أهواركوردستان وجبال فرات الاوسط وجنوب الكدح العراقي
[/b]



لم تكن ( سمرة ) الاغنية الوحيدة لنخيل السماوة ، فاغاني النخيل كما يقول الكاتب والصحفي وابن السماوة الاممي يوسف ابو الفوز كثيرة ، فنخيل الرافدين حملت سر الرياح فجاورت اشجار البلوط في كوردستان العراق التي امتلكت جبالهااجنحة الحرية لتفترش حارات وأزقة الفرات الاوسط وجنوب الكدح العراقي .
من الذي اخى ما بين اشجار النخيل والبلوط.؟ من الذي وحد جغرافية الجبال بامتداد الاهوار.؟
من يكون غيرهموا الذين عرفوا فن المزج بين الوطني والانساني من جهة ورسم الخنادق مع نقيضه من جهة اخرى .
 انهم الذين عرفوا كيمياء العشق وآصرة اللغة التي تخلق الوطن قزحا تتجاور فيه الالوان في حزمة التوحد .
انهم الذين اعطوا للنخيل والجبال مفردات مضافة للغناء الانساني والرمز النضالي .
 انهم كتاب ومثقفي العراق ويتقدمهم الذين ولدوا في رحم اليسار ورحلته في اعطاء الابجدية عبقها المقدس بما هو وطني ، فمن خلالهم عرفنا الشيوعية اعلى مراحل الوطنية ومن لايصدق لينظر في خلاياه الحزبية و ايجازها للعراق وانتماءها للانسان الذي يكافح من اجل ان يصبح اشد انسانية ومن ثم امتلاك مواصفات الرمز الذي يجيب على اسئلة ببساطة القصيدة وعمق الانسان.
 هل تغتال السياسة اوزان القصائد ؟ و تجفف بحار شعرها؟ ، وهل تتراجع مفردات البلاغة من الجناس والطباق والتورية لتتقدم مفردات الصراع والتناقض وظروف المرحلة ؟ .
يعتقد البعض بأن الواقعية وحتى التي كانت بلا ضفاف وفق المفهوم الغارودي كانت غير قادرة على فهم العلاقة بين الشكل والمحتوى في مجال الابداع الادبي والفني ، وان كانت تلك الاراء تحمل بعض مفردات الحقيقة فأن الواقعية التي تبدأ بالانسان كونه الضفة والميناء تفسر بالتأكيد علاقة الكاتب والمثقف الثوري والتقدمي بهموم شعبه والانسانية من جهة وربطه الجدلي بين المحتوى التقدمي والشكل الفني الرائع من جهة اخرى . و النماذج العراقية في مجال التحول والانطلاق من ضفة الانسان نحو مدنها في عالم امتزج فيه النضال السياسي بالابداع الادبي كثيرة.  فمنهم من اطالع على مذكرات يوليوس فوتشيك ذلك الكاتب والقائد الشيوعي التشيكي الذي اعدمه النازيون والذي وضع للسؤال الافتراضي في كتابه تحت اعواد المشانق ( ماذا ستفعل لو نهضت ولم تجد للحزب الشيوعي اثرا ؟) كان الجواب ( ابدأ من جديد وكأنني الحزب ). ومنهم لم يطلع  ولكنه اكتشف سر التواصل من الخلية  الحزبية الى موانىء الغربة والالم الذي تحول الى اشرعة تنطلق لاحقا نحو مركز الكون المتمثل بقلب الانسان .

دانا جلال / ستوكهولم