المحرر موضوع: ماذا قدم برنامج "الشمعة" و ماذا نفذ الجعفري؟  (زيارة 1692 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Al Sakban

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 10
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ماذا قدم برنامج "الشمعة" و ماذا نفذ الجعفري؟
[/b]

 

أحمد عبدالعال الصكبان *

بعد نشر الجزء الأول من هذا المقال وصلتني رسالة من أخ كريم يعاتبني فيها على إيراد اسم الدكتور الجعفري كثيراً عند التطرق لسلبيات برنامج الحكومة الحالية، رغم اتفاقه مع ما جاء من نقاط، و الحقيقة أنني ضبطت نفسي أتساءل أيضاً لماذا كررت اسم الدكتور الجعفري في كثير من الجزء الأول،فأسعفني أن برنامج الحكومة قدم تحت اسم"البرنامج السياسي لرئاسة مجلس الوزراء"!  و حقيقة لست أعلم ما المقصود تحديدا بهذا العنوان : هل رئاسة المجلس بها آخرون غير  الجعفري؟ هل كتب الدكتور البرنامج وحده دون الوزراء ؟ هل ناقشه مع حزبه أو مع بقية أطراف الائتلاف العراقي ؟ ثم هل ناقشه مع المتحالفين مع الائتلاف"التحالف الكردستاني" ؟ و لست أعلم للآن دلالة عنوان برنامج الحكومة ..

نعود لبرنامج الائتلاف الفائز بأعلى الأصوات في انتخابات الثلاثين من كانون السابق و الذي حمل رمز الشمعة، و لكن يبدو أن الشمعة كانت متوهجة أثناء الدعاية الانتخابية ثم خفت شعاعها شيئا فشيئا عند تقديم برنامج الحكومة ثم لاحقا عند عمل الحكومة و تصريحات البعض فيها ،سنجد البند السابع في برنامج الائتلاف يدعو لـ "قضاء مستقل"، لكن ما حدث قبل شهر تقريبا من هجوم ضارٍ- تورط فيه للأسف مسئولون بالحكومة -  على وزراء من الحكومة السابقة و الذين استدعوا للتحقيق معهم، هو أقرب مثال على قبر هذا الهدف في مهده،فطالما لن نحترم حق المتهم- و هؤلاء لم يصبحوا بعد متهمين،و طالما لم نقدم كل من تحوم حوله الشبهات للقضاء و اخترنا فقط المنتمين للأحزاب الأخرى،فإن هيبة القضاء لن تصبح محفوظة، و ستظل تهمة الأبعاد السياسية في المحاسبه القضائيه وصمة تسيء لثوب القضاء الناصع أو المدعو ليصبح ناصعاً.

و من جملة ما وعد به أيضاً برنامج الائتلاف " تبني نظام الضمان الاجتماع الذي تتكفل الدولة من خلاله توفير فرص العمل لكل عراقي قادر على العمل، أو توفير معيشته عند العجز" و المحبط - و المناقض لهذا البند - أن سمعنا وزير المالية السيد علي عبد الامير علاوي يربط حقوق المتقاعدين(الذين سددوها مسبقاً على مدار حياتهم الوظيفية باقتطاعات من رواتبهم ) بقرارات البنك الدولي و يقول أنه لا يستطيع زيادة رواتب المتقاعدين لتواجه التضخم الحادث الآن، كما تم تعيين الكثيرين في وظائف حكومية على أساس القربى و الانتماء الحزبي، بل وصل الأمر إلى قيام احد مستشاري الامن باصدار قرار فصل ألف موظف دفعة واحدة من وزارة الكهرباء، و إن كان يحمد لحكومة الدكتور الجعفري أنها رجعت عن هذا القرار بعد ما نشر عنه و منه مقال لنا، و ظني أن هناك أجنحة داخل الحكومة الحالية البعض منها يراعي فقط الاعتبارات السياسية و يعين و يفصل على أساس حزبي و طائفي ،بينما  البعض الآخر يراجع نفسه و ينتصر للحق في النهاية و يفهم أن حق العمل هو حق يجب على الحكومة أن تكفله للجميع إعمالا لمبدأ تكافؤ الفرص و وفق معايير الكفاءة لا النسب و القربى و غير ذلك.

