المحرر موضوع: ( لعنة الكندوم )  (زيارة 941 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Dia Dheyaa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 94
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
( لعنة الكندوم )
« في: 23:19 16/04/2009 »
( لعنة الكندوم )

في البدء لابد من التأكيد على الاحترام  لمشاعر الناس ومقدساتهم ،بغض النظر عن الاختلاف أو التقاطع  معها فكريا ،ولكن هذا الاحترام لايعني السكوت ،عما يفعله أو يقوله أشخاص مقدسون عند أتباعهم ومن أي ديانة كانوا ،حين يكون لفعلهم أو لقولهم اثر كبير ،قد يشكل خطرا كبيرا على حياة الناس ..!
قداسة البابا في زيارته الأخيرة للقارة الأفريقية التي ابتلت بمرض الايدز قال : انه لايعتقد إن " الواقي الذكري " الكندوم " قد يق من الايدز ، تصريحه هذا اعترضت علية إحدى المجلات الطبية البريطانية بشدة طالبة من قداسته  سحب هذا التصريح لما له من خطر حقيقي على حياة الملايين من البشر ممن يعني لهم كلام قداسته الكثير .
دوافع البابا واضحة شانه في هذا شأن ديانات أخرى تحرّم الإجهاض وتحديد النسل ،واستخدام الواقي الذكري يحدد النسل ،وهو مايعترض عليه هو وآخرون ،كونه ضد الإرادة الإلاهيه ، الأمر الذي جعل " الكندوم " ملعونا .
ولكن حين تكون تكلفة ،العلاج من الايدز باهظة الثمن في إفريقيا وفي غيرها ، لايتبق إلا الوقاية ،وإحدى طرق الوقاية هي عدم ممارسة الجنس مع من هب ومن دب " البغاء" وهي مالا اعتراض  عليه تماما كونه ،امتهان لكرامة الإنسان ،ولكن الاتصال الجنسي خارج العلاقة الطبيعية ، أو البغاء مع مصابين بالايدز نتج وينتج عنه أطفال مصابين بالايدز ، عدد الأطفال المصابين به في العالم يبلغ 2.3 مليون طفل ، وفي عام 2007 مات 330.000 طفل حول العالم بسبب الإصابة ، لو تم استخدام " الكندوم" في هذه الحالة لكان من الممكن تجنب إصابة وبالتالي إنقاذ حياة هؤلاء الأطفال الأبرياء من جرم الآباء رغم إن الفقر هو سبب رئيسي للبغاء وللايدز معا، الاتصال الجنسي ليس هو الطريقة الوحيدة للإصابة بالايدز ،بل عن طريق الدم الملوث أيضا ومصيبة إفريقيا هي  بالعدد الهائل للأطفال الحاملين لهذا الفيروس نتيجة إصابة الوالدين أو عن طريق الدم الملوث،نسبة المصابين في إفريقيا عدا الشمال الإفريقي وحدها 75%  قرابة30 مليون من عدد إجمالي في العالم يقارب 40 مليون ،هل يعني هذا إن إفريقيا أكثر إباحية جنسية من البلدان الأخرى بمنطق الأخلاق الديني ؟! كلا ! إفريقيا أكثر فقرا من البلدان الأخرى..!
كما انه عند الفقر تتراجع الأخلاقيات ، وتغدو كلاما فارغا أمام " هيبة وجلالة " رغيف الخبز ، وهذه مسألة علمية بحته ، الإنسان لايستطيع من التفكير بشكل منطقي سليم حين يكون جائعا ، لان دورة الدم  والأوكسجين، وكل مايرافقها من عمليات كيمياوية ،" تتخربط " ولن يكون في مكان الدماغ أن يعطي تعليمات سليمة لباقي الأعضاء ،وحينها تتحكم الغريزة الآنية بالأشخاص الجائعين ، شأنهم شأن كل الحيوانات الجائعة..!!
وبشأن تحديد  النسل الذي هو أهم دافع لقداسته في تصريحه ،الذي هو فتوى كبيرة ،لها ثقلها الذي لايستهان به كونه يصدر من هرم كنيسة عدد أتباعها في العالم 1.47 مليار إنسان ، نقول وبكل بساطة : ( ماذا لاسامح الله ، لو اتبع كل الصينيين والهنود الذي يتجاوز تعدادهم 2.5 مليار نسمه ،إحدى الديانات التوحيدية الثلاث " اليهودية ، المسيحية ، الإسلام " وكانوا فرضا لاسامح الله أيضا ملتزمين دينيا ،واتبعوا الثابت في منع تحديد النسل عند الديانات الثلاث ..؟؟! ) من أين سيأتي  " أحبار اليهود وقداسات المسيحيين ، وعلماء المسلمين وآياتهم " ،بخبز ولن أقول دواء ،لأعداد هائلة ستتضاعف عشرات المرات خلال سنوات قليلة ،حينها لن تنقذ الجياع سوى غريزتهم الحيوانية في البقاء للأقوى ،ولن يكون البشر بحاجة للدين كأخلاق وشرائع تحد وتنظم الغرائز ،لان قانون الغاب هو من سيسري على الجميع ...!
الم يكن أجدر بقداسته في موضوع الايدز أن يدعوا بمحبة وتسامح وتعاون أخلاق " ابن مريم " إلى أن يساعد الأغنياء  (بلدان وأفراد)  المنكوبين بهذا الوباء، على الأقل من خلال التبرع بجزء ثابت من أموالهم لتغطية مصاريف علاج المصابين بالايدز ، خصوصا وان الأمم المتحدة على لسان أمينها العام السابق تقول إن توفير مبلغ 20 مليار دولار ولغاية 2010 يكفي لتوفير علاج لكل المصابين بالايدز حول العالم  ؟ وحين يتحقق ذلك ويشفى الناس من هذا الفيروس ،يتحدث ويفتي كما يشاء عن ضرورة وعدم ضرورة الواقي الذكري .
ولن يهم بعدها إن لم يلتفت إلى إن مبلغ 20 مليار لايعدو أن يكون رقما صغيرا من رقم 1000 مليار دولار ينفق سنويا في تسلح البلدان حول العالم .

ضياء حميو
dia1h@hotmail.com