ووعد برنامج الائتلاف أيضاً بتقديم التسهيلات المناسبة للمواطنين لبناء المساكن،لكن ما حدث هو تفاقم أزمة السكن بالبلاد، فالقليلون تلقوا أموالا على شكل قروض للبناء، رغم أن  بناء بيوت بالعاصمة بغداد مثلاً ليس بالأمر السهل لارتفاع أسعار الأراضي لأرقام فلكية وندرتها، و توقعنا أن يكون هناك حل عملي مثل الشروع فورا في بناء مجمعات سكنية مناسبة للحياه و تلقي أقساط بنائها من المواطنين على دفعات في فترات زمنية تمتد ربما لعشرين أو 30 عاما ، و هو حل مناسب لدولة لا زال دخل الفرد فيها-إن وجد- متأرجحاً و قابلا للانقطاع في أي لحظة-خاصة لو أن هذا المواطن ليس لديه قريب في أحد الأحزاب الحاكمة فقد يخسر وظيفته أو لا يجدها أصلاً، لكن إعطاء قروض لن تكفي مهما علت قيمتها لبناء مسكن، و قد ينفقها المواطن على إجراء جراحة أو تسديد ديون ثم نأتي و نطالبه بسدادها.

ونادى برنامج الائتلاف أيضاً و تحت بند "الإصلاحات الإدارية والنزاهة" بـ" العمل على إرساء مبادئ النزاهة والأمانة والشعور بالمسؤولية، في الدوائر والمؤسسات التابعة للدولة ومكافحة الفساد الإداري،" و لنا أن نراجع كم الفساد المستشري في الدوائر لحد أن وكالات الأنباء تنقل يوميا العديد من الأمثلة على هذا الوباء المتفشي بالعراق،لنعرف أن هذا البند لم يطبق بالطريقة المثلى ،كما أنه لم تتبني الحكومة الحالية إصدار لوائح واضحة لأداء مفوضية النزاهة و أصبحت تعمل بطريقة انتقائية رغم نجاحها في بعض الحالات لكن كان يجب ابتداء وضع ضوابط عمل لها.

 الأمر ينطبق أيضا على الهدف الآخر  في نفس البند حسب برنامج الائتلاف و هو " دعم مؤسسات المجتمع المدني لتأخذ دورها الفعال في التنمية الاجتماعية" و لنا أن ننظر للاعتداءات التي تتم كل فترة على نشطاء العمل الأهلي- جمعية حقوق الإنسان في بابل مثلا- الاعتداء على طلاب البصرة قبل شهرين - الاعتداء على شباب النجف لأنهم يرتدون الجينز!) و الأدهى أن تكريس فكرة الحريات المدنية و الشخصية بما يتسق مع الهوى العام هو بند هام في عمل المنظمات الأهلية، لكن أحدا من الحكومة  لا يشدد على هذه النقطة، و ربما يكون هناك من بين قادة الائتلاف من يفهم أن عمل الجمعيات الأهلية حرام في حرام لذا لا يتخذ أحد من الحكومة إجراءً رادعا لهؤلاء الذين يعتدون على ناشطي العمل الأهلي خاصة المنظمات التي تصدر التقارير الموثقة على تجاوزات الحكومة و منتسبي الأحزاب.

ذكر برنامج الائتلاف أيضا ضمن أهدافه "انتهاج سياسية اقتصادية متوازنة تضمن حل مشاكل البلاد، والعمل على إطفاء الديون العراقية وإلغاء التعويضات واستخدام الثروة النفطية في مشاريع التنمية الاقتصادية وتحقيق الرفاه للمواطنين." و يكفينا هنا الإشارة لعدم مخاطبة الدكتور الجعفري للمسئولين بالكويت أثناء زيارته لها بشأن مطالبتهم بلادنا بديون مبالغ في قيمتها تسبب فيها نظام صدام، بل و أعادت وكالة الأنباء الكويتية-كونا-بعد مغادرة الجعفري ب5 أيام التأكيد على لسان أحد الساسة الكويتيين أن الجعفري لم يفتح موضوع الديون من قريب أو بعيد ، فهل هذه هي صيانة حقوق العراق المالية ؟

 نترك برنامج الائتلاف و برنامج"رئاسة الوزراء" قليلا ، و ننتقل لأداء الحكومة عملياً و الذي شابه العديد من الأخطاء التي لا مجال لسردها جميعا الآن لكن نستشف أن بعض الأخطاء نابع من سؤ إدراك البعض لما كلفوا به من مهام في هذه الفترة الانتقالية الحاسمة من تاريخ العراق، و بعضها يتعلق بفهم هذه الحكومة لطبيعة العلاقة مع المواطن و لحدود دورها بعدما أصبحوا في موضع السلطة و أنهم يديرون دولة و حكومة و ليسوا مجرد رؤساء أحزاب متنازعة، و من أهم المسالب التي تؤخذ على أداء حكومتنا الحالية هو عدم الالتفات لرأي الشارع و إعلاء أحزابهم عن أي نقد ، فقد أقيل مثلاً قائد شرطة البصرة اللواء حسن سوادي من منصبه كقائد لشرطة  البصرة بسبب تصريحات  أدلى بها لجريدة الجارديان البريطانية كشف فيها عن عدم سيطرته على 75% من أجهزة الشرطة في البصرة بسبب تحكم الأحزاب فيها،بالطبع هذا لم يرض القائمين على الأمر فأحزابهم محصنة ضد أي نقد حتى لو كان ما تقوم بعض عناصر محسوبه على هذه الأحزاب هو نوع من التساهل في أمن البلاد و المواطن.

 كما تصاعدت سلطات المجالس المحلية و التي يدين بعض أعضائها بالولاء للأحزاب التي عينتهم ، فبدلا من استغلال الحريات و الصلاحيات الممنوحة لهذه المجالس لصالح العمل بحرية بعيدا عن أجواء المركزية المقيدة، فقبل أيام اعتدى البعض من مجلس محلي على مدير الشباب والرياضة في كربلاء و مدير الرياضة والشباب في منطقة الفرات الأوسط،كما فصل المجلس المحلي ذاته قائد شرطة المدينة السيد عباس فاضل الحسني رغم أن تاريخه الوظيفي يشهد له بحسن الأداء و طهارة اليد.

 ثم تعالوا ننظر لتصريحات السيد رئيس الحكومة خاصة في الأيام القليلة الماضية و التي تحتاج منه لبعض المراجعة، فتصريحات الدكتور الجعفري الأخيرة بواشنطون "علاقاتنا ستبقى متينة مع أمريكا حتى لو ضربت ايران" فرغم تحفظنا المبدئي على الدور الإيراني السيء بالعراق فإن التصريحات الأخيرة تلك لا لزوم لها و لا تعني شيئا على أرض الواقع، فأمريكا لن تضرب ايران غدا أو على الأقل لن تضرب ايران والدكتور الجعفري في السلطة، و قد يفهم البعض هنا أو هناك  من هذا التصريح أن العراق يؤيد عملا عسكريا ضد ايران بل و يشارك به، و العراق ليس من مصلحته أن تصبح أرضه منطلقا لأعمال عسكرية ضد جيرانه لأنه  ظرف ستنشط فيه أعمال إرهابية جديدة لهذه الحجة، و طالما أن  الشيء بالشيء يذكر فأن تصريحات الدكتورالجعفري أيضا  حول طلبه من أمريكا "أن تضغط على سوريا "لا يمكن أن يشتشف منه دبلوماسية ما، فما موقف دمشق عندما تستمع لهذا التصريح بينما هناك ببغداد الان لجنة من سوريا تناقش مع المسئولين  رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي و إعادة فتح السفارات، كما أنه لا يوجد دولة ذات سيادة تطلب على العلن من دوله أخرى أن تضغط على جيرانها ليوقفوا التسلل لأراضيها، هذه مهمتنا نحن العراقيين ، و مهمة جيشنا ومهمة الخارجيه العراقيه مثلما كانت من قبل مهمة آلاف من الجنود الأمريكيين الذين تركوا الحدود مفتوحة لأكثر من عام لغاية في نفس يعقوب.

 إنني أتمنى لو نظر القائمون على الامر فيما قدمنا بعين النقد الذاتي، فقبل كل شيء نحن نفكر بالعراق، و لا أعتقد أنه غائب عن فكر و عمل الدكتور الجعفري و عن كثير من المخلصين في حكومته، فقط نبهنا لما اعترى أداء هذه الحكومة من أخطاء، و للتناقض الذي وقعت فيه ببث دعايات انتخابية و برامج ليست على المستوى المطلوب أو الواقعي، و أملنا في إعادة التفكير في أي خلل يحدث الآن لأن الخاسر منه لن يكون هذا الحزب أو ذاك بفقدانه مصداقيته أمام الناخب، الخسارة لن تكون مقعد بالبرلمان أو بضعة آلاف من الاصوات تتحول لمنافس من حزب أو تيار آخر ،الخسارة ستكون العراق نفسه في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها من  إرهاب أعمى، و يكفينا أخطاء لنتفرغ أيضاً بكل قوتنا لدرء شر ما يخطط لبلادنا من حرب طائفية جنبنا الله إياها.

 

pressoffice@sakban.info


غير متصل Iraq for ever

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

   اهل البصرة قالوا : لا شمعة و لا فانوس نحن نريد علاوي ابو الفلوس